أظهرت النتائج النهائية لفرز صناديق الاقتراع في مؤتمر "الليكود"، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، ان اقتراح الوزير عوزي لانداو، الداعي إلى عدم ضم حزب "العمل" الى حكومة شارون، حصل على 843 صوتا مقابل 612 عارضوا اقتراح لانداو. في الوقت الذي تصاعدت فيه أصوات في "العمل" تدعو إلى انتخابات فورية، ما قد يعني أن هذا الحزب لم يعد يفكر بالانضمام إلى حكومة شارون.
كذلك تغلبت مجموعة "المتمردين" على رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، في التصويت على الاقتراح الذي قدمه هذا الأخير، والذي ينص على اجراء مفاوضات مع كافة الاحزاب الصهيونية والدينية اليهودية لتوسيع الحكومة. فقد صوت ضد اقتراح شارون 752 مندوبا فيما أيده 733 مندوبا فقط.
وهذه هي الهزيمة الساحقة الثانية التي تلحقها مجموعة "المتمردين" بشارون. وكانت الاولى عندما صوت غالبية منتسبي "الليكود" ضد خطة "فك الارتباط"، من خلال استفتاء عام شارك فيه منتسبو "الليكود" كافة.
وكان شارون قد دعا، في خطاب له، اعضاء مؤتمر "الليكود" الذي عقد في تل ابيب الى دعم اقتراحه الداعي الى عدم استبعاد اي حزب صهيوني من الائتلاف الحكومي، بناء على الخطوط العريضة للحكومة الحالية ومقرراتها. واكد انه لن يكون امامه اي مفر من توسيع ائتلافه بسبب وجود مجموعة متمردة تحاربه وتحرض ضده وتقود نحو الانشقاق.
وقال مراقبون إن العزاء الوحيد لشارون مما حدث في مؤتمر "الليكود" يكمن فقط في أن غالبية الوزراء وكذلك غالبية كتلة "الليكود" البرلمانية تؤيد، على الأقل ظاهريًا، موقف شارون، ما يعني بحسب بعض هؤلاء ترجيح التقدير أن شارون سيمضي قدمًا في مخططه وهو الذي سبق أن أعلن أن قرار مؤتمر "الليكود" لا يلزمه بشأن تركيبة حكومته المقبلة.
مع ذلك فإن قرار مؤتمر "الليكود" أعاد إدخال إسرائيل في حالة من الغموض وعدم الاستقرار. وقد انتقد قادة "العمل" قرار مؤتمر "الليكود". وينتظر أن يعقد رئيس الحزب، شمعون بيريس، إجتماعًا لإقرار خطوات الحزب اللاحقة في ضوء هذه النتائج. وقال الناطق بلسان الحزب، في رد فعل أولي يمكن اعتباره رسميًا، إن "الأكثرية في الليكود قررت أنها ترغب برؤية حزبها كرافض للسلام وكحركة تدمر أية إمكانية للتأدية إلى وقف العنف في المنطقة"، على حد تعبيره. وأضاف أنه في حالة تبني الليكود لهذا الموقف الرافض الصادر عن المؤتمر "فإنه ينبغي الذهاب إلى انتخابات على الفور".
وقالت عضو الكنيست زهافا غالؤون، من "ميرتس- ياحد"، إنه "حتى لو كان شارون راغبًا بشيء ما فإن الليكود أثبت أنه غير راغب بهذا الشيء، ولذا فإن رئيس الحكومة يفتقد القدرة على الفعل". وأضافت "لقد قرر الليكود أن ينفصل عن إرادة الشعب بدلاً من الانفصال عن غزة".