قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، إن تقرير المخابرات الأميركية بخصوص إيران "يؤكد ويعزز" الحاجة لتشديد العقوبات على إيران.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله في بداية لقائه مع نائب رئيس الوزراء الايطالي في القدس الغربية يوم الثلاثاء 4/12/2007 إن "التقرير الأميركي حول البرنامج النووي العسكري الإيراني إنما يؤكد ويعزز فقط حاجة المجتمع الدولي لتشديد العقوبات على إيران وضمان ألا تتمكن من حيازة سلاح نووي".
ورفضت إسرائيل التقرير الذي أعدته أجهزة مخابرات أميركية وجاء فيه أن إيران لن تتوصل في السنوات القريبة لإنتاج قنبلة نووية، فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن إيران ماضية في مشروعها لإنتاج قنبلة نووية.
وقال باراك في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إيران مستمرة على ما يبدو في مخططها لإنتاج قنبلة نووية".
وأشار تقرير المخابرات الأميركية إلى أن إيران جمّدت برنامجها النووي في أعقاب العقوبات الدولية ضدها لكنها مستمرة في تخصيب اليورانيوم.
لكن باراك قدّر أن ما جاء في تقرير المخابرات الأميركية "كان صحيحاً بالنسبة للعام 2003 ولكن منذ ذلك الحين استأنفت إيران العمل على برنامجها النووي".
ورأى محللون إسرائيليون في مقالات نشروها في الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح 4/12 أن تقرير المخابرات الأميركية يعني أن الولايات المتحدة لن تنفذ هجوماً عسكرياً ضد المنشآت النووية الإيرانية، مثلما كانت التوقعات في إسرائيل.
إلا أن باراك قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن التقديرات بأن يزيل تقرير المخابرات الأميركية عن جدول العمل خيار الهجوم الأميركي "ليست صحيحة بالضرورة".
وأضاف "لا أعتقد أن علينا إجراء تقديرات كهذه حول موقف الولايات المتحدة"، وأن "مسؤوليتنا تحتم علينا التأكد من أن يتم تنفيذ الأمور التي من الصواب تنفيذها وهناك أمور كثيرة يتوجب تنفيذها في الموضوع الإيراني، والحديث عنها بهذا الشكل الكبير، مثلما نفعل مؤخرا، ليس بالأمر الصحيح فالكلمات لا توقف الصواريخ".
من جهة أخرى، قال وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر، العضو في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية، إن على إسرائيل الاستمرار بالعمل بكل طريقة ضد "التهديد الإيراني" من دون علاقة لما جاء تقرير المخابرات الأميركية.
وقال بن اليعزر، الذي تولى وزارة الدفاع قبل سنوات، لإذاعة الجيش الإسرائيلي أيضا إن "التقرير الأميركي جيد ويؤدي لابتسامة رضا لكن من الجهة الأخرى فإن فرضية عمل دولة إسرائيل وجهاز الأمن هو أن إيران تسير فعلا باتجاه هذا الأمر، أي إنتاج سلاح نووي وهذا أحد المواضيع التي يحظر على دولة إسرائيل المخاطرة فيها".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، ببيان أجهزة المخابرات الأميركية والذي جاء فيه أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران أثمرت لكنها حذرت من أنه وفقا للرأي السائد في أجهزة المخابرات الإسرائيلية فإنّ إيران ستنتهي من إنتاج قنبلة نووية خلال عامين وليس خلال ثلاث حتى خمس سنوات مثلما يعتقدون في الولايات المتحدة.
وكان مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية قال للإذاعة الإسرائيلية العامة إنه ليس مهماً متى ستحصل إيران على قنبلة نووية وإنما ما إذا ستكون هناك جهة تمنعها من ذلك "وتطوير إيران لصواريخ متوسطة المدى يشير إلى نواياها".
وتناولت الصحف الإسرائيلية تقرير المخابرات الأميركية. ورأى المراسل السياسي لصحيفة هآرتس الوف بن ومراسل الصحيفة في الولايات المتحدة شموئيل روزنر في مقال مشترك أن التقرير سيؤدي إلى نقاش كبير وعاصف بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن نتائج التقرير وأن الكثيرين من المسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية سيدعون بأن لدى أجهزة المخابرات الأميركية خلل في جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني.
واعتبر الصحفيان أن التقرير الأميركي يشكل "نهاية الخيار العسكري" للولايات المتحدة ضد إيران وأن "أي رئيس أميركي، ولا حتى جورج بوش، لن يتمكن من تنفيذ هجوم ضد إيران فيما تقرير المخابرات الأميركية هو أساس المعطيات التي توجه إدارة أميركية".
وأضافا أن "إسرائيل ستكتشف أيضا أن هذا التقرير يقيد يديها، فالولايات المتحدة لن تكون مستعدة لدفع ثمن هجوم تنفذه حليفتها الأقرب وثمة شك كبير حيال ما إذا كان بإمكان إسرائيل تنفيذ هجوم فيما أميركا تعارض".
ولفت الصحفيان إلى أن "مهمة المنظمات اليهودية في أميركا، التي ركزت في السنوات الماضية على تجنيد أصوات داعمة ضد إيران، ستصبح معقدة أكثر".
وقالا إن نتائج تقرير المخابرات الأميركية كانت معروفة لإسرائيل منذ الأسبوع الماضي.
من جانبه، اعتبر محلل الشؤون الإستراتيجية والاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت، رونين برغمان، أنه "يتوجب علينا أن نتذكر أن لمقاولي المخابرات الأمريكية جدول عمل خاصا بهم وهو مؤلف من حذر مبالغ فيه بعد فشلهم الكبير في كشف المحاولات، التي لم تكن، لدى (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين للحصول على سلاح نووي".
وأضاف أن "تقرير المخابرات الأميركية تأثر أيضا من انعدام رغبتهم في تأييد عملية عسكرية ضد إيران خصوصا بعد الغوص (الأميركي) في الوحل العراقي الذي جاء بعد الفشل الأول".
وقال برغمان إن أجهزة مخابرات أجنبية تجري اتصالات مع جهازي الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل تشكو في الأشهر الأخيرة من أنها لا تحصل من إسرائيل على أدلة لتبرير توقعات الأخيرة فيما يتعلق بإيران "ويمكن لمس صدى هذه الشكاوى في تقرير المخابرات الأميركية الذي يناقض بشكل كبير للغاية تحليل جهات السر والخفاء الإسرائيلية".
وأضاف أنه "بالنسبة إلى إسرائيل فإن التقرير يعني مشكلات كبيرة، فهو يقرب ما تم توقعه في إسرائيل على أنه السيناريو الأسوأ لمواجهة إيران".
ونقل برغمان عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ويعالج الموضوع الإيراني قوله في مداولات مغلقة إن "علاقات إسرائيل والولايات المتحدة أصبحت معقدة اليوم أكثر من أي مرة في الماضي ومن الجائز نشوء وضع، وهو الأسوأ بنظري، يقول فيه الرئيس الأميركي لنا: لا أريد استخلاص العبر المطلوبة. هل تريدون الهجوم؟ هاجموا، وأنا لن أمنعكم، وإذا هاجمتم عليكم تحمل الثمن وأنتم أحرار".
وتابع المسؤول الإسرائيلي "إنني أصنف وضعا كهذا بأنه الأسوأ بسبب (شكل) الحياة التي ستتلو ذلك والتي ستكون لها تبعات على مجالات كثيرة ومختلفة لأنها ستنشئ مشكلات كثيرة وستعمق الفجوة بيننا وبينهم" أي بين إسرائيل والولايات المتحدة.