المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 658

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

 

قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، إن هدف الهجمات المسلحة في مدينة مومباي الهندية هو مقر جماعة "حباد" اليهودية وأن المهاجمين الذين استولوا على المقر كانوا يتعمدون ذلك. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 28.11.2008، عن ليفني قولها، أمس، إن "مقر حباد يقع في زقاق جانبي وليس في الشارع الرئيسي، ولذلك فإننا نفترض أن المخربين قصدوا الوصول إليه بحثا عن رهائن وأهداف أميركية وبريطانية وإسرائيلية". ووجهت ليفني تعليمات لموظفي وزارة الخارجية بالاستعداد لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتمال أن تضطر إسرائيل إلى إرسال مساعدات للهند بصورة فورية. وقالت "لقد وضعنا طائرة على أهبة الاستعداد لكن الهنود لا يريدون مساعدة في هذه الأثناء".

 

 

من جهة ثانية قالت يديعوت أحرونوت إن أجهزة الأمن الإسرائيلية وعلى رأسها الموساد تتعاون مع الأجهزة الأمنية الهندية في التحقيق في سلسلة الهجمات التي وقعت في مومباي، أمس الأول الأربعاء، والتي قُتل فيها أكثر من 125 شخصا. وأضافت الصحيفة أن التعاون الأمني بين إسرائيل والهند يتركز في جمع معلومات ومحاولات تقفي آثار المهاجمين والحركات التي تقف من ورائهم. كذلك عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أمس، وتم إصدار تعليمات بتعزيز الحراسة حول جميع سفارات إسرائيل والمؤسسات اليهودية في أنحاء العالم. وبحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن تسعة مواطنين إسرائيليين كانوا يتواجدون في فندق أوفروي، الذي تعرض لهجوم ويحتجز المسلحون رهائن فيه، لم يجروا اتصالا مع عائلاتهم منذ الهجوم على الفندق.

 

ولفت المراسل والمحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، إلى أنه منذ شهر شباط الماضي يبذل جهاز الأمن الإسرائيلي جهودا تشمل العالم "من أجل حماية مواطنين إسرائيليين ومراكز يهودية من هجمات حزب الله، انتقاما على اغتيال (القيادي العسكري في حزب الله) عماد مغنية. وخلال هذه الفترة، تم إحباط عدد من الهجمات الكبيرة. لكن الهجوم الإرهابي في مومباي، والذي كان مقر حباد أحد أهدافه الثانوية على ما يبدو، يدل على أنه مقابل إرهاب إسلامي – محلي في العالم الثالث على الأقل، لا يتمكن الانتشار الأمني الإسرائيلي أبدا من مواجهة مخاطره".وأضاف الكاتب أنه "بالإمكان، من خلال جهود بالغة وبتنسيق وثيق مع أجهزة استخبارات أجنبية، لجم خلايا حزب الله التي تعتزم مهاجمة سفارات إسرائيلية؛ بالإمكان إصدار تعليمات لمبعوثين غير رسميين بإبداء الحيطة والحذر؛ لكن من الصعب، إلى درجة المستحيل، حماية السياح الإسرائيليين والمبعوثين الذين يعلقون في هجوم منسق وشديد القوة كالذي وقع في الهند".

 

ونقل هارئيل عن الباحث في "مركز دراسات الإرهاب" في كلية هرتسيليا، الدكتور ليئور لوطن، تقديره أن مقر حباد في مومباي كان هدفا ثانويا "لضرب 'الشيطان الصغير' خلال الهجوم على الشيطان الكبير، 'الصليبيين'، أي السياح الغربيين والعلاقة بين الغرب والنظام في الهند". ومن جانبه قال الباحث في مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الدكتور يورام شفيتسر إن "اهتمام تنظيم القاعدة وتنظيمات إسلامية أصغر منه ومتأثر به، التي تسمى 'الجهاد العالمي' بإسرائيل يتزايد تدريجيا مع مرور السنين. فمنذ العام 2002 تم تسجيل سلسلة هجمات ضد يهود وإسرائيليين، بدءا من الهجوم في مومباسا في كينيا وحتى إطلاق صواريخ الكاتيوشا من الأردن ولبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية. كذلك فإن التعاون الأمني العلني والمتشعب بين إسرائيل والهند زاد المحفزات لتنفيذ هجمات".

 

ورأى هارئيل أن "الهجوم يبدو أنه نجاح كبير للإرهابيين. وهو الكلمة الأخير في مجال الإرهاب العالمي. وفوق كل شيء ، لدينا هنا فشل بالغ لأذرع الأمن الهندية، التي فوجئت بالهجمات في قلب المركز الاقتصادي للدولة. وسيضطر المسؤولون في أجهزة الاستخبارات الهندية إلى توفير إجابات وشروح لتفسير أخطائهم".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات