في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ويبدي استعداده للتفاوض حول جميع قضايا الحل الدائم إلا أنه يرفض التوصل إلى اتفاق حول قضيتي القدس واللاجئين. ونقلت صحيفة معاريف، اليوم الأحد – 3.1.2010، عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إن "رئيس الحكومة يدعو إلى استئناف المفاوضات ومن دون شروط مسبقة وسيطرح كل جانب مواقفه خلالها بما في ذلك قضايا الحل الدائم" التي تشمل القدس واللاجئين والجدود والمياه والترتيبات الأمنية.
لكن المصادر ذاتها أكدت على أن مواقف نتنياهو لم تتغير "فالقدس (الشرقية والغربية) هي عاصمة إسرائيل الأبدية وهو يعارض بشدة استقبال لاجئين في الأراضي الإسرائيلية". كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله إن موضوعي القدس واللاجئين لم يذكر خلال محادثات نتنياهو مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو لم يعبر عن موافقته على الخطة الأميركية، التي قالت معاريف إن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تطرحها وتُعرف ب"خطة كلينتون"، القاضية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود العام 1967 مع تبادل أراضي والاعتراف بإسرائيل على أنها "دولة الشعب اليهودي" مع حدود تعكس "الواقع الناشئ على الأرض" في إشارة إلى الكتل الاستيطانية وضمها إلى إسرائيل.
وفي هذه الأثناء تعمل الإدارة الأميركية على صياغة "وثيقة التفاهمات" لإطلاق المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. ويتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر في منتصف الشهر الحالي للاتفاق مع الأطراف حول "إطار المفاوضات". واعتبر مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى أن "الضغوط تنتقل إلى الجانب الفلسطيني الآن".
وبحسب معاريف فإنه في حال انعقاد قمة في القاهرة لإطلاق المفاوضات فإن كلينتون هي التي ستحضرها وليس الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فيما اعتبرت مصادر سياسية إسرائيلية أنه "إذا حضر أوباما فإنه سيسرق الأضواء من مبارك".
من جانبها قالت صحيفة هآرتس اليوم إن إسرائيل والولايات المتحدة تضعان كل ثقلهما الآن على مبارك لكي يقنع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال لقائهما، غدا، باستئناف المفاوضات مع إسرائيل. ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إن "لمصر تأثير على الفلسطينيين يفوق حتى تأثير أوباما عليهم".
ووفقا للصحيفة فإن نتنياهو نجح خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، يوم الاثنين الماضي، في تغيير التوجه المصري نحو العملية السياسية بشكل كامل وأن "مبارك أدرك أن نتنياهو جدي وأنه يدرك الواقع ومستعد للتباحث في توجه جدي نحو اتفاق".
ويرى محللون سياسيون إسرائيليون أن نتنياهو مهتم باستئناف عملية سياسية مع الفلسطينيين لأنه يعتبر أن من شأن ذلك أن يخفف الضغوط الأميركية والأوروبية عليه ومنع إمكانية معاودة مطالبته بتجميد الاستيطان.