أعمال البناء تجري في 101 مستوطنة في أنحاء الضفة وتشمل بناء 500 مبنى على الاقل بحيث يضم كل مبنى عشرات الشقق * حجم البناء في القدس الشرقية "غير مسبوق" والهدف تعميق الاستيطان في شرق الخط الأخضر * حكومة إسرائيل لم تنفذ تعهداتها أيضا فيما يتعلق بالبؤر الاستيطانية
المشهد الإسرائيلي- خاص
قال تقرير نشرته حركة سلام الآن، الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، اليوم الاثنين- 31.3.2008، إن حكومة إسرائيل تبني آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات الضفة الغربية وأيضا في البؤر الاستيطانية العشوائية. وأفاد التقرير بأن أعمال البناء تجري في 101 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية، وتشمل بناء 500 مبنى على الأقل بحيث يضم كل مبنى عشرات الشقق السكنية.
وبحسب تقرير سلام الآن فإن 275 مبنى بدأ إنشاؤها في الآونة الأخيرة، ما يتناقض مع تعهدات حكومة إسرائيل في خطة خريطة الطريق ومؤتمر أنابوليس، و20% من أعمال البناء هذه تجري في مستوطنات تقع شرقي الجدار العازل الذي تدعي إسرائيل بأنها ستنسحب إليه في حال تم التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين. وفي موازاة ذلك تواصل الحكومة الإسرائيلية بناء 220 مبنى ثابتا في نحو 37 مستوطنة في إطار مشاريع بناء تمت المصادقة عليها في السنوات الأخيرة.
إضافة إلى ذلك يواصل المستوطنون إقامة أحياء من البيوت المتنقلة (كرافانات)، وتمت إضافة 184 كرافان إليها مؤخرا، بينها 150 كرافان تم وضعها في مستوطنات معزولة تقع شرقي الجدار العازل، مثل مستوطنات "عيلي" و"دوليف" و"بساغوت" و"عوفرا" و"كوخاف هشاحر" و"يتسهار". وقالت سلام الآن إن المستوطنين يبنون الكرافانات في المستوطنات بادعاء تجاوز قرار الجيش الإسرائيلي بعدم نقل كرافات جاهزة إلى المستوطنات، لكن سلطات الجيش الإسرائيلي على علم بهذا النشاط الاستيطاني وفقا لتقارير صحافية إسرائيلية. ويشار إلى أن وضع الكرافانات في المستوطنات يتم من دون مصادقة الحكومة عليها من الناحية الرسمية.
وأشارت سلام الآن إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، صادق خلال الأشهر الأخيرة على مخططات بناء جديدة في المستوطنات ووصل حجمها إلى 960 وحدة سكنية. كذلك صادق وزير الداخلية الإسرائيلي، مائير شيطريت، في مطلع شهر آذار 2008، على تحويل مستوطنة "موديعين عيليت" إلى مدينة، الأمر الذي يعني أن هذه المستوطنة ستتمكن من الحصول على ميزانيات ضخمة لتطويرها وتوسيعها بسرعة كبيرة.
كذلك تتواصل بخطى حثيثة أعمال البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية، ووصف تقرير سلام الآن حجم أعمال البناء هذه بأنه "غير مسبوق" وأكد أن "الهدف هو توسيع الأحياء الاستيطانية عميقا داخل الأراضي الفلسطينية الواقعة شرقي الخط الأخضر". ولفت التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت منذ مؤتمر أنابوليس، الذي عقد في نهاية شهر تشرين الثاني 2007، مناقصات لبناء 750 وحدة سكنية في هذه الأحياء الاستيطانية. وللمقارنة، ذكر التقرير أنه في العام 2007 كله تم الإعلان عن مناقصات لبناء 46 وحدة سكنية. إضافة إلى ذلك فإن لجنة التنظيم والبناء الإقليمية في منطقة القدس صادقت على إيداع مخطط بناء 3600 وحدة سكنية جديدة تقريبا.
ورصدت سلام الآن أعمال بناء جارية حاليا في 58 بؤرة استيطانية عشوائية. فقد تمت إضافة 38 كرافان جديدا لهذه البؤر وتم بناء 16 مبنى ثابتا في سبع بؤر كما يستمر حاليا بناء ثمانية مبان. وأضاف التقرير أنه تم توسيع 53 مبنى في هذه البؤر الاستيطانية.
الجدير بالذكر أن إسرائيل تعهدت في خطة خريطة الطريق، ولاحقا في مؤتمر أنابوليس، بتجميد البناء في المستوطنات، بما في ذلك في القدس الشرقية، وتجميد أعمال البناء التي تدعي إسرائيل بأنها لغرض سد الحاجة الناجمة عن التزايد الطبيعي في المستوطنات. كذلك تعهدت بإخلاء بؤر استيطانية أقيمت بعد صعود أريئيل شارون للحكم في العام 2001 وذلك بعد حصول شارون على "رسالة الضمانات" من الرئيس الأميركي جورج بوش في نيسان من العام 2004 والتي تعهدت فيها الإدارة الأميركية بالاعتراف بضم الكتل الاستيطانية الكبرى لإسرائيل في أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين.
لكن تقرير سلام الآن خلص إلى التأكيد على أن إسرائيل لم تفكك عمليا ولو بؤرة استيطانية واحدة "ويبدو أن حتى إعلان حكومة إسرائيل الرسمي عن إخلاء البؤرتين 'عوفرا مزراح' و'ياتير داروم' ليس صحيحا". وأضاف أنه "من الناحية الفعلية فإن بؤرة 'عوفرا مزراح' لم تتم إقامتها، لكن هناك كرافان مهجورا فيما البؤرة 'ياتير داروم' ما زالت قائمة وفيها أربعة كرافانات".