"المشهد الإسرائيلي" – خاص
قال الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، إن مبادرة السلام السعودية أثارت إعجاب الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 19.11.2008، عن بيرس، الذي بدأ أمس زيارة رسمية إلى بريطانيا، قوله، خلال مقابلات مع وسائل إعلام بريطانية يفترض أن تنشر غدا، إن مبادرة السلام السعودية "تثير انطباعا جيدا" لدى أوباما. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنها حصلت على معلومات مفادها أن مسؤولين سعوديين كبارا مرروا، خلال الأسابيع الماضية، رسائل إلى مستشاري أوباما السياسيين وجاء فيها أن السعودية تتوقع أن يتبنى الرئيس الأميركي الجديد المبادرة لدى دخوله إلى البيت الأبيض.
وقال بيرس، ردا على أسئلة صحافيين بريطانيين حول ما إذا كان أوباما سيدفع عملية السلام في الشرق الأوسط ومبادرة السلام العربية إلى الأمام، إنه بحث المبادرة مع أوباما لدى زيارة الأخير إلى إسرائيل وأنه ينظر إليها بصورة إيجابية. لكن بيرس نفى ما نشرته صحيفة صاندي تايمز البريطانية، مطلع هذا الأسبوع، بأن أوباما قال إن إسرائيل "ستكون مجنونة" في حال لم توافق على المبادرة. وبحسب هآرتس فإن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال خلال لقائه مع قياديين فلسطينيين في القاهرة إن أوباما أبلغه بأنه سيكون هذا جنون من جانب إسرائيل إذا فوتت فرصة الموافقة على المبادرة. وأكد عباس ذلك لاحقا خلال مقابلة أجرتها معه هآرتس.
لكن تجدر الإشارة إلى أن بيرس وعددا من القياديين الإسرائيليين، أبرزهم رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، يتحدثون بصورة ضبابية حول المبادرة العربية ويفضلون المبادرة السعودية التي طرحها ولي العهد السعودي في حينه والملك السعودي الحالي، عبد الله بن عبد العزيز، على القمة العربية في بيروت في آذار 2002، لكون المبادرة السعودية لا تتحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فيما المبادرة العربية المعدّلة والتي صادقت عليها القمم العربية والتي تعرف بمبادرة السلام العربية، تذكر بشكل واضح قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة أو التعويض. وتنص المبادرة على أن الدول العربية ستعترف بإسرائيل وستقيم علاقات معها إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود العام 1967 وتوافق على قيام دولة فلسطينية. وتتعامل الإدارة الأميركية مع المبادرة بشكل إيجابي، لكنها متمسكة بخطة خارطة الطريق التي طرحها الرئيس الأميركي، جورج بوش، وبتفاهمات مؤتمر أنابوليس، على أنهما أساس الخطوات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
واعتبر بيرس أن المبادرة العربية "ليست كاملة" بادعاء أنها لا تأخذ بالحسبان الحقوق الدينية لليهود، خصوصا في الحرم القدسي الشريف، لكنه يرى أنه ينبغي التفاوض حولها في موازاة استمرار المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ورأى بيرس أن المبادرة تشكل "تغيرا مطلقا" في موقف العرب، مقارنة مع اللاءات الثلاث التي وضعتها القمة العربية في الخرطوم في العام 1967 والتي رفضت الاعتراف بإسرائيل والسلام معها. وأضاف بيرس أن المبادرة العربية تمكن من "تحقيق سلام مع الدول العربية بنفس ثمن الاتفاق مع الفلسطينيين" وأن "المبادرة أصبحت ممكنة الآن".
ونقلت هآرتس، اليوم، عن المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط ومستشار أوباما الحالي لشؤون الشرق الأوسط، دنيس روس، نفيه أنباء قال أوباما بموجبها لدى زيارته إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية إنه يؤيد المبادرة العربية ويعتزم بناء مبادرته السياسية على أساسها.
من جانبه قال بيرس خلال المقابلات مع وسائل الإعلام البريطانية إنه لا يؤمن بأن إدارة أوباما ستضطر إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل دفع العملية السياسية لأن مواقف إسرائيل والولايات المتحدة "متطابقة" حيال الحل المطلوب مع الفلسطينيين. وزعم بيرس خلال خطاب ألقاه أمس، خلال استقباله في مبنى بلدية لندن، أن إسرائيل توصلت تقريبا إلى توافق مع الفلسطينيين حول الاتفاق السياسي وكل ما تبقى هو تبادل أراضي بنسبة 4% إلى 5% من مساحة الضفة الغربية. وتابع بيرس أن إسرائيل ستطالب بضمانات قبل انسحابها "لأننا فشلنا في غزة، فقد أخلينا بالقوة 30 مستوطنة ولا يوجد هناك أي جندي أو مواطن إسرائيلي، لكن المستوطنات التي تم إخلاؤها تحولت إلى قواعد لإطلاق صواريخ باتجاه مواطنين إسرائيليين، ويتعين عليّ أن أوفر إجابات لمن يسأل كيف سنتأكد من أن هذا لن يتكرر في حال أخلينا مستوطنات أخرى" في الضفة الغربية.
وتطرق بيرس إلى المفاوضات بين إسرائيل وسورية وقال إن "مصر والأردن صنعتا سلاما مع إسرائيل واسترجعتا أراضيهما، وإذا غيرت سورية سلوكها وسارت في طريق مصر فهي تعرف أنها ستحصل على الأمر ذاتها".