قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة- 4/4/2008- إن ما وصفته بـ"سباق التسلح النووي" السوري بدأ به الرئيس بشار الأسد بلقاء مع أعضاء الوفد الكوري الشمالي الذي حضر لتقديم واجب العزاء، في أثناء جنازة الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن الرئيس الأسد الأب كان "مؤمنا" بأن على سورية أن تكتفي بحيازة سلاح كيماوي وبيولوجي فقط "لكن في أثناء جنازته، ومن خلال لقاء مع الحاشية الكورية الشمالية، بدأ نجله بنسج مؤامرة نووية، حتى اكتشاف إسرائيل المنشأة في دير الزور، التي تم تدميرها في أيلول الأخير".
ويذكر أن الطيران الحربي الإسرائيلي اخترق في ليلة السادس من أيلول الماضي الأجواء السورية وأغار على منشأة في منطقة دير الزور الواقعة شمال شرقي سورية، ولأول مرة يذكر تقرير الصحيفة الإسرائيلية أنه سقط قتلى في هذه الغارة.
وأعد تقرير يديعوت أحرونوت معلق الصحيفة للشؤون الإستراتيجية، رونين برغمان والصحافي رونين سولومون.
وجاء في ملخص التقرير أنه في موازاة الأوصاف الرسمية في الوكالة السورية للطاقة النووية، التي تقع مكاتبها على بعد عشرات الأمتار من الموقع الذي اغتيل فيه القيادي في حزب الله عماد مغنية، في دمشق، يعمل رؤساؤها على قيادة سورية نحو مسار نووي.
وأضاف أن المسؤولين في الوكالة كانوا ضالعين في سلسلة اتصالات سرية مع كوريا الشمالية أسفرت عن "ولادة المشروع الذي تم تدمير قسم منه على الأقل في دير الزور".
وتابع التقرير الإسرائيلي أن "الوكالة تعمل بالاشتراك، وأحيانا في موازاة، المجلس الأعلى للأبحاث العلمية، وهي الهيئة العليا للتنسيق والأبحاث والمشاريع الأمنية ذات الأهمية الوطنية من الدرجة الأولى".
وقال إن "نشاط الوكالة السورية للطاقة النووية كان هامشيا على مدار سنين، حتى قرر الرئيس الشاب (بشار الأسد) أن على سورية فعل كل شيء للحصول على سلاح نووي.
"وخلال لقاء قمة (سوري- كوري شمالي) عقد في دمشق في العام 2002 جرى الاتفاق على التفاصيل تحت غطاء سري وبدأت سفن محملة بمركبات المشروع، وتحت غطاء أنها أسمنت، تتحرك من كوريا الشمالية إلى سورية".
وقالت مصادر استخبارية أميركية في العام 2007 إن مجموعة من العلماء توجهت من كوريا الشمالية إلى سورية.
وبحسب تقرير يديعوت أحرونوت فإن قسما من العلماء الكوريين الشماليين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على دير الزور.
وأضاف أن جامعة ألفو الكورية أنشأت كلية كبيرة في سورية لتأهيل مهندسين وتقنيين لمهن الأبحاث وإدارة مفاعلات نووية.
وركّز مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، ستيف هادلي، حملة جمع المعلومات والتقديرات حول ما يحدث في منشأة دير الزور التي أحاطها السوريون بقطع اسمنتية كبيرة لمنع مفتشين من الحصول على عينات من التربة هناك.
ويشير تقرير يديعوت أحرونوت أيضا إلى أن المسؤولين الأتراك كانوا خلال العام الأخير وسطاء بين إسرائيل وسورية ومرروا رسائل بين الجانبين أهمها التزام سورية بعدم محاولة الرد على الغارة الإسرائيلية على دير الزور وعدم شن حرب ضد إسرائيل.