أعلن الرئيس الإسرائيلي، موشي كتساف، يوم الأربعاء 29/3/2006، أنه سيبدأ يوم الأحد 2/4/2006 جولة مشاورات مع رؤساء 12 كتلة تم انتخابها للكنيست الـ 17، بشأن تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
كما جاء أن "كديما"، الكتلة الأكبر في الكنيست، ستشكل طواقم للمفاوضات الائتلافية استعداداً لتشكيل الحكومة القادمة.
وبحسب إيهود أولمرت، رئيس "كديما" ومرشحه لرئاسة الحكومة، فإن بإمكانه تشكيل ائتلاف واسع دون أن يكون متعلقاً بحزب واحد. وبالنسبة له فإن أحزاب العمل و"يهدوت هتوراه" و"هجملائيم" (المتقاعدون) و"شاس"، ستكون شريكة كما يبدو في الائتلاف. وهناك علامة سؤال بالنسبة لـ"ميرتس" و"يسرائيل بيتينو".
ونقل عن الوزير مئير شطريت أن حزب "كديما" سيضطر إلى التنازل عن إحدى الوزارات الثلاث المهمة، الخارجية والأمن والمالية، لحزب العمل. إلا أنه أشار إلى أنه يجب عدم التنازل عن وزارة المالية.
كما نقل عنه قوله إنه بالإمكان تشكيل حكومة بدون حزب العمل، ولم ينف إمكانية الائتلاف مع "الليكود" و"يسرائيل بيتينو".
وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أنه قد بدأت عملياً المفاوضات مع حزب العمل، بشكل غير رسمي، منذ يوم الثلاثاء. وعلم أن رئيس طاقم مفاوضات "كديما" سيكون المحامي يورام طروبوفيتش، في حين سيكون المستشار القضائي لـ"كديما" إيتان هابرمان ضمن أعضاء طاقم المفاوضات.
ورجح غالبية أعضاء كتلة "العمل" أن الحزب لن يشكل الحكومة، إلا أن "العمل" سيكون شريكاً في الائتلاف في حكومة أولمرت. في حين صرح مقربون من عمير بيرتس أنه في كل الحالات لن يساهم بيرتس في تشكيل حكومة مع "الليكود" بدون "كديما".
كما أشارت المصادر ذاتها إلى أنه من المتوقع أن يطلب بيرتس وزارة المالية، إلا أنه سيكون على استعداد للاكتفاء بوزارة الأمن، في حال ضمان القوانين الاقتصادية الخاصة به وحقه في رفض ميزانية الدولة القادمة.
أولمرت يتعهد بترسيم حدود إسرائيل حتى بدون اتفاق مع الفلسطينيين
تعهد رئيس حزب كديما الفائز في الانتخابات العامة الإسرائيلية ايهود أولمرت صباح يوم الأربعاء 29/3/2006 بترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل، من خلال إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية حتى لو كان ذلك من دون التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
وجاء تعهد أولمرت في "خطاب النصر" الذي ألقاه بعد نشر استطلاعات نموذجية في قنوات التلفاز الإسرائيلية أظهرت أن حزب كديما هو الفائز بالانتخابات الإسرائيلية العامة التي جرت الثلاثاء 28/3/2006.
وحصل حزب كديما على 28 مقعدا في الكنيست فيما حلّ حزب العمل بالمكان الثاني وحصل على 20 مقعدا.
وتشير كافة التوقعات في إسرائيل إلى أن الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف سيكلف أولمرت بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وكان أولمرت قد عرض خلال الحملة الانتخابية خطة أطلق عليها اسم "خطة التجميع" (الانطواء) وتقضي بإخلاء مستوطنات معزولة في الضفة الغربية وتجميع المستوطنين في الكتل الاستيطانية الكبيرة.
وأعلن اولمرت أن الهدف من "خطة التجميع" هو رسم الحدود الدائمة لإسرائيل من خلال ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل وضمان أغلبية يهودية داخل الحدود الجديدة.
واعتبر اولمرت أن نتائج الانتخابات تمنحه صلاحية تنفيذ "خطة التجميع" بعدما حصلت أحزاب اليمين واليمين المتطرف المعارضة لانسحابات في الضفة الغربية على أقل من ثلث مقاعد الكنيست.
وقال أولمرت في خطابه إن "الديمقراطية الإسرائيلية قالت اليوم كلمتها بصوت نقي وواضح وإن إسرائيل تريد كديما (أي المضي إلى الأمام)".
وأضاف "سنتطلع في الفترة القريبة إلى ترسيم الحدود الدائمة لدولة إسرائيل كدولة يهودية ذات أغلبية يهودية ثابتة وكدولة ديمقراطية".
وقال أولمرت إنه سيحاول في البداية ترسيم الحدود من خلال مفاوضات والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
وكان أولمرت قد رسم "الحدود الدائمة لإسرائيل" من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام وقال إنها تشمل جميع الكتل الاستيطانية وبضمنها كتلة أريئيل الواقعة جنوب نابلس في عمق الضفة الغربية وغور الأردن والقدس الشرقية وأعلن أنه سيتم إنشاء مشروع بناء 3500 وحدة سكنية لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس ما سيؤدي إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وقطع التواصل الجغرافي بين وسط الضفة وجنوبها.
وشدد أولمرت في خطابه على أنه "إذا لم يتعاون الفلسطينيون فإن إسرائيل ستأخذ مصيرها بيدها بالاستناد إلى توافق وطني واسع داخلنا وتفاهم عميق مع أصدقائنا في العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة والرئيس جورج بوش.
"سنمضي قدما حتى في غياب اتفاق معهم (أي الفلسطينيين) ولن ننتظر إلى ما لا نهاية. لقد آن الأوان للعمل".
رغم ذلك تابع أولمرت قائلا "أدعو (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس وأقول له بأبسط طريقة وبشكل مباشر: إننا مستعدون للتسوية والتنازل عن أجزاء من ارض إسرائيل الحبيبة التي دفن فيها أفضل أبنائنا ومقاتلينا وإخلاء (مستوطنين) يهود بألم كبير من أجل خلق الظروف التي تمكنكم من تحقيق حلمكم والعيش إلى جانبنا في دولتكم بسلام وسكينة".
وحول تشكيل التحالف الحكومي الجديد برئاسة أولمرت نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر مقربة من أولمرت قولها إن حزبي شاس الذي فاز بـ13 مقعدا والمتقاعدين الذي فاز بـ7 مقاعد سيكونان شريكين في التحالف الحكومي.
وقال القيادي في كديما حاييم رامون للإذاعة الإسرائيلية العامة إن حزب العمل هو شريك مركزي في التحالف الحكومي المقبل.
يشار إلى أن حزب العمل شدّد على ضرورة أن تتضمن الخطوط العريضة للحكومة في حال شارك فيها القضايا الاجتماعية.
لكن رامون قال إن القضايا الاجتماعية لن تكون "حجر الزاوية" في المفاوضات لتشكيل التحالف.
من جانبه قال رئيس حزب العمل عمير بيرتس لدى ظهور أولى نتائج الانتخابات "لن نسمح لمناورات تشكيل التحالف الحكومي أن تغرر بنا". وأضاف "لن نتوجه بأي حال من الأحوال لحكومة جديدة من دون أن يكون واضحا ما هي الخطوط الحمراء الاجتماعية ومن دون الاتفاق على رزمة من القوانين الاجتماعية (الجديدة)".
وأعلن رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو أمام قيادة الحزب أنه باق في منصبه على الرغم من الدعوات التي طالبته بالاستقالة في أعقاب انهيار الحزب.
وقال نتنياهو إن "الليكود تلقى ضربة موجعة" في الانتخابات حيث لم يحصل الحزب سوى على 11 مقعدا فيما حصل في الانتخابات الماضية قبل ثلاث سنوات على 38 مقعدا.
أما رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان فقال "لقد أظهرت الانتخابات أننا القوة المركزية في اليمين الإسرائيلي وفي الانتخابات القادمة سنتمكن من تسلم الحكم".
وقد حصل "إسرائيل بيتنا" على 12 مقعدا، وأضحى القوة الرابعة قبل الليكود، الذي جاء خامسًا وبعد "شاس"- القوة الثالثة في الكنيست الـ17.
المصطلحات المستخدمة:
الكتلة, كديما, الليكود, الكنيست, بنيامين نتنياهو, عمير بيرتس, أفيغدور ليبرمان