شكلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون إلى باريس وما تعنيه من "تحول في الموقف الفرنسي" العنوان الرئيسي في صحيفة "هآرتس" و"معاريف" يوم الخميس 28/7/2005، فيما لم تشر إليها البتة صحيفة "يديعوت أحرونوت" على صفحتها الأولى واكتفت بنشر نبأ الزيارة ضمن صفحاتها الداخلية.
الخبر الرئيسي في "يديعوت أحرونوت" تحدث عن مناورة سرية للمستوطنين تستهدف إحداث ضجة تساوي ثلاثة أضعاف ما حصل مؤخرا في "كفار ميمون". وتنقل الصحيفة بقلم معلقها العسكري اليكس فيشمان، عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن رؤساء مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع ( مجلس ييشع) أعلنوا عن انطلاق مسيرة كبيرة نحو "غوش قطيف" يوم الثلاثاء القريب، غير أنهم يخططون في السر لانطلاق مسيرتين أخريين في مسارين مختلفين وذلك بهدف استنزاف قوات الشرطة. كما أن الهدف هو محاولة دخول المنطقة العسكرية المغلقة في قطاع غزة من ثلاثة اتجاهات: حاجز كيسوفيم ومعبر كرني وشمال القطاع.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن الجيش سيدفع بكتيبة أخرى للوقوف في وجه المستوطنين بالإضافة إلى الكتائب الثلاث الأخرى المخصصة لتطبيق فك الارتباط. كما أن قوات الشرطة ستحاول إضعاف قوة المسيرات عن طريق بعض الإجراءات الرادعة التي ستتخذها قبل انطلاق المسيرات، كما كانت الحال في المرة السابقة.
صحيفة "هآرتس" نشرت تصريحات خاصة أدلى بها وزير الدفاع، شاؤول موفاز، وفيها عبر عن تقديره بأن سكان "غوش قطيف " باتوا أكثر اعتدالا وأن هناك إشارات إلى تسليم من طرفهم مع تطبيق خطة فك الارتباط.
كما أعرب موفاز عن أمله بأن لا تستمر فترة إخلاء المستوطنات في قطاع غزة أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في أقصى تعديل منذ بدء تطبيق فك الارتباط في 15 آب/ أغسطس المقبل. وقدر بأن تخرج أعداد كبيرة من مستوطني "غوش قطيف" في الأسبوع الثاني من آب.
وذكرت "هآرتس"، في نبأ لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، انه بموجب الجدول الزمني لخطة فك الارتباط فإن الجيش سيعمل لمدة أسبوع بعد إخلاء المستوطنات في هدم منازل المستوطنين، وفي موازاة ذلك ستنتقل قوات الشرطة إلى شمال الضفة الغربية لمساعدة قوات الجيش في إخلاء المستوطنات الأربع المشمولة في الخطة . وبعد انتهاء هذا الأسبوع ستظل قوات الجيش قي القطاع لعدة أسابيع أخرى، إلى حين استكمال إخلاء القواعد والمواقع العسكرية.
وتنقل "هآرتس" عن موفاز توكيده أن نجاح تطبيق فك الارتباط هو اختبار أسمى لسلطة القانون في إسرائيل. وأضاف "لقد اتخذت المنظومة الديمقراطية الإسرائيلية قرارا، وعلينا أظهار أنه توجد هنا دولة في مقدورها أن تضع ما تقرره موضع التنفيذ".
وأبرزت صحيفة "معاريف" مخاوف الأجهزة الأمنية من أن يصبح آلاف المستوطنين الذين سيتوجهون إلى بلدة سديروت هدفا سهلا لصورايخ القسام.