المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

مصادر أمنية إسرائيلية تتهم حزب الله بمحاولة "إغراق إسرائيل بالمخدرات" * محلل عسكري إسرائيلي: عمليات تهريب المخدرات هي "حرب غير مباشرة" يشنها حزب الله على إسرائيل، وهي إستراتيجية يتبعها حزب الله ومعروفة جيدا في إسرائيل وشملت في الماضي تزوير عملات أجنبية، وخصوصا دولارات، بهدف ترويجها في إسرائيل وشراء أسلحة في الدول الغربية

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

ضبطت قوات من الجيش والشرطة الإسرائيليين، صباح اليوم الثلاثاء- 25/3/2008، كمية كبيرة للغاية من مخدرات الهيروين يصل وزنها إلى 32.8 كيلوغراما وتبلغ قيمتها 20 مليون شيكل عند الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، وسط اتهامات لحزب الله بأنه يسعى لإغراق السوق الإسرائيلية بالمخدرات. واعتقلت القوات الإسرائيلية، قرب قاعدة "بيرانيت" العسكرية، وهي مقر فرقة الجليل، مواطنين عربيين من قريتي الرامة وبيت جن، يبلغ كل منهما 22 عاما، وبحوزتهما حقائب فيها كمية المخدرات الكبيرة.

ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني عن ضابط الشرطة عامي معلم قوله إن هذه أكبر كمية مخدرات يتم ضبطها في هذه المنطقة الحدودية وتأتي "في إطار نشاطنا اليومي سوية مع الجيش ضد مهربي المخدرات". وأضاف معلم "واضح أن الوضع في لبنان يسمح بنشاط تجار المخدرات على طول الشريط الحدودي (مع إسرائيل) وبالطبع هناك أشخاص في جانبنا يريدون بيع المخدرات في السوق الإسرائيلية". وقال ضابط الشرطة إن تجار المخدرات اللبنانيين لم يتخطوا الحدود إلى إسرائيل.

ويأتي ضبط كمية المخدرات اليوم غداة الكشف عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين أمس، بينهم عربيان، من مدينة الناصرة وقرية طوبا زنغريا في الجليل الأعلى، تم تقديم لائحة اتهام ضدهما بتهمة تهريب مخدرات من لبنان إلى إسرائيل، فيما المعتقل الثالث هو ضابط في الجيش الإسرائيلي متهم بالتخابر مع حزب الله وتسليم المنظمة اللبنانية معلومات حول تحركات الجيش الإسرائيلي إضافة إلى تسهيل تهريب المخدرات مقابل مبالغ مالية تلقاها الضابط من ناشطين في حزب الله.

وفي غضون ذلك قالت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم إن مصادر أمنية إسرائيلية تتهم حزب الله بمحاولة "إغراق إسرائيل بالمخدرات". وأضافت الصحيفة أنه منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، في صيف 2006، تزايدت وتيرة عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى إسرائيل وحتى أنها أصبحت ظاهرة خطيرة "إذ لم يعد الحديث عن تهريب حشيش وإنما عشرات الكيلوغرامات من الهيروين الذي يعتبر مخدرا أخطر بكثير". وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فإن قسما من تجار المخدرات اللبنانيين يرتدون زيا عسكريا وإن من يقف وراء عمليات تهريب المخدرات هو القيادي في حزب الله قيس عبيد.

وعبيد هو مواطن عربي من مدينة الطيبة في المثلث وفر من إسرائيل وانضم لحزب الله وأصبح لاحقا حلقة الوصل بين حزب الله وخلايا مسلحة في الأراضي الفلسطينية. كما أنه كان المدبر لاختطاف الإسرائيلي إلحنان تننباوم إلى لبنان في سنة 2000 والذين أطلق الحزب سراحه في سنة 2004 في إطار صفقة تبادل أسرى.

وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن عمليات تهريب كميات كبيرة من المخدرات الخطيرة لإسرائيل هي جزء من حرب حزب الله "لتسميم" المجتمع الإسرائيلي بأسليب أخرى إضافة إلى "النشاط التخريبي المعادي". وأضافت المصادر ذاتها أنه فقط في الأشهر الأخيرة تم ضبط 50 كيلوغرامًا من الهيروين فيما طوال سنة 2005 تم ضبط كيلوغرام واحد. وتجري عمليات تهريب المخدرات في الغالب في قرية الغجر التي تم تقسيمها بين إسرائيل ولبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار 2000.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، اليوم، أن عمليات تهريب المخدرات هي "حرب غير مباشرة" يشنها حزب الله على إسرائيل. وأضاف "هذه ليست عقدة خوف وإنما إستراتيجية يتبعها حزب الله ومعروفة جيدا في إسرائيل منذ عقدين على الأقل. وقد شملت الحرب غير المباشرة في الماضي أشكالا أخرى، بينها تزوير عملات أجنبية، وخصوصا دولارات، بهدف ترويجها في إسرائيل وشراء أسلحة في الدول الغربية".

وأضاف فيشمان أن ناشطي حزب الله لا يهربون المخدرات بأنفسهم وإنما يسيطرون على شبكات تهريب لبنانية "بحيث أصبح كل من يقترب من المخدرات في لبنان يعرف أنه يعمل تحت رعاية حزب الله. وفي بداية الطريق، قبل 15 عاما، كان مهربو المخدرات يحتاجون إلى تصاريح تنقل من حزب الله الذي يسيطر في منطقة جنوب لبنان".

وأشار فيشمان إلى أن تجار المخدرات اللبنانيين الذين يمارسون هذا النشاط تحت رعاية حزب الله اقاموا علاقات مع إسرائيليين، غالبيتهم من العرب (دروز وبدو) الذين يخدمون في أجهزة الأمن الإسرائيلية وخصوصا الجيش. وقال فيشمان إن قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي أجرت مؤخرا تحقيقات داخلية خصوصا ضد الجنود والضباط العرب، علما أن الضابط الذي تم الكشف عن اعتقاله أمس هو يهودي. رغم ذلك قال فيشمان إن التحقيقات ضد الضباط العرب تتجاوز قيادة الجبهة الشمالية وتسبب شرخا أخذ يتعمق في العلاقات بين السلطات الإسرائيلية وبين المجتمعات العربية التي يخدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي.

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, المثلث

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات