"المشهد الإسرائيلي" خاص
تدور معارك ساخنة في الانتخابات البلدية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء – 11.11.2008، ويبدو أن أكثر المعارك سخونة هي تلك الدائرة في مدينتي تل أبيب والقدس. وتتميز المعركة الانتخابية على رئاسة بلدية تل أبيب عن غيرها من المدن والبلدات في إسرائيل، خصوصا على ضوء احتمال إجراء جولة انتخابية ثانية يتنافس فيها رئيس البلدية الحالي، رون خولدائي، ومرشح حركة "مدينة لجميعنا"، دوف حنين.
ويعتبر حنين شخصية يسارية بارزة للغاية. فهو عضو في الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي ورئيس اتحاد الجمعيات التي تعنى بالبيئة ويحمل شهادة الدكتوراه في القانون. وتعرض حنين مؤخرا لتهجمات من جانب عدد من أعضاء الكنيست لأنه "لا يقف عند إنشاد هتيكفا"، وهو النشيد الوطني الإسرائيلي. رغم ذلك فإن حنين يتمتع بشعبية واسعة حتى لدى مجموعة واسعة من الفنانين في المدينة.
ونقلت صحيفة معاريف اليوم عن محللين سياسيين توقعهم أن لا يتم حسم الانتخابات في تل أبيب اليوم، وإنما الذهاب إلى جولة ثانية بين حنين وخولدائي وفي هذه الحالة فإن فوز خولدائي سيكون مشكوك فيه. وقالت محللة الشؤون الحزبية في معاريف، مايا بنغل، "أعتقد أنه إذا نجح دوف في جر خولدائي إلى جولة ثانية، فإن فوز خولدائي في هذه الحالة ليس مضمونا، بل عكس ذلك، إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى فوز حنين، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث المستحيل وإلى دب الحماس في رياح التغيير". ورأت الإعلامية في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي كيرن نويباخ: "حقيقة أن حنين مرشح هذه المرة خلقت تهديدا على خولدائي وجعلت للصراع على رئاسة البلدية طعما".
من جانبه شكك المحلل السياسي في معاريف شالوم يروشالمي في احتمال فوز حنين على خولدائي، وقال إن "حنين بات مرشحا يشكل تهديدا على خولدائي وبرأيي فانه لن يفوز، لكنه سيحقق نتيجة جيدة". كذلك نفى المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، عكيفا إلدار، احتمال فوز حنين واعتبر أنه "لا يوجد سبب قوي وبارز ينبغي من أجله استبدال رئيس البلدية". لكن رئيس بلدية تل أبيب السابق، روني ميلو، لم يستبعد احتمال خسارة خولدائي. وقال إن "الصراع في تل أبيب هو ليس حول السؤال من سيكون رئيس البلدية وإنما السؤال الأكبر هو ما إذا كان خولدائي سيصبح رئيس البلدية".
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن العرب في يافا يخوضون الانتخابات لمجلس بلدية "تل أبيب – يافا" من خلال قائمة واحدة تمثل جميع الأحزاب العربية.
وحول المعركة الانتخابية على رئاسة بلدية القدس قالت صحيفة هآرتس إن "حروب المتدينين في الشارع المقدسي تقوي خصوصا المرشح العلماني لرئاسة البلدية". ويبرز في انتخابات القدس، والتي يتوقع امتناع الغالبية العظمى من الفلسطينيين المقدسيين عن المشاركة فيها، المرشحان العلماني نير بركَت والمتدين مائير بوروش. وتمتنع جماعات من اليهود المتدينين في القدس عن تأييد بوروش. من جهة ثانية شدد بركت وبوروش خلال حملتهما الانتخابية على زيادة وتيرة الاستيطان في القدس الشرقية وليس من خلال توسيع أحياء استيطانية قائمة وحسب وإنما أيضا من خلال التعهد بإقامة أحياء استيطانية جديدة.
من جهة أخرى لا يتوقع حدوث تغيير في مدينة حيفا وإنما أن تتم إعادة انتخاب رئيس البلدية الحالي يونا ياهف لفترة أخرى.
وتجري أبرز المعارك الانتخابية على الساحة العربية داخل الخط الأخضر في مدينتي الناصرة وسخنين. ويتنافس في الناصرة رئيس البلدية الحالي، رامز جرايسي، الذي يمثل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وأحمد الزعبي، الذي يمثل القائمة الموحدة التي في مركزها الحركة الإسلامية. أما في سخنين، فإن المنافسة بين رئيس البلدية الحالي، محمد بشير، الذي يمثل الجبهة، ومازن غنايم المدعوم من عائلته، أي عائلة غنايم، ومن حزب التجمع الوطني الديمقراطي.