قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان الاشهر الأخيرة حفلت بمتغيرات كثيرة على الحلبة الدولية عموماً وفي الشرق الاوسط تحديداً، توفر لاسرائيل فرصاً استراتيجية وتخلق واقعاً افضل بكثير ينعكس ايجاباً على جدول اعمالها الداخلي ويبعث على الامل بمستقبل سياسي وامني افضل.
واضاف في كلمة القاها امام «مؤتمر هرتسليا» السنوي الخامس الذي بدأ اعماله امس تحت عنوان «ميزان المناعة والأمن القومي» ان استغلال الفرص المتاحة الآن سيؤدي الى تغيير كبير على الواقع في إسرائيل. وتابع: «اننا نعيش حقبة حصول متغيرات بوتيرة عالية وفي فترة قصيرة طالما ميزت التطورات السياسية في الشرق الاوسط». مشيراً الى ان ابرزها «انصراف (الرئيس الفلسطيني ياسر) عرفات عن الحلبة الفلسطينية» وقرار اسرائيبل «التاريخي» الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية واعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش لولاية ثانية.
وزاد ان «انصراف عرفات» حدثٌ دراماتيكي يوفر فرصة للفلسطينيين لانتخاب قيادة براغماتية تكون عنواناً وشريكاً للتفاوض، بالاضافة الى احتمال تنفيذ الانسحاب «بالاتفاق والحوار» مع الفلسطينيين، لكن ذلك يبقى مرهوناً باستعدادهم لذلك. وتابع ان من مصلحة اسرائيل ان يتم انسحابها عبر اتفاق لكن عدم التوصل اليه لن يحول دون تنفيذ خطة الانسحاب، مشيراً الى ان «الاتفاق يخفف من الاحتكاك مع الفلسطينيين ويزيل عدم اليقين من سلوك القيادة الفلسطينية، فضلاً عن انه سيوفر الدعم الدولي للخطة ويحول دون طرح مبادرات سلمية دولية جديدة لا ترغب اسرائيل بها. كما ان الاتفاق قد يكون بمثابة تمهيد للتسوية المرحلية».
وقال موفاز ان اسرائيل ستقترح على الفلسطينيين تولي المسؤولية الامنية عن القطاع ومدن الضفة الغربية، قبل تنفيذ خطة الانسحاب شرط التزام السلطة الفلسطينية محاربة «الارهاب» ومنع عمليات انتحارية. واضاف ان الجيش الاسرائيلي سيخرج من الاراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 72 ساعة قبل يوم من الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية وخلاله وبعده لكنه استدرك ليتوعد الفلسطينيين بتشويش الانتخابات «في حال تواصل الارهاب».
وتابع ان اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش «الذي يقف وراء خطة الفصل وخريطة الطريق الدولية» ودعوته الى نظام عالمي جديد ينضافان الى «الفرص الاستراتيجية» المتاحة لاسرائيل، مشيراً ايضاً الى تحسين العلاقات بين اسرائيل ودول الاتحاد الاوروبي التي تتمتع بثقل عالمي بارز خصوصاً في المجالين السياسي والاقتصادي.
وادرج موفاز بين «الفرص الاستراتيجية» الضغط الدولي المتعاظم على «الدول والجهات المارقة» مثل سوريا وايران و«حزب الله» وهو «ضغط ذو مغزى استراتيجي بالغ الدلالة ليس للسنوات القليلة المقبلة انما ايضاً للمدى البعيد»، واشار اخيراً الى ان الحرب العالمية على الارهاب، خصوصاً على خلفية حقيقة ان الولايات المتحدة تقودها تصبّ هي الاخرى في مصلحة اسرائيل.
وختم مشيراً الى تعزيز العلاقات بين اسرائيل ودول عربية معتدلة وتوسيع العلاقات مع دول عربية اخرى «في اطار المتغيرات الكثيرة التي شهدتها المنطقة».