رغم أن أحدا لم ير نص الخطاب المرتقب الذي سيلقيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، مساء اليوم الأحد – 14.6.2009، إلا أن التقديرات تشير إلى أنه لن يتضمن أي جديد، ونتنياهو لن يعترف بحل الدولتين لكنه سيؤكد تمسكه بخطة خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في مرحلة متقدمة. وفي تلميح بارز، قال رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، خلال اجتماع لكتلة حزبه، اليوم، وبعد أن اطلع على مسودة الخطاب، إن الخطاب "سيكون حذرا وضبابيا للغاية وينبغي خفض سقف التوقعات".
ونقلت صحيفة هآرتس عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه لن يذكر عبارة "الدولتين للشعبين" بصورة واضحة، خلال الخطاب الذي سيلقيه عند الساعة الثامنة من مساء اليوم لكنه سيؤكد التزامه بخارطة الطريق مع بعض التحفظات. وبحسب المقربين فإن نتنياهو يعتزم تجاوز الاستجابة لمطلب الولايات المتحدة بالموافقة على حل الدولتين من خلال التأكيد على خارطة الطريق التي تعتبر إسرائيل أنه سيكون بالإمكان من خلالها التوصل إلى قيام دولة فلسطينية بعد تنفيذ الفلسطينيين تعهدات في المجال الأمني و"محاربة الإرهاب". لكن المرحلة الأولى من خارطة الطريق تقضي بتوقف العنف من الجانب الفلسطيني في موازاة تجميد الاستيطان من جانب إسرائيل، ومن شأن إصرار إسرائيل على عدم تنفيذ التزامها بخصوص الاستيطان أن يمنع التوصل إلى تسوية وحتى أنه يهدد باندلاع انتفاضة جديدة.
كذلك رجحت وسائل الإعلام الإسرائيلية ألا يغير سياسته فيما يتعلق بالاستيطان ما يعني أنه لن يستجيب لمطلب آخر للإدارة الأميركية المتعلق بتجميد الاستيطان. ونقلت هآرتس عن نتنياهو قوله خلال لقائه مع مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، يوم الجمعة الماضي، إنه "لن نسمح بقيام دولة حماس في الضفة الغربية أيضا، وانظر ما الذي حدث في غزة بعد انسحابنا منها ونحن لسنا مستعدين لأن يتكرر ذلك".
ويبدو أن نتنياهو سيدعو الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. إذ قال خلال لقائه مع سولانا "إني مستعد لاستئناف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية، وليعرض كل جانب مواقفه وسنرى كيف بإمكاننا التقدم". وحذر نتنياهو أمام سولانا من أنه "ستخطئ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا جعلوا الفلسطينيين يشعرون بأنهم معفيين من تنفيذ تعهداتهم، مثل محاربة الإرهاب، وعلى جميع الأطراف أن تسهم بمن في ذلك الدول العربية، ويحظر مطالبة إسرائيل بأن تنفذ كل شيء وعدم مطالبة الفلسطينيين بأي شيء".وكان نتنياهو يشير بذلك إلى تصريح عباس في مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست وقال فيها إن معظم الضغوط الأميركية تمارس على إسرائيل وليس على الفلسطينيين.
ورفض نتنياهو تجميد الاستيطان وقال لسولانا إن "المطلب الأميركي بتجميد أعمال البناء في المستوطنات ليس واقعيا ويتعارض مع اتفاقيات وتفاهمات سابقة والتي عملت حكومات إسرائيل بموجبها، كما أنه لا يمكن تجميد حياة مجتمع" في إشارة إلى الادعاء الإسرائيلي بأن أعمال توسيع المستوطنات غايتها سد احتياجات "النمو الطبيعي" في المستوطنات.
وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت أن خطاب نتنياهو يشمل 1950 كلمة وستستغرق قراءته 25 دقيقة تقريبا، ووصف مقربون من نتنياهو الخطاب بأنه سيكون "شجاعا". وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيحاول في خطابه السير بين النقاط وأن يرضي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورفاقه في أحزاب اليمين الإسرائيلي في آن واحد. وقالت يديعوت أحرونوت أنه يتوقع أن يؤدي خطاب نتنياهو إلى خيبة أمل لدى باراك الذي حاول إقناع نتنياهو بأن يشمل خطابه عبارة "الدولتين للشعبين" وأن يوافق على تجميد الاستيطان بصورة مؤقتة. وكان نتنياهو قد التقى مع باراك على انفراد يوم الجمعة الماضي ومع الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، أمس السبت. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن بيرس قرر دعم موقف نتنياهو فيما يتعلق بعدم تجميد الاستيطان.
وفي غضون ذلك واصل أعضاء كنيست ووزراء من الليكود إطلاق تصريحات تطالب نتنياهو بعدم الاستجابة للإدارة الأميركية فيما يتعلق بحل الدولتين وتجميد الاستيطان. وأعلن قادة حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف بعد لقائهم مع نتنياهو، أمس الأول، أنهم مطمئنون إلى أن "نتنياهو لن يبدل جلده" وأنه "لن يتراجع عن المواقف القومية".
لكن المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، ألوف بن، أشار اليوم إلى أن "نتنياهو بحاجة إلى ’متمردين’ في كتلة الليكود والتحالف الحكومي من اجل أن يظهر لأوباما مدى صعوبة تقديم تنازلات، مثل تأييد إقامة دولة فلسطينية، حتى على الورق". وأضاف الكاتب أنه "لو أن (الوزير) بيني بيغن وعضوي الكنيست تسيبي خوطوفيلي وداني دنون (من الليكود) لم يكونوا موجودين لتوجب على نتنياهو أن يخترع مثلهم، وهو يرد أن يتحدثوا ضده".
كذلك يتوقع ان يخصص نتنياهو قسما كبيرا من خطابه للموضوع الإيراني والملف النووي وأفادت وسائل إعلام بأن نتنياهو أجرى تعديلات على الخطاب أمس بعد صدور نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية وفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, هآرتس, باراك, الليكود, الكنيست, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو