المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

انتهى لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، اليوم الثلاثاء – 15.9.2009، دون نتائج. وقرر الاثنان معاودة اللقاء غدا. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن "اللقاء كان جيدا" وأنه دام أكثر من ساعتين اجتمع خلاله نتنياهو ميتشل على انفراد. وأضاف البيان أن ميتشل ونتنياهو اتفقا على معاودة اللقاء مرة أخرى صباح غد، في مكتب نتنياهو في القدس، ما يعني أن ميتشل سيمدد توجده في إسرائيل في محاولة للتوصل إلى تفاهمات مع نتنياهو حول تجميد البناء في المستوطنات.

وترى إسرائيل إن من شأن التوصل إلى تفاهمات كهذه أن يؤدي إلى انعقاد مؤتمر قمة بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على هامش أعمال افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع المقبل.

وقال ميتشل قبيل لقائه مع نتنياهو إنه يأمل بأن يتم التوصل إلى تفاهمات بهدف الانتقال إلى المرحلة التالية وهي استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من خلال قمة ثلاثية في نيويورك. وسيتوجه ميتشل اليوم إلى مدينة رام الله للقاء عباس. ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية فإن ميتشل سيحاول إقناع عباس بالموافقة على لقاء نتنياهو.

ويذكر أن نتنياهو أكد في تصريحات أطلقها أمس وأمس الأول على رفضه تجميد البناء في المستوطنات، وأعلن أنه سيتم تجميد المصادقة على مناقصات لأعمال بناء في مستوطنات الضفة الغربية بصورة جزئية لكن سيتم مواصلة أعمال بناء مؤسسات عامة. وقال نتنياهو خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس إن "تقليص أعمال البناء في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) سيكون لفترة محدودة". وأضاف أنه "لا يوجد تفاهم مع الولايات المتحدة حول مدة تجميد البناء" لكنه أشار إلى أن "الفلسطينيين توقعوا أن يكون هناك تجميدا مطلقا، لكن من الواضح الآن أن هذا الأمر لن يحصل".

وقال نتنياهو إن "الحكومة ستجري توازنا بين الرغبة في تنفيذ مبادرات نية حسنة، من أجل إطلاق العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين الحاجة إلى السماح بحياة طبيعية للمستوطنين في يهودا والسامرة" في إشارة إلى مواصلة أعمال البناء في المستوطنات. وأضاف أنه "كان هناك طلبا من جانب الأميركيين بألا نبني بتاتا وأوضحنا أننا سنبني 2500 وحدة سكنية (تم الشروع في بنائها). كما أني قلت للأميركيين بأننا سندرس إمكانية تقليص حجم البناء، وسنستمر في بناء المباني للمؤسسات العامة". وحول أعمال البناء في الأحياء والبؤر الاستيطانية في القدس الشرقية اعتبر نتنياهو أن "القدس ليست مستوطنة والبناء فيها سيستمر كالمعتاد".

ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن نتنياهو قوله خلال اجتماع لوزراء حزب الليكود، امس الأول الأحد، إنه يرفض الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين تكون نتائجها معروفة مسبقا فيما تم كشف النقاب عن أن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، التقى سرا مع رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لمطالبة عباس بالموافقة على التقاء نتنياهو

وقال نتنياهو خلال اجتماع وزراء الليكود إنه "في جميع الأحوال لن أوافق على الدخول في محادثات سياسية تكون نتائجها مُحددة ومعروفة مسبقا، ومن أجل التوصل إلى نتائج يوجد مفاوضات ونحن مستعدون للشروع فيها فورا". ووفقا للصحيفة فإن نتنياهو قال ذلك في رد على سؤال وجهه وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، حول ما إذا كانت إسرائيل قد وافقت على جدول زمني للمفاوضات مع الفلسطينيين يستمر لمدة سنتين.

وقال نتنياهو أيضا إنه خلال محادثات أجرتها إسرائيل مع الإدارة الأميركية قال الأميركيون إنهم لن يفاجئوا إسرائيل بطرح خطة سياسية غير منسقة معها. وأضاف أن مطالبة الولايات المتحدة إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات "هو فقط جزء من المحادثات، لكن الموضوع الجوهري هو إطار المفاوضات" بين إسرائيل والفلسطينيين.

من جهة ثانية قالت هآرتس إن بيرس وعريقات التقيا سرا، الأسبوع الماضي، وأن بيرس طالب خلال اللقاء بأن يوافق عباس (أبو مازن) على لقاء نتنياهو في إطار قمة ثلاثية تجمعهما مع أوباما على هامش افتتاح أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصدرين سياسيين إسرائيليين ودبلوماسيين أجانب قولهم إن بيرس دعا عريقات إلى ديوان الرئاسة الإسرائيلية في القدس الأسبوع الماضي وتحدث معه حول احتمالات عقد قمة ثلاثية.

واعتبر بيرس خلال لقائه مع عريقات أنه ينبغي عمل كل شيء من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين وذلك قبل انتهاء الشهر الحالي، وأنه "يحذر إهدار هذه الفرصة، وأنا أطلب أن تنقل ذلك إلى أبو مازن وعليه أن يأتي إلى اللقاء". وأضاف بيرس أنه "رغم وجود خلافات حول موضوع المستوطنات ومواضيع أخرى لكن سيتم حلها، والأمر الأهم الآن هو استئناف المحادثات السياسية بأسرع وقت ممكن".

وطرح بيرس أمام عريقات رؤيته وأنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق حول عدد من المواضيع خلال وقت قصير. وشدد في هذا السياق على قضية الحدود، بينما القضايا الأخرى، مثل القدس واللاجئين، فإنها تستدعي تشكيل طواقم عمل للبحث فيها لفترة طويلة. وقد أطلع بيرس نتنياهو على نتائج لقائه مع عريقات لكن ديوان الرئيس الإسرائيلي رفض التعقيب على لقاء بيرس – عريقات.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات