فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت حملته الترويجية لخطة ترسيم الحدود بقرار أحادي الجانب يشمل ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ومحيط القدس المقامة عليها الكتل الاستيطانية الكبرى الى تخوم إسرائيل (خطة التجميع/ الانطواء)، تتزايد الإشارات الى أن الحملة لا تحقق نجاحاً دولياً او محلياً على السواء.
وأبرزت الصحف العبرية يوم 9/6/2006 حقيقة أن لقاء أولمرت مع العاهل الأردني الملك عبد الله في عمان يوم 8/6، لم يسفر عن ردم الهوة بين موقفيهما من الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب، وهو ما اضطر أولمرت الى عدم ذكر خطة تجميع المستوطنات في البيان الذي ألقاه أمام الصحافيين منعاً للدخول في نقاش علني مع ضيفه. وأضافت أن أولمرت كرر اللازمة بأنه سيلتقي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ليبحث معه في إمكانات تطبيق «خريطة الطريق» الدولية.
وأفادت صحيفة «معاريف» أن استقبال الأردن لرئيس الحكومة الإسرائيلية عكس غضب المملكة من خطة أولمرت لتجميع المستوطنات، وذكرت أن العاهل الأردني لم يكن في استقبال أولمرت لدى وصوله، واكتفى بايفاد رئيس حكومته معروف البخيت. وزادت أن أجواء من الفتور خيّمت على اللقاء، تبدلت الى الأحسن حين تبادل الرجلان النكات عن مقتل أبي مصعب الزرقاوي. وتابعت أن الجمود كسر تماماً خلال لقاء الملك وأولمرت على انفراد «بعد أن تلقى الملك التزاماً إسرائيلياً مهدئاً بأن تطبيق خطة الانطواء سيتم بالتنسيق التام مع الأردن، بالاضافة الى اقتراح أولمرت تشغيل مطار مشترك في العقبة».
إلى ذلك، يغادر أولمرت مساء الأحد 11/6 متوجهاً الى لندن للقاء رئيس الحكومة البريطانية توني بلير الاثنين، ثم الى باريس للقاء الرئيس جاك شيراك الأربعاء، باحثاً عن «تفهم أوروبي لخطته يمهد لتوافق دولي حولها»، كما أفادت أوساط قريبة منه.
ويشير مراقبون إسرائيليون الى أن أوروبا ليست متحمسة لخطة أولمرت، بل تدعوه الى اطلاق مفاوضات جدية مع الرئيس الفلسطيني لغرض تدعيم مكانته في مواجهة «حماس». ويرى بعض المراقبين أن الموقف الأوروبي المتحفظ كان وراء عدم إعلان الرئيس جورج بوش بشكل واضح تبنيه الخطة لرغبته في عدم إثارة دول الاتحاد الأوروبي التي يريد أن تدعم سياسته من إيران.
وفي إسرائيل أيضاً، وبحسب أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس»، فإن غالبية الإسرائيليين تعارض خطة أولمرت، وإن كانت تعتقد أنها ستطبق في نهاية المطاف. وقال 56 في المئة من الإسرائيليين إنهم يعارضون الخطة، بينما يؤيدها 37 في المئة فقط، معظمهم من مصوتي حزبي «كديما» و «العمل» المحسوبين على الوسط.
(من أسعد تلحمي)