يبدو أنه تصاعدت حدة الخلافات المعلنة بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في ظل استمرار رفض إسرائيل تجميد أعمال البناء في المستوطنات. ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء – 24.6.2009، أن الإدارة الأميركية أبلغت حكومة إسرائيل بأنه لا توجد جدوى من عقد اللقاء بين المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في باريس، غدا الخميس، مع استمرار أعمال البناء في المستوطنات.
وكشفت الصحيفة عن أن مستشار نتنياهو السياسي، يتسحاق مولخو، أجرى محادثات سرية مع مسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن، خلال نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة للتوصل إلى حل للخلافات بين الجانبين في قضية الاستيطان، حيث رفضت إسرائيل مطالب أميركية متكررة بتجميد الاستيطان. وأوضح المسؤولون الأميركيون لمولخو مرة أخرى أن الولايات المتحدة تعارض استمرار أعمال البناء في المستوطنات وفي الكتل الاستيطانية الكبرى كما أنها ترفض البناء بذريعة "النمو الطبيعي".
وقالت يديعوت أحرونوت إنه على هذه الخلفية اتفق مولخو مع المسؤولين الأميركيين على أنه لا جدوى من عقد اللقاء بين ميتشل ونتنياهو وأنه ينبغي مواصلة الاتصالات بهدف التوصل إلى تسوية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن البيت الأبيض، بإلغائه اللقاء، إنما يرسل لنتنياهو مؤشرات شديدة اللهجة مفادها أنه "عندما تنتهي من إعداد الوظائف البيتية التي كلفناك بها في موضوع وقف أعمال البناء في المستوطنات، أبلغنا بذلك، وحتى ذلك الحين لا توجد أية جدوى بأن يسافر ميتشل إلى باريس للقائك".
ويبدو أن نتنياهو ومستشاريه يحاولون تلطيف صورة الخلاف مع الإدارة الأميركية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم، عن مرافقين لنتنياهو في جولته الأوروبية قولهم إنه تم إرجاء اللقاء مع ميتشل بناء على طلب نتنياهو لأنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية بخصوص البناء في المستوطنات. وأضاف مرافقو نتنياهو إن اتصالات جارية بين الجانبين حول موضوع البناء في المستوطنات في الأيام الأخيرة وتم الاتفاق، أمس، على سفر وزير الدفاع ايهود باراك إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل.
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية باراك على أنه الشخص "المعتدل" في الحكومة الإسرائيلية وأنه "الوسيط" بين إسرائيل والولايات المتحدة في المحادثات حول الاستيطان، علما أنه تم الكشف، أمس، عن أن باراك صادق شخصيا على مخطط بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "طلمون" القريبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية. كذلك صادق باراك، بتأييد نتنياهو، على مخططات بناء أخرى في المستوطنات في الشهور الأخيرة. واللافت أن الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم تجاهلت بشكل كامل الحديث عن مصادقة باراك على أعمال البناء في مستوطنة "طلمون".
وفي غضون ذلك يواصل نتنياهو جولته الأوروبية، ووصل، اليوم، إلى باريس حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بعدما التقى مع رئيس الوزراء الايطالي، سيلفيو برلوسكوني، أمس. ودعا برلوسكوني نتنياهو إلى تجميد الاستيطان، كما يتوقع أن يفعل ذلك ساركوزي أيضا، فيما علّق نتنياهو على هذه المطالب، أمس، بالقول إن "الحديث عن موضوع الاستيطان هو إهدار للوقت وبدلا من ذلك ينبغي التقدم باتجاه السلام".