المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 641

عند انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب "العمل" والإطاحة بشمعون بيريس شهد هذا الحزب روحًا سياسية جديدة وحراكًا نابضًا أعاد حسب استطلاعات الرأي نسبة كبيرة من ناخبيه إلى صفوفه بعد انقطاع دام أعوام. منذ حكم إيهود باراك، تحديدًا.  

 

 

خلافًا للتوقعات، وبعد شهر ونيّف على انتخاب بيرتس، لا تبدو الصورة أبدًا مطمئنة كما كانت في البداية. وطرأت تحولات كثيرة على الخارطة السياسية الإسرائيلية التي سجّلت عشرات التنقلات غير المتوقعة.

يحاول وزير الداخلية السابق، عضو الكنيست أوفير بينس (العمل)، الذي يحظى بالشعبية الأكبر داخل حزب "العمل"، أن يخوض في الأزمة التي يعيشها حزبه بتحفظ. ويعترف في هذه المقابلة الخاصة بالواقع لأنه واقع لكنه متأكد أنّ الخارطة ستتحول بعد انتخاب قائمة حزب العمل للكنيست القادمة. ولا يخفي خيبة أمله الكبيرة من بيريس. ولا يوفر انتقادات لشارون رغم أنه كان وزيرًا للداخلية في حكومته.   

 

 

* الوضع ينقلب وينقلب ولكن ليس لصالحكم، ما السبب؟

- أنا لا أرى الأمور مثلك. بالعكس تمامًا، في الوقت الذي لم ينتخب فيه حزب "العمل" قائمته لخوض الانتخابات البرلمانية لن نستطيع البدء في حملتنا الدعائية كما يجب. ولا زالت قضية الحسم في هذه المواضيع بعيدة عن الواقع شيئًًا ما. لأننا سنسعى من خلال حملتنا للحفاظ على مصوتي حزب "العمل" من ناحية وإعادة المصوتين الذين ذهبوا باتجاه شارون.

 

* ولكنكم فقدتم في وقت قصير عددًا هائلاً من الأصوات، ما هو الخارق الذي ستقترحونه لإعادتها؟

- علينا أن نختار نخبة شعبية وقوية من الممكن الاتكال عليها من ناحية اجتماعية وأمنية للتقدم إلى حل حول التسوية النهائية بيننا وبين الفلسطينيين. فمن غير الممكن الاتكال على شارون في مثل هذه القضايا. وعلى معسكر السلام الإسرائيلي ألا يخاطر وأن يدعم حزب العمل الذي يخدم رؤيته من أجل السلام.

 

* فجأة لا يمكن الاتكال على شارون بعدما جلستم في حكومته هذه الفترة الطويلة؟

- أولاً عليك أن تعلم أنه لو لم يكن حزب العمل في الحكومة لما استطاع أريئيل شارون تنفيذ خطة "فك الارتباط" والانسحاب من غزة. وجودنا على مقاعد الحكومة كان له هدف محدّد. ثانيًا إذا تواجدت أنا في حكومة شارون فهذا لا يعني بالضرورة أني أومن بطريق شارون. شارون غير واضح أصلاً. ولا أعرف بماذا يفكر. انشق عن "ليكود" وشكّل حزب "كديما" وإذا سألتني ما هو حزب "كديما"، سأقول بكل صراحة إني لا أعرف.

 

* ولكن طرح شارون واضح تقريبًا أكثر من غيره وانتم بالذات في حزب العمل طرحكم غير واضح بناءً على آراء الشعب الإسرائيلي؟

- لا أوافقك الرأي، أنا لا أعرف ما الذي يريده شارون. قال إنه لا ينوي الاستمرار بسياسة الانسحابات الأحادية الجانب كما فعل في غزة. ومن ناحية أخرى قال إنّه لن يجدّد المفاوضات حول الحل النهائي. أنا أسألك، ماذا يريد شارون؟ لا أحد يعرف.  نحن في حزب العمل نؤمن بأن أبو مازن يريد السلام ولا ينوي اللجوء إلى القوة ولكننا لا نثق بقوته بالسيطرة على الفصائل ومن هذا المنطلق نعمل. نحن نريد أن نجدّد المفاوضات وأن نحافظ على أمن الدولة وتصفية الإرهاب.

 

* عندما انتخب عمير بيرتس كان ما يسمى بالوضع الأمني هادئًا في إسرائيل نسبيًا وكان الطرح  "الاجتماعي" مؤثرًا نوعًا ما. لكن اليوم عادوا يتطلعون نحو قائد عسكري، مثل شارون، بالطبع ليس عمير بيرتس؟

- أنت تريد أن تقول إن عمير بيرتس ليس عسكريًا، ولكن هذه ليست المشكلة عند بيرتس. تستطيع أن تنظر إلى الكثير من قادة إسرائيل العسكريين الذين لم يستطيعوا التعاطي والتعامل مع "الإرهاب" والعنف. هذه ليست المشكلة. من ناحية أخرى هناك الكثير من قادة إسرائيل الذين نجحوا رغم أن لا ماضي عسكريًا لهم بالمرة مثل دافيد بن غوريون وليفي اشكول.  أما بالنسبة لقضية الإرهاب ومحاربته ففي "كديما" اختاروا أن يحاربوا الإرهاب من دون التقدم في المفاوضات. ولكننا نقول في هذا الصدد إن علينا محاربة الإرهاب بشتى الوسائل ولكن أن نزرع في نفس الوقت الأمل في معسكرات السلام.

 

* وإذا سألتك عن رأيك في مشاركة حماس بالانتخابات؟

- أنا لا أتدخل في القضايا الداخلية للفلسطينيين. أنا لست السلطة الفلسطينية ولكني أقول إن على حماس أن تقرر ما إذا كانت حركة "إرهابية" أم سياسية. وإذا كانت سياسية فهناك قاعدة للسياسة. عليهم أن يلقوا بالسلاح قبل خوضهم الانتخابات.

 

* منذ أن أعلن شارون عن خطة "فك الارتباط" يجمع المحللون السياسيون الإسرائيليون على أن اليسار وعلى رأسه حزب العمل لا يملك ما يطرحه؟

- هذا ليس صحيحًا. قضية استطلاعات الرأي هي قضية سابقة لأوانها. نحن نسعى إلى نيل 30 مقعدًا في الكنيست القادمة. في حال حصولنا على 30 مقعدًا، فنحن سنشكل الحكومة وليس "كديما".

 

* ما رأيك بالحال السياسية التي يقودها شارون؟

- هناك جمود سياسي خطير بعد "فك الارتباط" عن غزة. وتمت إضاعة الكثير من الفرص من أجل التقدم نحو خطوات سلمية أفضل. لقد أحدث هذا الجمود فراغًا كبيرًا، وقد دخلت حيّز هذا الفراغ عوامل هدّامة أدّت إلى الوضع السيء اليوم.  نحن لا نتمتع من ثمار الانسحاب من غزة. فلم يتوصل الجانبان إلى حل نهائي يعود بالفائدة على الطرفين.

 

* ماذا تقول لبيريس ورامون وايتسيك الذين تركوا "العمل" إلى "كديما

- لا يوجد ما أقوله لهم. ولكني خائب الأمل من شمعون بيريس بالذات. كان عليه أن يبقى معنا وإلى جانبنا كما وقفنا ودعمناه في السابق.

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات