المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"حاصر حصارك"- حملة لمكافحة العنصرية في اسرائيل

باشر المركز لمكافحة العنصرية في اسرائيل هذا الأسبوع حملة جديدة بعنوان "حاصر حصارك"، تهدف الى رصد كافة اشكال التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في اسرائيل وملاحقتها اعلاميا وقضائيا وفضحها في المنابر الدولية من خلال تقديم تقارير دورية تشكل مقياسا للعنصرية على غرار منظمات عالمية مشابهة مثل "الجامعة لمناهضة التمييز" (lda ).

وكان المركز الذي يعمل من مدينة حيفا قد اقيم في أعقاب هبة القدس والاقصى في العام 2000 اثر موجة التحريض والاعتداء على حقوق المواطنين العرب كجماعة وافراد من قبل المؤسسات الاسرائيلية والمواطنين اليهود. ويعمل في المركز عدد من المحامين والاعلاميين والمربين الذين يتطوعون فيه ويستقبلون توجهات هاتفية من مواطنين تعرضوا للتعامل العنصري ويعالجونها بعد تسجيل تفاصيلها.

وقال باسم كناعنة، رئيس الجمعية التي تدير المركز، انه اذا كانت العنصرية "نوعا من الداء فسيكون المركز عنوانا للذين لحقهم الاذى من جرائها". وفي حديث لـ"المشهد الاسرائيلي" اكد المدير العام للمركز، بكر عواودة، انه من حق فلسطينيي الداخل العيش بكرامة مرفوعي الرأس على وطن الاباء والاجداد وتحت سماء اوطانهم مشيرا الى انهم "اصحاب الدار والسكان الاصليون في البلاد لم يهاجروا اليها من اي جهة في العالم بل ولدوا فيها وحقهم الاساسي ان يعيشوا بدون تمييز عنصري او تهديدات على انواعها". واضاف "سنساهم في تثقيف اهلنا بان لا يسكتوا على مظاهر التمييز بل المساهة بالتبليغ ومساعدتنا على فضح واحد من ابشع وجوه السياسات الاسرائيلية. بعد ان سلبونا الوطن بمفاهيم عديدة يواصلون ايضا محاولات تجريدنا من استحقاقات المواطنة ولن نرضى بذلك". وردا على سؤال حول الاثر المتوقع ومدى فاعلية الحملة في مواجهة العنصرية في اسرائيل عبر عواودة عن ان رصد اشكال التمييز في تقارير رسمية ومثابرة وطرحها في الاعلام المحلي والدولي الى جانب استنفاد امكانية التوجه للشرطة والمحاكم وللمستشار القضائي للحكومة كل ذلك سيوصل رسالة جماعية باننا لن نقبل بتهميشنا وبان نكون مواطنين من الدرجة الثانية ثم لا شك في ان ملاحقة من يمارس العنصرية سيساهم في محاصرة التمييز وهذا منوط بتعاون الجمهور معنا والمدعو للاتصال بنا على هاتف رقم 048510611.

ومن ضمن "القصص" العنصرية التي بلغت المركز هذا الاسبوع تعرض سائق سيارة الإسعاف علاء دهامشة ومساعده الى العقاب لقيامه بتقديم مساعدة انسانية لمواطن يهودي اصيب بحادثة سير. عن ذلك روى دهامشة من عيادة "ابن سينا في كفركنا في الجليل" قائلا: كنت عائدا من القدس المحتلة فاستوقفتني سيدة مسنة على حافة الطريق وابلغتني بوجود اشخاص جرحى اصيبوا بجراح في حادثة سير ولم اتردد بتقديم الاسعاف الاولي لسائق دراجة نارية اصطدم بسيارة خاصة وجدناه في حالة نزيف. اخذنا المصاب في سيارة الاسعاف واستدرنا عائدين الى مستشفى هداسا القريب وبعد مرور دقائق استوقفتنا دورية شرطة اسرائيلية وتم انزالنا من سيارتنا التي قادها رجل شرطة واعتقلت انا ومساعدي واخذنا بسيارة الشرطة فيما استدعيت سيارة إسعاف اسرائيلية من نجمة داود الحمراء لنقل المصاب. وفي مركز الشرطة تم التحقيق معنا للاشتباه بكوننا "مخربين" وابلغونا ان السيدة التي استوقفتنا كانت سمعتنا نتحدث بالعربية فاتصلت بالشرطة وأبلغت عن عملية"اختطاف". واضاف دهامشة انهما استوقفا طيلة اربع ساعات وتعرضا الى تعامل سيء ومهين.

وستستمر الحملة الاعلامية "حاصر حصارك" التي اطلقها المركز مدة شهر. ودعت الجمعية المواطنين العرب الى التبليغ عن كل حوادث التمييز بواسطة الاتصال الهاتفي للمتطوعين فيها.

المصطلحات المستخدمة:

هداسا, نجمة داود الحمراء

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات