التوتر بين باراك وبيرتس وصل ذروته خلال اجتماع كتلة حزب العمل أمس، باندلاع نقاش صاخب قال خلاله الأول للثاني إن "الذي يريد أن يعرقل (عمل الكتلة) سنرشده إلى الباب المؤدي للخارج" * مقربون من بيرتس يتحدثون عن تشكيل قائمة منفصلة أو الانضمام لحزب كديما * بيرتس ينسق مع نتنياهو
"المشهد الإسرائيلي"- خاص
تشير تقارير صحافية إلى أن أجواء مشحونة بالتوتر تسود حزب العمل في الآونة الأخيرة وخصوصا بين رئيس الحزب ايهود باراك ورئيسه السابق عضو الكنيست عمير بيرتس. ووصل هذا التوتر أوجه خلال اجتماع كتلة حزب العمل في الكنيست، أمس الاثنين 24/3/2008، حيث اندلع نقاش صاخب بين الجانبين قال خلاله باراك لبيرتس إن "الذي يريد أن يعرقل (عمل الكتلة) سنرشده إلى الباب المؤدي للخارج"، أي إلى خارج الحزب.
واندلع النقاش، أمس، حول مشروع قانون أصر بيرتس على طرحه على جدول أعمال الكنيست حول دفع الحد الأدنى من الأجور للجنود الذين يؤدون الخدمة النظامية في الجيش الإسرائيل، وهو ما عارضه باراك ومعه معظم قادة الحزب.
وطلب رئيس كتلة العمل في الكنيست، ايتان كابل، من بيرتس عدم طرح الموضوع خلال اجتماع الكتلة، إلا أن بيرتس أصر على رأيه وطرح موضوع مشروع قانونه خلافا لقرار حزبه، ما زاد التوتر خلال الاجتماع.
وفي نهاية الاجتماع رد باراك على بيرتس قائلا إن "حرية التفكير وحرية النقاش وطرح الآراء هي أمور مهمة، لكن في النهاية هناك قرارات ويتوجب القيام بنشاط موحد. والذي يريد أن يعرقل العمل سنرشده إلى الباب المؤدي للخارج". وأضاف باراك "يتوجب القتال والتصرف كما في عربة مدرعة، إطلاق النار باتجاه الخارج وعلى الاقل عدم الازعاج". وأفاد أعضاء كنيست حضروا الاجتماع بأن باراك كان يضرب بيده على الطاولة خلال حديثه وبدا غاضبا. لكن رغم ذلك فإن بيرتس ما زال مصرا على طرح مشروع القانون على جدول أعمل الكنيست، غدا الأربعاء، على الرغم من معارضة أغلبية أعضا كتلة حزب العمل.
يشار إلى أن بيرتس يؤيد بشدة بقاء حزب العمل في الحكومة وحتى أنه يعتبر مقربا من رئيسها إيهود أولمرت. وخلال اجتماع كتلة حزب العمل أمس، لمح باراك إلى احتمال انسحاب الحزب من الحكومة. وقال إن على حزب العمل أن يعمل من أجل إعلام الجمهور بمواقف الحزب من قضايا مختلفة وإنه "مع بدء دورات الكنيست المقبلة، ثمة أهمية لأن لا يبذل الجمهور جهدا لكي يفهم مواقف حزب العمل". وستعقد كتلة العمل يوم الخميس المقبل اجتماعا مغلقا ترسم خلال الخطوط الحُمر للحزب في التحالف الحكومي.
في غضون ذلك نقلت صحيفة معاريف، اليوم الثلاثاء- 25/3/2008، عن مقربين من بيرتس قولهم إنه ليس مستبعدا أن ينسحب بيرتس من حزب العمل في ظل الأجواء المتوترة والصدامات بينه وبين باراك. وقدر هؤلاء المقربون أن يعمل بيرتس على تشكيل قائمة جديدة، مثل قائمة "عام إيحاد" (شعب واحد) التي كان شكلها في الماضي، أو الانضمام لحزب كديما الذي يتزعمه أولمرت.
ومن جهة أخرى كشفت معاريف، اليوم، عن أن عضو الكنيست من حزب العمل يورام مارتسيانو، وهو أكثر المقربين من بيرتس، التقى يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي في مطعم الكنيست مع رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، واقترح عليه التعاون خلال انتخابات السلطات المحلية المقبلة بين مرشحي بيرتس الذين يخوضون الانتخابات المحلية في أنحاء إسرائيل من خلال "القائمة الاجتماعية" ومرشحي حزب الليكود. وفيما قالت أنباء عن أن نتنياهو وافق على الاقتراح، أكدت مصادر في مكتب نتنياهو قيام الحديث بين نتنياهو ومارتسيانو لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن مواضيع من هذا القبيل يتوجب المصادقة عليها فقط بعد تشكيل لجنة سلطات محلية داخل الليكود.
ولفتت معاريف إلى أن النقاش الصاخب الذي اندلع بين باراك وبيرتس أمس يدل على توتر كبير وخلافات مبدئية للغاية، تراكمت في الفترة الأخيرة بين الاثنين. وقالت الصحيفة إن مقربين من باراك وعلى رأسهم الوزير بنيامين بن اليعازر، الذي يعتبر القوة المركزية في العمل، حثوا باراك مؤخرا على وجوب أن يبين لبيرتس حدوده ووضع خطوط حمر أمامه.
ونقلت معاريف عن عضو كنيست من العمل قوله بعد اجتماع الكتلة إن "عمير يبالغ، وفي الفترة الأخيرة يكاد لا يحضر للكنيست، ويحضر فقط من أجل أن يصوت ضد اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة وإنقاذ أولمرت. وإذا كان هذا ما يريده فعليه أن ينتقل إلى حزب كديما وينتهي الأمر". ومن جهة أخرى أكد مقربون من بيرتس على أن "جميع الخيارات مفتوحة" وأنه في حال قرر بيرتس الانسحاب من العمل فإنه سينسحب معه ما بين 10 آلاف إلى 15 ألفا من أعضاء الحزب.
المصطلحات المستخدمة:
باراك, الكتلة, كديما, الليكود, الكنيست, بنيامين نتنياهو, عمير بيرتس