المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

بعد مضي تسعة أيام على الحرب الإسرائيلية على لبنان، ركزت لهجة القيادات العسكرية الإسرائيلية حيال أهداف العمليات على «استعادة الهيبة المفقودة للجيش» و«تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله» وضرب القواعد العسكرية للحزب قبل بدء المساعي الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية، وذلك في موازاة الحديث عن استحالة الحسم العسكري.

وتصدرت الصفحات الأولى للصحف العبرية يوم الجمعة 21/7/2006 عناوين عن الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في المعارك البرية، وخصوصاً مقتل عدد من جنود «وحدات النخبة» التي عولت عليها القيادة العسكرية كثيراً لحسم المعارك.

وبدأ قياديون كثر في الهيئة العامة للجيش البحث عن «مخرج سياسي» للمواجهة، إذ باتوا يدركون أنها لن تنتهي بـ «حسم عسكري»، اذ «يعرفون جيداً أنه في نهاية الأمر لن يُرفع علم أبيض في الجنوب (في اشارة الى استبعاد استسلام «حزب الله»)، إنما علم أزرق» (علم الأمم المتحدة)، بحسب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» أمير أورن. كما برز توافق بين كبار المحللين النافذين في إسرائيل على أن صانعي القرار في الدولة العبرية وقادتها العسكريين باتوا يبحثون عن انجاز يحفظ لهم ماء الوجه بعدما «نشروا توقعات بين الإسرائيليين بأن حزب الله سيطحن في غضون أيام».

وبالنسبة الى أركان الحكومة الإسرائيلية، فإن جل ما يهمهم الآن هو «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب أو «التأثير» الذي ستخلفه، تحديداً في الرأي العام الإسرائيلي، بحسب صحيفة «يديعوت احرونوت». وقالت هذه الصحيفة ان اكثر ما تتمناه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هو «رؤية نصر الله ميتاً لأن صورة جثته ستكوي الوعي اكثر من أي صورة لمنصة اطلاق صواريخ مدمرة». و «كي الوعي» مصطلح استخدمه قائد الجيش سابقاً الجنرال موشيه يعالون حين شن عملية «السور الواقي» في الضفة الغربية في ربيع العام 2002 لوقف الانتفاضة الفلسطينية بداعي منع الفلسطينيين من الاعتقاد بأن في امكانهم تحقيق الانتصار على إسرائيل.

وعلى رغم «امنية» ليفني «إلا أن أحداً من صانعي القرار في إسرائيل، والمواطنين والجنود، لا يعتقد أن في الامكان دحر حزب الله»، كما كتب المعلقان البارزان في «يديعوت احرونوت» ناحوم برنياع وشمعون شيفر، قبل أن يضيفا نقلاً عن ضابط كبير أنه «لا يجدر أن ننتظر اعلاماً بيضاء (للاستسلام) ففي أحسن الأحوال سيتم ابعاد حزب الله عن الجنوب وفي نهاية عملية سياسية طويلة قد ينزع سلاحه، وهذا سيناريو متفائل جداً».

كما أن ثمة «فجوة كبيرة» بين توقعات صانعي القرار والجمهور الإسرائيلي، «وكلما طالت فترة البقاء في الملاجئ، تعاظمت التوقعات من نتائج الحرب... لكن خيبة الأمل والإحباط في الطريق الينا».

وكتب المعلق الأبرز في صحيفة «هآرتس» يوئيل ماركوس أن «قصة الحب بين الحكومة والإسرائيليين قد لا تصمد طويلاً... الى الآن يظهر حزب الله جرأة مفاجئة، وعلى رغم دعم اميركا والدول الثماني لإسرائيل فإن حزب الله كميليشيا عسكرية لن يقضى عليه».

[أسعد تلحمي]

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات