وقع رئيس بلدية القدس الغربية، نير بركات، على 34 أمرا لهدم بيوت فلسطينية في القدس الشرقية، منذ توليه منصب رئاسة البلدية قبل ثلاثة شهور، ما يشير إلى تزايد كبير في أوامر الهدم مقارنة مع سلفه في المنصب أوري لوبليانسكي. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين – 16.3.2009، أنه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة منذ بداية ولاية بركات قدمت دائرة مراقبة البناء في بلدية القدس أكثر من مائة لائحة اتهام كل شهر ضد مواطنين فلسطينيين طالبت فيها هدم مباني في القدس الشرقية بذريعة أنه تم بناؤها بدون ترخيص.
وأشارت الإذاعة إلى أن كمية طلبات هدم البيوت في الأحياء العربية في القدس الشرقية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يدل على ارتفاع وتيرة هدم البيوت مقارنة مع هدم 88 بيتا في القدس الشرقية خلال العام الماضي كله، ويبدو أنه سيتم هذا العام هدم 120 بيتا على الأقل. ويوقع بركات على أوامر هدم بيوت تم بناؤها في الفترة الأخيرة، لكن في موازاة ذلك تقدم البلدية أكثر من ألف لائحة اتهام كل سنة ضد مواطنين فلسطينيين بادعاء بناء بيوتهم بدون ترخيص وتطالب بهدمها.
وزعم بركات في مقابلة أجرتها مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه لا يميّز ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية وادعى أنه "لا توجد أية مخالفة بناء، ولو حتى بناء شرفة، في القدس الغربية". وقال إن قسما من أوامر الهدم كانت موضوعة على طاولة رئيس البلدية السابق "وعلى البلدية أن تعمل بنجاعة أكبر. وهذا أحد الأهداف التي وضعتها أمامي وأعتزم تحقيقها".
من جهة ثانية لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى "وجود صعوبات في استصدار تراخيص بناء قانونية في القدس الشرقية" وأنه "في العام الأخير طلبت 203 عائلات (فلسطينية) تراخيص بناء وحصلت 87 منها فقط على موافقة البلدية". وأضافت الإذاعة أن "نسبة قليلة من السكان يختارون التوجه إلى البلدية من أجل استصدار تراخيص بناء، لعلمهم بأن استصدار تصاريح للبناء في القدس الشرقية تكاد تكون مستحيلة". وقالت الإذاعة إن "هذه مشكلة لا يخفيها المسؤولون في البلدية وتتعلق بالتمييز بين شطري العاصمة منذ سنوات طويلة، حيث أن المساحة التي يسمح بالبناء فيها في غرب المدينة أكبر ب50% من شرقها".
يشار على أنه تزايدت الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل حول سياسة هدم البيوت التي تنتهجها في القدس الشرقية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد طالبت خلال زيارتها إسرائيل قبل أسبوعين بوقف هذه السياسة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ربطت بين سياسة هدم البيوت وعملية الدهس بالجرافة التي نفذها فلسطيني من القدس الشرقية في غربي المدينة قبل نحو عشرة أيام. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها إنه وردت معلومات في الفترة الأخيرة تتحدث عن النية لتنظيم مظاهرات عنيفة في الضواحي الفلسطينية في القدس الشرقية احتجاجا على سياسة هدم البيوت.