"المشهد الإسرائيلي"- خاص
أظهرت عملية إنقاذ الرهينة الفرنسية إنغريد بيتانكور من أسرها لدى منظمة الأنصار الكولومبية "فارك" الدور الذي يؤديه خبراء أمنيون إسرائيليون في أجهزة الأمن الكولومبية. ويتمثل هذا الدور في التدريب ونقل الخبرات التي تراكمت لدى الخبراء الأمنيين الإسرائيليين. كذلك تبيع الصناعات العسكرية الإسرائيلية السلاح وطائرات الاستطلاع الصغيرة من دون طيار ومعدات تكنولوجية متطورة لأغراض التجسس والقتال. ويعتبر قائد شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط يسرائيل زيف، أبرز المستشارين الأمنيين لقوات الأمن الكولومبية، وأحضر بواسطة شركته، "غلوبال سي. أس. تي"، التي أقامها بالشراكة مع رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، يوسي كوبرفاسير، العديد من كبار المسؤولين والخبراء السابقين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، مثل شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك، للعمل في المجال الأمني في كولومبيا.
ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 4.7.2008، عن مصدر كولومبي قوله إن مستشارين إسرائيليين كانا بين المشاركين في التخطيط لعملية إنقاذ بيتانكور وحتى أنهما شوهدا في قاعدة الجيش الكولومبي "تولمايدا". وأوضحت الصحيفة أن الخبراء الإسرائيليين لم يشاركوا في عملية الإنقاذ نفسها، لكنهم قدموا المشورة وشاركوا في الإعداد للعملية إضافة إلى تزويد العتاد التكنولوجي في المجال الاستخباري والسيطرة والإشراف على القوات التي نفذت العملية.
وبحسب هآرتس، فإن ضلوع إسرائيل في كولومبيا جرى قبل عام ونصف العام، عندما توجهت كولومبيا إلى إسرائيل طالبة المساعدة في حربها ضد منظمة "فارك". وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية "فارك" بأنها ميليشيا متخصصة في الخطف والمطالبة بفدية والمتاجرة بالمخدرات. وجاء الطلب الكولومبي من إسرائيل على خلفية علاقات طويلة بين الدولتين. وإسرائيل باعت في الأعوام الماضية طائرات وطائرات استطلاع وأسلحة وأجهزة تجسس. وأوصت وزارة الدفاع الإسرائيلية السلطات الكولومبية بالحصول على خدمات شركة زيف وكوبرفاسير. ووقعت هذه الشركة الخاصة مع السلطات الكولومبية على اتفاق يدر أرباحا طائلة على الشركة الإسرائيلية. كذلك أصبح زيف وكوبرفاسير زائرين دائمين في مكاتب وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش وقادة الجيش الكبار في كولومبيا. وفرضت وزارة الدفاع الإسرائيلية على الشركة الإسرائيلية وعناصرها قيدا واحدا وهو عدم المشاركة في أعمال قتالية.
من جانبه نفى زيف في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت، نشرته اليوم، قيام شركته بتدريب القوات الخاصة الكولومبية. لكنه قال "لقد زودناهم بأدوات متطورة وجيدة لتطوير قتالهم ضد الإرهاب". وأضاف أن عملية الإنقاذ وإخلاء سبيل بيتانكور، أول من أمس، "كانت عملية استخبارية بمشاركة القوات الخاصة الكولومبية، وكانت مساهمتنا فيها من خلال المساعدة على بناء قدراتهم العسكرية. وهناك بالطبع قيود على ما يمكنني أن أقول، لكن كنا ضالعين بصورة عميقة جدا في شكل أداء القوات الخاصة في أثناء عملية الإنقاذ. والكولومبيون يشبهوننا اليوم فيما يتعلق بالإصرار والأصالة والشجاعة".
وكتب محلل الشؤون الإستراتيجية والاستخبارية في يديعوت أحرونوت، رونين برغمان، اليوم، أن الخبراء الأمنيين الإسرائيليين يقدمون خدمات اليوم لقوات الحكومة الكولومبية لا لعصابات الأنصار وعصابات المخدرات الكولومبية مثلما حدث في سنوات الثمانين.
ونقل برغمان عن خبير إسرائيلي عمل في الماضي في وحدة سرية للغاية في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ويقدم الآن خدمات أمنية للقوات الكولومبية قوله إن الكولومبيين يدفعون أموالا طائلة للخبراء الإسرائيليين ومن أجل الحصول على عتاد عسكري واستخباري متطور من إسرائيل.
ولفت برغمان إلى أن الولايات المتحدة تلقت عددا من التقارير حول الصفقات الأمنية بين إسرائيل وكولومبيا ووافقت على إبرامها بسرور. وأضاف أنه بالنسبة للأميركيين فإنهم يرحبون في أي ضلوع إسرائيلي في كولومبيا لأن هذا يعني "تحسين قدرات الجيش الكولومبي ويساعد على تعزيز الوجود والنفوذ الأميركيين في وسط وجنوب أميركا".