عاود رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون تهديد اعضاء حزبه «الليكود» بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية، في حال رفض مركز الحزب الذي يلتئم يوم الخميس اقتراحه توسيع الحكومة بضم حزب «العمل» (يسار الوسط) وحركتي المتدينين المتطرفين «يهدوت هتوراة» و«شاس» اليها، غامزاً من قناة صقور الحزب الذين قد يخسرون مقاعدهم في الكنيست لمصلحة أحزاب اليسار، ومعرباً عن ثقته بأنه سيكون على رأس لائحة الحزب الانتخابية بعد ان يهزم منافسيه وانه سيعاد انتخابه رئيساً للحكومة.
وقال شارون لاعضاء كتلة «الليكود» البرلمانية انه يسعى الى تشكيل حكومة واسعة ومستقرة قادرة على تطبيق برامجها السياسية والاقتصادية، مضيفاً ان معظم ناخبي الحزب، كما غالبية الاسرائيليين، تؤيد خطة الفصل وترفض انتخابات مبكرة، محذراً اياهم من مغبة معاقبة الاسرائيليين لـ«الليكود» في حال أفشل مركز الحزب اقتراحه ضم «العمل» والمتدينين. وتابع انه لا يعارض انضمام أي حزب يوافق على سياسة الحكومة ويلتزم تنفيذها، نافياً بذلك ما نسب اليه من عدم رغبته في ضم حركة «شاس» الدينية الشرقية لحكومته العتيدة حيال موقف زعيمها الروحي عوفاديا يوسف الرافض لخطة الفصل وأطماع الحركة في ابتزاز موازنات خاصة لمؤسساتها الدينية.
ويطالب عدد من أركان الحزب، على رأسهم وزير الخارجية سيلفان شالوم، رئيس الحكومة ببذل جهود حقيقية لضم حركة «شاس» للحيلولة دون تشكيل «حكومة علمانية يسارية» (مع العمل) ولضمان توازن سياسي فيها. واضاف انه في حال اقتنع اعضاء مركز «ليكود» بنية شارون ضم هذه الحركة، فإن مهمة انتزاع تصديق على ضم «العمل» والمتدينين ستكون اسهل. وتابع ان فرص نجاح حكومة من دون «شاس» في البقاء حتى نهاية فترتها القانونية أواخر العام 2006 ستكون ضئيلة.
من جهتهم، يتخبط أقطاب الحركة الدينية في اتخاذ موقف واضح من مسألة الانضمام الى الحكومة ويتفادون اغلاق الأبواب لكنهم يشككون في نية شارون ضمهم، ويرى بعضهم ان رئيس الحكومة يتظاهر برغبته في ادخال الحركة الى حكومته لاستمالة اعضاء مركز «الليكود» ولنيل موافقتهم على اقتراحه «لكنه وشريكه العتيد زعيم العمل شمعون بيريس يفضل ابقاء الحركة خارج التوليفة الحكومية».
لكن مراقبين لا يستبعدون ان يعدل الحاخام يوسف عن فتواه ضد الانسحاب من غزة الذي اشترطه بالتنسيق مع الفلسطينيين «على نحو يضمن أمن الاسرائيليين». واجتمع وزير الدفاع شاؤول موفاز مع زعيم «شاس» النائب ايلي يشاي ليطلعه على آخر التطورات والمستجدات في أعقاب رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتحسن العلاقات مع مصر. واستبق موفاز الاجتماع بالاعلان عن امكان تنفيذ الانسحاب بالتنسيق مع الفلسطينيين «في حال استمر تحسن الأوضاع في السلطة الفلسطينية».
وقامت الحركة بسحب اقتراحها بحجب الثقة عن الحكومة على خلفية الأوضاع الاجتماعية المتردية، ما اعتبره معلقون «لفتة طيبة» تجاه أقطاب «الليكود» المتحمسين لضمها الى الحكومة.