سمحت السلطات الإسرائيلية لعالمي آثار بمواصلة التنقيب في منطقة "الحوض المقدس" في القدس الشرقية، على الرغم من أنهما لا يملكان تصريحا بتنفيذ حفريات في المكان.
وأفادت صحيفة "هآرتس"، يوم الاثنين (5/2/2007)، أن حفر نفق تحت "مدينة داوود" في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة في القدس استمر عدة شهور بتصريح من "سلطة الحدائق الوطنية" الإسرائيلية المسؤولة عن الموقع بموجب القانون الإسرائيلي ومن خطة عمل لتطوير الموقع.
ورغم ذلك سمحت السلطات الإسرائيلية لعالمي الآثار الإسرائيليين، البروفيسور غابي رايخ وإيلي شوكرون، بمواصلة الحفر في الموقع "لغرض فحص المكان". ويحفر العالمان الإسرائيليان في الموقع منذ عشر سنوات بزعم اكتشاف مقطع من طريق مركزية منذ عهد الهيكل الثاني.
وتشرف على الموقع من الناحية الرسمية الإسرائيلية "سلطة الحدائق الوطنية" التي سلمته قبل عدة سنوات إلى جمعية "إلعاد" اليهودية الاستيطانية التي تعمل أيضا على إقامة بؤر استيطانية في قلب الأحياء العربية بهدف تهويد القدس الشرقية، وتمول هذه الجمعية أعمال الحفريات في حي سلوان.
ودعت جمعية "إلعاد" في الأشهر الأخيرة من العام 2006 مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى منطقة الحفريات وأطلعتهم على مخطط لمواصلة حفر نفق حتى باب المغاربة وربما أيضا حتى الحرم القدسي.
يذكر أن إسرائيل تخطط لبناء جسر علوي عند باب المغاربة وهدم الطريق المؤدية إليه فيما حذرت جهات أمنية الأسبوع الماضي من أن تنفيذ هذا المخطط سيؤدي إلى اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
ويبعد باب المغاربة عن موقع الحفريات في سلوان مسافة 600 متر ويقع قرب حائط البراق الواقع غرب المسجد الأقصى.
وقالت "هآرتس" إن المسؤولين في جمعية "إلعاد" الاستيطانية أبلغوا المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بأنهم يعتزمون حفر النفق وتتبع آثار الطريق التي يدعون أنها طريق أثرية يعود تاريخها إلى فترة الهيكل الثاني آملين أن تقود في النهاية إلى الحرم القدسي.
ويدعي علماء آثار ومؤرخون خصوصا الإسرائيليون بينهم أن المسجد الأقصى أقيم على أنقاض الهيكل ويطلقون على المكان اسم "جبل الهيكل".
وكان مدير قسم الحفريات في دائرة الآثار الإسرائيلية، الدكتور غدعون أفني، قد زار موقع الحفريات في سلوان في كانون الأول الماضي وأكد في أعقاب ذلك على أن الحفريات في المكان تجاوزت التصريح الذي منحته الدائرة لعلماء الآثار من جمعية "إلعاد".
وفي موازاة ذلك حذرت "سلطة الحدائق الوطنية" مدير منطقة القدس في دائرة الآثار الإسرائيلية، الدكتور جون زليغمان، من أن الحفريات في المكان تتم دون تصريح.
وحذرت "هآرتس" بدورها من أن الحفريات التي تسعى للوصول إلى منطقة الحرم القدسي قد تؤدي إلى اندلاع مواجهات خصوصا على ضوء تأكيدات الوقف الإسلامي في القدس بأن إسرائيل تنفذ حفريات تحت الحرم القدسي.
إضافة إلى ذلك فإن الحفريات في منطقة سلوان وفي البلدة القديمة جارية تحت مواقع يسكنها فلسطينيون من دون الحصول على إذن منهم، كما ينص القانون.