أنهى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، الدكتور محمد البرادعي، زيارته لاسرائيل بالتعبير عن ارتياحه الى ما سمعه من رئيس حكومتها اريئيل شارون، خلال لقائهما يوم الخميس، من ان الدولة العبرية ستكون مستعدة للحوار في شأن فكرة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقال انها المرة الأولى التي يدلي بها رئيس وزراء اسرائيلي بمثل هذه التصريحات، في حين اكد مصدر كبير في اللجنة الاسرائيلية للطاقة النووية موقف اسرائيل المتمسك بمبدأ الضبابية في ما يتعلق بترسانتها النووية وان هذه السياسة لم ولن تتغير. وقال البرادعي في محاضرة ألقاها في الجامعة العبرية في القدس، قبيل مغادرته اسرائيل، ان شارون لم يحدد جدولاً زمنياً لتراجع اسرائيل عن رفضها البحث في هذه الفكرة، معتبراً ان البدء بالحوار لا يعني ابداً ان اسرائيل ستوقع غداً على معاهدة حظر الاسلحة النووية. لكن مثل هذا التوجه الاسرائيلي من شأنه ان يضيف أملاً في المنطقة "بمستقبل تكون فيه خالية من أسلحة الدمار الشامل".
واضاف ان شارون ابلغه ان "سياسة اسرائيل ستستمر كالآتي: في اطار سلام في الشرق الأوسط، سنتطلع بشكل ايجابي الى خلق منطقة خالية من الأسلحة النووية".
وذكر البرادعي انه لم يأت الى اسرائيل ليملي عليها السياسة التي يجب ان تنتهجها "انما الأهم ان تخضع منشآتها النووية للمراقبة" موجهاً الدعوة اليها وباكستان والهند بالانضمام الى معاهدة حظر الأسلحة النووية. ولاحظ ان هناك 20 شركة خاصة في أرجاء العالم تنشط في مجال نشر التكنولوجيا النووية، معرباً عن قلقه من "اللحظة التي ستكون هذه التكنولوجيا في متناول ايدي ارهابيين أو جماعات لا تخضع لأي مراقبة ولن ترتدع عن استعمالها وحينذاك سيتبين ان الردع الذي حققته اسرائيل في الماضي لم يعد ناجعاً ما يحتم عليها البحث عن تصور أمني مغاير".
ودعا اسرائيل الى الشروع في مفاوضات مع دول مجاورة حيال نزع اسلحة الدمار الشامل "لتفادي تسريع سباق التسلح"، محذراً من وضع قد تحصل فيه دول اخرى على أسلحة نووية "ولا يكون لقوة الردع الاسرائيلية اي معنى... وفي حال كهذه سنكون جميعنا خاسرين". وقال ان ثمة شعوراً في العالم العربي بأن الوكالة الدولية تكيل بمكيالين في تعاملها مع اسرائيل وايران "هذه ليست مجرد ذريعة ايرانية... الجميع في العالم العربي يسألون عن سبب بقاء اسرائيل خارج معاهدة الحد من اسلحة الدمار الشامل". وزاد ان الوقت ليس ملائماً الآن لنقل ملف المشروع النووي الايراني الى مجلس الأمن الدولي المخول فرض عقوبات على ايران، وقال ان التجربة اثبتت، وتحديداً مع كوريا الشمالية، ان الضغوط والتهديدات تأتي بنتائج عكسية.
من جهة اخرى قال البرادعي لصحيفة "هآرتس" انه لا يشارك اسرائيل تشاؤمها من ان "حصول ايران على قدرات نووية بات مسألة وقت"، مضيفاً ان لا علم لديه بنية ايران الحصول على سلاح نووي وانه لم يتم العثور على أدلة قاطعة حول نية كهذه.
من جهته قال مصدر كبير في اللجنة الاسرائيلية للطاقة النووية ان اسرائيل أوضحت للبرادعي وجوب بذل كل جهد مستطاع من اجل احباط حصول ايران على سلاح نووي "لأن ذلك (حصولها) سيؤدي الى انهيار المعاهدة الدولية للحد من انتشار الأسلحة الذرية ويهدد الاستقرار في المنطقة". واضاف في ايجاز للصحافيين ان اسرائيل تعتقد بأنه يمكن وقف المشروع الايراني وان العالم يدرك معنى امتلاك ايران سلاحاً نووياً. وزاد ان اسرائيل تفضل معالجة الموضوع في مجلس الأمن الدولي من دون التفاوض مع ايران. وختم المصدر، الذي اعتبر زيارة البرادعي، "ايجابية" ان السياسة الاسرائيلية تقوم على عدم دعوة غرباء لزيارة المفاعل النووي في ديمونة و"عليه فلم يطلب البرادعي القيام بزيارة كهذه". وقالت مصادر صحافية ان اسرائيل رفضت طلب البرادعي التقاء كاشف اسرار الذرة الاسرائيلية السجين السابق مردخاي فعنونو.