انتقد القائد السابق لـ"فرقة الجليل" في الجيش الإسرائيلي، العميد غال هيرش، الذي كان أحد أبرز الضباط خلال حرب لبنان الثانية، بشدة، قيادة الجيش وخصوصا رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس. واتهم هذه القيادة بأنها اختبأت وراء المقاتلين الميدانيين وتخلت عنهم ولم تتحمل أية مسؤولية عن إخفاقات الحرب.
جاءت أقوال هيرش، الذي تم دفعه إلى الاستقالة قبل عام على أثر تحقيق في أدائه أثناء الحرب، خلال احتفال جرى في مدينة كفار سابا، أول من أمس الأحد (11/11/2007)، بمناسبة صدور كتاب "نيران على قواتنا" من تأليف معلق صحيفة "معاريف" العسكري، عمير ربابورت، حول حرب لبنان الثانية.
وقال هيرش إن "عملية تسييس خطيرة سيطرت على أجزاء من الجيش الإسرائيلي ولم يجر التحقيق في سير الحرب كما ينبغي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرّر الإخفاقات في حروب مقبلة".
وتابع أن الحرب لم تعكس فشلا شاملا لكافة الأجهزة والمستويات المختلفة وإنما هي عكست فشلا أخلاقيا وفشلا في قيم القيادة العسكرية التي تغلغلت فيها "أنماط مركز حزبي سيئة".
لكن هيرش اعترف بحدوث أخطاء في إدارة الحرب ورأى أن الظاهرة الأساس التي أثارت قلقه أثناء الحرب تتعلق بأداء الجنرالات وقد انعكس خلالها "هيجان المشاعر والهستيريا وموجة التهجمات وتوسيخ السمعة" بين قيادة الجيش. وأردف أنه "تم التهجم على القادة العسكريين الميدانيين وإهانتهم ليس لأنهم ارتكبوا أعمالا تنطوي على عار أو إهمال وإنما لأنهم قاموا بواجبهم في المعركة وفي خدمة الدولة".
ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن العنوان في بعض وسائل الإعلام بأن "غال هيرش كسر صمته" كان أكبر مما هو الأمر في الواقع، لأنه تحدث كثيرا منذ نشر التحقيق حول أدائه وتحدث بشكل أوسع بعدما قرر الاستقالة قبل عام، لكنه اليوم أصبح متحررا أكثر بعد خلعه البزة العسكرية قبل نحو شهر.
كذلك فإن هيرش لم يوجه انتقادات لأسماء بعينها باستثناء ملاحظة واحدة باتجاه حالوتس عندما قال "لم يكن لدينا حالوتس (أي طلائعي) يسير أمام المعسكر".
يشار إلى أن هيرش غاضب ليس على حالوتس وحده وإنما على نائب رئيس هيئة الأركان أثناء الحرب، اللواء موشيه كابلينسكي، وعلى مجموعة من الضباط برتبة عميد الذين وجهوا له انتقادات شديدة خلال أحاديثهم مع صحافيين وبسبب طرح بعضهم أنفسهم لاستبداله في قيادة فرقة الجليل. وقال هيرش إنه "تم التخلي عني" ووجه في هذا السياق انتقادات شديدة ضد حالوتس الذي بحث إمكانية استبداله خلال الحرب ولم يدعمه بعد تسرب ملخص التحقيق العسكري ضده.
وأضاف "أنا أوافق على أنه من أجل أن تكون راعيا لا يتوجب أن تكون حملا قبل ذلك" في إشارة إلى مقولة كان حالوتس يكررها، "لكن من أجل قيادة القطيع يجب أن تتوفر النوايا الصافية وقد شهدنا هروبا من المسؤولية من خلال استخدام مبادئ من عالم العلاقات العامة. لم تكن لدينا علاقات عامة في بنت جبيل ومارون الرأس لكن في تل أبيب كان هناك علاقات عامة بكل تأكيد".
ووصف هيرش التحقيق العسكري بخصوص عملية أسر الجنديين الإسرائيليين، والتي اندلعت في أعقابها الحرب، بأنه "مشوه وناقص ومضلل" وأن غايته هي "قطع رؤوس والتغاضي عن فشل استخباراتي خطير".
ووجه ضباط في الجيش الإسرائيلي انتقادات لأقوال هيرش. وقالوا إن "هيرش لا يستطيع توجيه انتقادات للقيادة العسكرية لأنه في هذه الحرب كان هو القائد العسكري المباشر، كما أن الجنديين اللذين أسرهما حزب الله كانا تابعين له وتم اختطافهما في ظل قيادته".