المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

لا يكتفي الإسرائيليون بانتهاك المساجد والمقدسات الإسلامية في البلاد بدعم من المؤسسة الحاكمة، بل إنهم باشروا في الآونة الأخيرة بالبحث عن جميع الآثار والأحجار القديمة في المساجد التي حولوها إلى زرائب للماشية، في محاولة لطمس معالم هوية الأماكن.

واستنادًا إلى مصادر مطلعة نقلت أسبوعية "كل العرب" من الناصرة أن مجموعات من التجار الإسرائيليين الذين يعملون في بيع الآثار القديمة يقومون بعمليات استكشاف ومعاينة للمساجد في الداخل الفلسطيني. وبعد ذلك، أكدت، المصادر يصلون إلى المواقع المحددة ويقومون باقتلاع الأحجار من المساجد القديمة التي كانت قائمة قبل النكبة ويحملونها على سياراتهم وينقلونها إلى مدينة تل أبيب حيث يقومون هناك ببيعها إلى هواة جمع الآثار أو إلى شركات متخصصة في هذا المجال، وهذه الشركات من ناحيتها تقوم بعرض الأحجار القديمة لبيعها للإسرائيليين الذين يشيدون بيوتهم بالأحجار القديمة.

علاوة على ذلك قالت الناشطة العربية مقبولة نصار، من قرية عرابة البطوف، والتي تعمل على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية في البلاد وأقامت موقعا توثيقيا خاصا بذلك، إن الإسرائيليين يقومون أيضا بسرقة اللوحات عن المساجد الفلسطينية وبيعها لتجار الآثار. وحسب المصادر، فان هذه التجارة بالأحجار واللوحات المسروقة من المساجد تدر عليهم الأرباح الكبيرة، وان هذه العمليات مستمرة في جميع أنحاء البلاد.

يشار في هذا السياق إلى انه منذ قيام إسرائيل دمر أكثر من 1200 مسجد وجرفت المقابر ونبشت عظام الموتى وبعثرت في كل مكان، كما أن الحكومة الإسرائيلية وسلطة الآثار الإسرائيلية تواصلان عمليات الانتهاك للقضاء على المعالم الإسلامية في البلاد. وقالت المصادر إن اليهود يقومون باقتلاع الحجارة واللوحات من المساجد بهدف التخريب وليس بسبب البحث عن الربح المادي. وقد رصدت الناشطة نصار عددا من البيوت في مستوطنة روش بينا (الجاعونة) التي أقيمت من حجارة عربية تمت سرقتها من المساجد المهجورة في شمال إسرائيل. ويقوم تجار الحجارة اليهود ببيع الحجارة على أنها أصلية يعود تاريخها إلى غابر الزمن، الأمر الذي يزيد من سعرها بشكل خيالي.

وفي قرية عين الزيتون التي تقع إلى الشمال من مدينة صفد هدمت السلطات الإسرائيلية ثلاثة مساجد في القرية، فيما حولت الرابع إلى حظيرة أبقار تابعة لمستوطنة يهودية تدعي عين زيتيم. وحسب معطيات "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" فإن مساحة قرية عين الزيتون كانت قبل النكبة 1100 دونم، وسكنها ما يقارب ألف مواطن جميعهم من المسلمين، وسقطت القرية في العاشر من أيار من العام 1948، وتم نسفها ولم يبق منها إلا المسجد الواقع فوق العين، وضمت إلى مستعمرة عين زيتيم التي أقاموها عام 1946، وكان أهاليها يعتاشون من الزراعة.

يتكون المسجد القائم حالياً من طبقتين، طبقة علوية والتي كانت تحوي المسجد الذي ما زال بداخله المحراب ودرج المنبر، وقد قام أحد المزارعين الإسرائيليين بتقويته وإغلاق أحد أبوابه ونوافذه بالحجارة والأسمنت لاستعماله كحظيرة أبقار، أما الطبقة السفلى فقام المزارع بتغيير القواطع داخلها وتغيير معالمها والعمل على راحة المواشي، وتبلغ مساحة الطبقتين نحو 260 مترا مربعا وهناك مخزن بجانب الطبقة السفلى، حيث استعمل سقفه كمدخل للمسجد، وقامت مؤسسة الأقصى بقياس المسجد هندسيا ورسم خرائط تفصيلية له.

وأقدم مجهولون على انتهاك مقام رسلان الواقع في قرية رسلان شمالي مدينة طبريا، وقاموا بنبش القبر المتواجد داخل المقام حتى وصلوا إلى اللحد وأخرجوا العظام منه، وكما يبدو فإن هدفهم العثور على ذهب مدفون في المقام.

وفي سياق آخر، أفادت مؤسسة الأقصى أن جهات رسمية في مدينة طيرة الكرمل تواصل إدخال أكوام من الحجارة والتراب إلى داخل مقبرة طيرة الكرمل الإسلامية، فيما يبدو أنها عملية تجهيز لشق شارع داخل المقبرة، على الرغم من وجود اتفاقيات مبدئية بعدم المس بحرمة المقبرة في طيرة الكرمل أبرمت مؤخرا بين مؤسسة الأقصى ودائرة الأشغال العامة وبلدية طيرة الكرمل.

المصطلحات المستخدمة:

روش بينا, ألف

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات