"المشهد الإسرائيلي" – خاص
ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 22.4.2008، أن إسرائيل لاحظت مؤخرا حدوث "تحرك معين" في موقف حماس فيما يتعلق بالجهود الرامية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة. ونقلت هآرتس عن مصادر في حماس قولها إن الحركة "غيّرت موقفها وأصبحت توافق الآن على مطلب مصر بحصر التهدئة في القطاع فقط، من دون أن تسري في الضفة الغربية أيضا". لكن الصحيفة قالت إن المتحدث باسم حماس إسماعيل رضوان نفى ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تلتزم رسميا بعد بوقف إطلاق النار وتنتظر اقتراحا مفصلا ستسلمه مصر إلى إسرائيل بهذا الخصوص. إلا أن إسرائيل تنسب ما وصفته ب"التحول الظاهر في موقف حماس" نتيجة للضغط الاقتصادي والعسكري الذي تمارسه على القطاع من خلال الحصار والعمليات العسكرية.
ولفتت هآرتس إلى أن إسرائيل لم ترد بقوة على الهجوم الذي شنه مسلحون من حماس على معبر كرم ابو سالم (كيرم شالوم) في جنوب القطاع يوم السبت الماضي، معتبرة أن ذلك يعود إلى رغبة إسرائيل بمنع التصعيد في فترة الأعياد اليهودية، ولكن من الجائز أيضا أن عدم الرد على الهجوم نابع ايضا من تجدد الوساطة المصرية للتوصل إلى تهدئة.
وفي غضون ذلك ذكرت صحيفة الأهرام المصرية اليوم أن وزير المخابرات المصرية عمر سليمان سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لاستعراض الاقتراح المصري بخصوص التهدئة في القطاع أمام المسؤولين الإسرائيليين بعد التوصل لاتفاق بين مصر وحماس بهذا الخصوص، بحسب الأهرام. لكن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قالت لهآرتس إنه لا علم لها عن زيارة سيقوم بها سليمان لإسرائيل الاسبوع المقبل.
من جهة أخرى قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سمحت اليوم بدخول شاحنات محملة بالبضائع للقطاع، كما سمحت لمواطنين فلسطينيين في القطاع بالدخول إلى إسرائيل عبر معبر إيرز لتلقي علاج طبي.
وفي سياق متصل شكك مراسل الشؤون الفلسطينية في هآرتس، أفي سخاروف، في مقال نشره اليوم، في قدرة رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، على فرض تهدئة في القطاع. وكتب سخاروف أنه "ثمة شك فيما إذا كان مشعل قادر اليوم على التأكد من أن الجناح العسكري لحماس سوف يوقف إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل". واضاف سخاروف أنه من أجل فرض وقف إطلاق نار في القطاع "ستضطر حماس لإطلاق النار ضد فصائل قريبة منها، مثل الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية". وشدد الكاتب على أن حماس لن توافق على تهدئة من دون الحصول على مقابل على شكل فتح معابر.
واعتبر سخاروف أن الهجوم الذي شنه مسلحو حماس على معبر كرم أبو سالم، السبت الماضي، والذي وصفه ب"الفاشل"، "هو مثال واضح على قوة مشعل المحدودة". ورأى أنه لو نجح الهجوم الذي وقع أثناء لقاء مشعل مع الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، في دمشق لكان مشعل سيظهر كمن فقد سيطرته على الجناح العسكري لحركته.
وبحسب سخاروف فإن "الخلافات بين قيادة حماس السياسية في الخارج وبين الجناح العسكري للحركة في القطاع ليست بالأمر الجديد. لكن وفق معلومات وصلت من السلطة الفلسطينية فإن خلافات حاصلة بين القادة الميدانيين. ومثال على ذلك، التوتر الحاصل بين القائد الحالي للجناح العسكري، أحمد جعبري، الذي يعتبر متطرفا ويعارض مصالحة مع السلطة، وبين سابقه في المنصب، محمد ضيف، الذي يطالب بتركيز القتال ضد إسرائيل فقط. كذلك يدعو ضيف إلى تسوية الخلافات بين الجناح العسكري وقيادة حماس في الخارج، في حال حققت الأخيرة انجازات ملموسة في المفاوضات مع إسرائيل على وقف إطلاق النار والجارية بوساطة مصرية".