المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أظهر استطلاع "مؤشر السلام" لشهر نيسان/أبريل الماضي والذي يشرف على إعداده مركز "تامي شتاينميتس" لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب أن 66% من الإسرائيليين (اليهود) يعتقدون أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، المضي قدماً في خطته للإنفصال الأحادي الجانب عن الفلسطينيين، ورأت أغلبية أكبر (79%) من الإسرائيليين أنه لايتعين على رئيس الحكومة اليميني شارون الإستقالة في أعقاب فشله في استفتاء أعضاء حزبه (الليكود) على خطته في الثاني من أيار/ مايو الجاري، علىالرغم من أن أغلبية مشابهة (75%) قد أعربت عن اعتقادها بأن قرار شارون حصر الإستفتاء المذكور في أعضاء حزبه كان خاطئاً من ناحية ديمقراطية.

وتبين نتائج الإستطلاع، الذي أجري بين يومي الرابع والسادس من الشهر الجاري، وشمل مقابلة 581 مشتركاً يمثلون مجمل السكان البالغين اليهود والعرب في إسرائيل والمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن 59% من الجمهور اليهودي في إسرائيل اعتبروا أنفسهم من المؤيدين أو المؤيدين جداً لخطة "فك الإرتباط" والإنسحاب من جانب واحد من قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية مقابل 34% قالوا إنهم يعارضون أو يعارضون بشدة الخطة ذاتها، ولم يدل 7% برأي محدد في هذا الشأن.

ويظهر تحليل هذه النتيجة حسب التصويت للكنيست في الإنتخابات الأخيرة أن خطة الإنفصال تحظى بالتأييد حتى من جانب غالبية ناخبي الليكود (59% مقابل 35% يعارضون الخطة). ومن ناحية درجة التدين يبين تحليل النتائج أن هذا العامل (الديني) يلعب دوراً حاسماً في تحديد الموقف من الخطة، إذ اتضح أن 85% من المتدينين اليهود المتزمتين (الحريديم) يعارضون خطة الإنفصال، كما أن 67% ممن وصفوا أنفسهم كـ "متدينين" عبروا عن موقف مماثل (معارض)، وكذلك الحال لدى 38% من اليهود التقليدين و 17% من اليهود العلمانيين.

وفي ضوء الفجوة الواسعة بين نتائج استفتاء أعضاء الليكود وبين موقف عامة الجمهور الإسرائيلي إزاء الخطة، فإنه ليس غريباً وجود أغلبية (75%) تعتبر أن قرار شارون إجراء الإستفتاء في صفوف أعضاء الليكود فقط كان خاطئاً من وجهة النظر الديمقراطية (19% فقط يعتقدون العكس فيما لم يعط 6% رأياً محدداً). وأظهر الإستطلاع الشهري أن الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي (79%) تعتقد أنه لا يتعين على رئيس الوزراء شارون الإستقالة من منصبه عقب فشله في استفتاء أعضاء الليكود على خطته، في حين أعرب 17% فقط عن رأي معاكس ولم يدل 4% برأي محدد.

وجهة النظر التي لا ترى وجوب استقالة شارون بعد فشله في الإستفتاء تحظى، حسبما يبين تحليل النتائج، بموافقة وقبول غالبية ناخبي الأحزاب اليهودية الكبيرة، باستثناء حزب "ميرتس" الذي انقسمت آراء مؤيديه بالتساوي (50% مقابل 50%) حيال هذه المسألة.

وتظهر نتائج الإستطلاع أن نتائج استفتاء الليكود لاتعتبر في نظر غالبية الجمهور الإسرائيلي نهاية المطاف أو الكلمة الفاصلة في شأن خطة شارون الأحادية الجانب، إذ أعرب 66% عن اعتقادهم أن على شارون مواصلة جهوده من أجل تطبيق الخطة بطرق ووسائل أخرى، كطرح الخطة علىالكنيست وطلب المصادقة عليها، في حين أعرب 29% عن رأي معاكس ولم يعط 5% رأياً محدداً.

أغلبية ضد المستوطنات

وتبين نتائج الإستطلاع أن غالبية الإسرائيليين لاترى في حجة "الأهمية الإستراتيجية للمستوطنات اليهودية" مبرراً أو عاملاً يجب أن يحول دون المضي قدماً في خطة الإنسحاب من قطاع غزة وإخلاء المستوطنات اليهودية، إذ اعتبر 52% أن المستوطنات تضر، في ظل الواقع الراهن، أو تضر جداً بـ "المصلحة القومية" لإسرائيل، مقارنة مع 38% يعتقدون أن المستوطنات تخدم أو تخدم جداً "المصلحة القومية"، ولم يعط 10% رأياً في هذا الصدد. ويقول معدو الإستطلاع إنه يمكن في ضوء ذلك فهم النتيجة الأخرى التي توصل إليها الإستطلاع وهي أن أغلبية 53% من الإسرائيليين (مقابل 40%) يعتقدون بأنه إذا استؤنفت المفاوضات مع الفلسطينيين واتضح أن إحراز اتفاق سلام بين الطرفين منوط بمسألة إخلاء أو تفكيك المستوطنات فإن على إسرائيل الموافقة عندئذٍ على إخلاء المستوطنات كافة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويبين تحليل الإجابات على هذا السؤال حسب التصويت في الإنتخابات الأخيرة، أن غالبية الذين يعارضون إخلاء جميع المستوطنات مقابل اتفاق سلام دائم ينتمون إلى ناخبي أحزاب اليمين "الإتحاد الوطني" و"المفدال" وحركة "شاس" الدينية الشرقية، في حين انقسم ناخبو الليكود حول هذه المسألة (47% مع إخلاء جميع المستوطنات مقابل 44% ضد).

كذلك أيدت غالبية الإسرائيليين إخلاء المستوطنات في قطاع غزة في نطاق تطبيق خطة الإنفصال من جانب واحد، حتى إذا تطلب الأمر استخدام القوة ضد المستوطنين الذين يرفضون إخلاء مستوطناتهم، فقد أعرب 58% عن اعتقادهم بأن على الحكومة إخلاء مستوطني القطاع رغماً عن إرادتهم حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة، في حين عارض 35% إخلاء المستوطنين بالقوة.

هذا على الرغم من أن غالبية الإسرائيليين (53,5%) قالوا إنهم متعاطفون أو متعاطفون جداً مع المستوطنين في قطاع غزة، على أرضية إمكانية إجلائهم عن بيوتهم إذا نفذت خطة الإنفصال، في المقابل قال 20% إنهم غير مبالين تجاه مجتمع المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال 21% إنهم لايتعاطفون كلياً أو جزئياً مع المستوطنين.

ويبين تحليل الإجابات حسب التصويت للأحزاب أن غالبية ناخبي "شاس" (90%) و "الإتحاد الوطني" (86%) و "المفدال" (77%) والليكود (64%) تشعر بالتعاطف مع المستوطنين، هذا فيما أعرب 31% من ناخبي حزب "العمل" عن تعاطفهم مع المستوطنين و 31% عن عدم إكتراثهم و 37% غير متعاطفين بدرجات متفاوتة.

الأغلبية تؤيد ضم "العمل" للحكومة

واعربت أغلبية الإسرائيليين (56%) عن اعتقادها أن شارون سيحسن صنعاً، في حال استمراره في دفع خطة "فك الإرتباط" قدماً وانسحبت أحزاب اليمين من الإئتلاف احتجاجاً على ذلك، إذا ما اقترح على حزب "العمل" الإنضمام لحكومته، وهي خطوة أعرب في المقابل 30% عن معارضتهم لها.

كذلك أعربت الأغلبية (62%) عن اعتقادها أن على حزب "العمل" الإستجابة لمثل هذا العرض (الإنضمام للحكومة) إذا تقدم به شارون، في حين عارض 21% ذلك.

هذا وقد استقرت مؤشرات السلام لشهر نيسان/ أبريل الماضي على النقاط التالية:

- مؤشر أوسلو بين مجمل العينة = 35,8، وفي صفوف الجمهور اليهودي = 30,8.

- مؤشر المفاوضات بين مجمل العينة = 51,1، وفي صفوف الجمهور اليهودي = 47,5.

وبلغ هامش الخطأ في مجمل هذا الإستطلاع حوالي 4,5% لناحية الخطأ أو الصواب.

ترجمة "مدار"

(هآرتس 10/5/2004)

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, الليكود, دورا, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات