المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 684

 أكد النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي، الدكتور عزمي بشارة، أن انهاء الاضراب عن الطعام الذي بدأ به ضد "الجدار"، كان قرار القوى السياسية المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية في القدس. وقد اجتمعت هذه القوى والهيئات واللجنة الشعبية لمقاومة الجدار واتخذت القرار بانهاء الاضراب على اثر صدور قرار محكمة لاهاي بوقف بناء جدار الفصل العنصري وكانوا يعرفون رأينا. وتابع:  لقد بدأنا هذا الاضراب وانضمت الشخصيات الوطنية والدينية الينا بسرعة كبيرة.  وفي الحقيقة كان لهم دور كبير في التنظيم وانجاح الاضراب عن الطعام والاعتصام ونحن ممتنون لهم، خصوصا على سرعة التجاوب ومساهمتهم الكبيرة.  وقد برز ذلك لحظة الفراق، الذي كان في اجواء حميمية ومن الصعب وصف المشاعر في تلك اللحظة. وقد اتفقنا على مواصلة التعاون فيما بيننا في المستقبل.

 

وأضاف: "على كل حال كان الجميع يعلم انني حملت ملابس وأدوية لفترة تتجاوز العشرين يوما وربما لثلاثين يوما. هذا لم يكن سرا. لكن منذ ان تبنت اللجنة الشعبية تنظيم وحراسة خيمة الاعتصام قلنا انه صحيح ان بداية الاضراب كانت  قراري  ولكن بعد انضمام الاخوة اصبح القرارجماعيا. لذلك قررنا الالتزام بالقرار.

 

"كانت هناك آراء تقول انه بصدور قرار لاهاي حصل تحول لوقف الاضراب.  وذلك رغم ان خيمة الاعتصام اصبحت بؤرة جذب محلية ودولية.  لكن القرار اتخذ والتزمنا به وليست لدينا نية بالوعظ والمزاودة.  جزء كبير من الهدف تحقق وهناك تأييد غامر وتفاعل منقطع النظير من جانب الفلسطينيين عموما والمقدسيين خصوصا ومن مناصري القضية الفلسطينية في العالم اجمع.  الاجواء كانت مدهشة.  في الليلة الاخيرة كانت الدموع في الأعين وعناق المتضامنين الذي حضروا الى الخيمة بالالاف.  لقد أحدثت هذه الخطوة نقطة تحول في اساليب النضال ضد الجدار وفي التعامل مع موضوع الجدار.  وكانت هناك تغطية اعلامية واسعة للغاية لنشاطات الخيمة ولكن الموضوع انتهى الى هذا.  ونحن سعداء بالنتائج والمعركة لا تزال امامنا وسنرى كيف سنواصل النضال بالتنسيق طبعا مع الاخوة، وماذا سنفعل على المستوى الدولي".

 

وكان  رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي"، النائب عزمي بشارة، قد بدأ اعتصامه واضرابه المفتوح عن الطعام، يوم السبت الثالث من تموز، قبالة الشارع الممتد بين القدس وحي الرام، حيث يقام جدار الفصل، وذلك احتجاجاً على "نظام الابرتهايد الذي تقيمه اسرائيل في فلسطين وضد جريمة فصل ابناء الشعب الواحد عن بعضهم في القدس وقراها"، كما جاء في بيان صادر عنه. وأكد البيان ان "بشارة يسعى من خلال احتجاجه هذا الى لفت أنظار الرأي العام المحلي والدولي الى نظام الابرتهايد هذا، معتبراً ان بناء الجدار يغلق المتنفس الوحيد المتبقي بين القدس وضواحيها وبينها وسائر المناطق المحتلة عام 1967"، كما انه "يغيّر المعالم الجغرافية والاجتماعية للبلاد بطرق استعمارية"، مؤكداً انه يمكن وقف بناء الجدار في حال اتخذ المجتمع الدولي، وبضمنه العالم العربي، موقفاً جاداً مع حجم الجريمة وخطوات قوية ضد خرق القانون والأعراف الدولية الذي ينفذه الاحتلال الاسرائيلي.

 

وجوبهت خطوة بشارة بتعتيم ملحوظ  في وسائل الاعلام العبرية، واعتبرها نواب من اليمين واليسار الصهيوني على السواء "خطوة متطرفة". وجاءت ردود قراء المواقع الاخبارية العبرية أكثر تطرفاً، واتهمت بشارة بمعاداة الدولة العبرية، ودعاه كثيرون الى مواصلة اضرابه "حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ونرتاح منه".

 

قبل الإعلان عن تعليق الإضراب عن الطعام، فور صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، الجمعة الماضية، تحولت خيمة الاعتصام التي أوت في البداية النائب بشارة، الى مقرّ للنضال الفلسطيني المناهض لبناء جدار الفصل العنصري في محافظة القدس المحتلة. وقد بدت في يوم زيارتنا لها، الذي صادف في اليوم الرابع للإضراب، أشبه بدرب النملة بسبب تقاطر الوفود والفعاليات الشعبية المحلية والاجنبية المتضامنة. وقال بشارة والمتضامنون معه ان الاضراب يرمي الى لفت انظار العالم الخارجي الى جرائم الجدار من جهة والى التعبئة المحلية للتصدي له بقوة أكبر، من جهة ثانية. ويبدو ان قرار محكمة العدل الاسرائيلية العليا اضافة الى القرار الوشيك للمحكمة الدولية بشأن الجدار قد وفرّا فرصة لتصعيد النشاط الاخير الذي اسست له سلسلة من الفعاليات والمظاهرات. خلال هذه الزيارة استشعر مندوب "المشهد الاسرائيلي" حماس المعتصمين الذين يقهرون جوعهم بالارادة القوية على انجاز شيء  يشق الطريق نحو افق جديد من المواجهة اكثر شمولية وسخونة ضد جرافات الهدم والاقتلاع والتدمير.

 

 في رده على سؤالنا حول نجاح مبادرته مقارنة مع خطته لها قال الدكتور بشارة انه لم يخطط كثيرا لاضرابه انما بادر اليه استجابة لاحساسه بان ذلك ربما يسهم في تحريك العالم نحو تصعيد مواجهة الجدار العنصري، لافتا الى ان خيمة الاعتصام باتت تستقطب كافة قيادات العمل الشعبي ضد المشروع الاستيطاني المذكور حيث تتواصل اللقاءات والزيارات ليل نهار. وفي ظل تعتيم اسرائيلي شبه كامل على الاضراب المفتوح شهدت خيمة الاضراب استقطابا كبيرا لوسائل الاعلام العالمية المطبوعة والمرئية التي تحدثت الى المضربين عن الطعام. وعن امكانية تقديم اضرابه نتائج عملية نحو منع عملية البناء قال بشارة ان مبادرته تحتاج الى صبر وعملية تراكم حتى تؤتي بثمار جدية. واضاف "لا تنسى انني افعل هنا اولا ما يمليه علي ضميري كسياسي ومثقف فلسطيني لمواجهة هذا الغول الذي سيحول حياة الناس الى كابوس في محافظة القدس تحديدا، اضافة الى قضم الارض والسطو المسلح عليها من قبل الاحتلال". وبشأن مواجهة الجوع ومخاطر الاضراب على صحته، سيما انه زرع كلية قبل خمس سنوات، افصح بشارة انه يشعر بصحة جيدة وانه تجاوز ازمة الجوع التي لازمته في اليومين الاولين من الاضراب عن الطعام لافتا الى أنه يستمد الدعم المعنوي من التجاوب الشعبي المحلي مع المبادرة.

 

المصطلحات المستخدمة:

الكنيست

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات