المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أكملت إسرائيل والولايات المتحدة، على ذمة وسائل الاعلام الاسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، إجمال المواقف التي سيعرب عنها الرئيس الاميركي، جورج بوش ورئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، في لقائهما في واشنطن الأسبوع المقبل. ولكن المعركة ضد خطة الفصل دخلت مرحلة جديدة داخل الحكومة الإسرائيلية وفي الليكود. وتبادل شارون التهديدات مع عدد من وزرائه في حين عقد الوزراء المعارضون لخطة الفصل من الليكود اجتماعات متتالية لتنسيق الجهود لعرقلة الخطة في الاستفتاء الليكودي.


وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه في الرسائل، التي جرى الاتفاق على تبادلها مع الإدارة الأميركية، سيعلن شارون أنه سيعرض "خطة الفصل" على الحكومة والكنيست للمصادقة عليها، وأن هذه الخطة تشمل الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية. وسيعرب شارون عن التزامه المبدئي بخريطة الطريق ورؤية بوش. وسيؤكد أن الجدار هو مجرد وسيلة موقتة فقط.


وبالمقابل، سيعلن بوش في الرسالة الأميركية تعهده بدعم خريطة الطريق وسيعد بعدم تأييد أي خطة بديلة، وأنه لن يكون هناك أي تقدم سياسي قبل أن يعالج الفلسطينيون أمر "الإرهاب". وسيعد بوش كذلك حسب "هآرتس" بضمان دعم إسرائيل في حقها في "المطاردة الساخنة" إذا تواصلت العمليات من الأراضي الفلسطينية.


وأشارت الصحيفة إلى أن العقبة الأشد في المباحثات التمهيدية بين الطرفين تمثلت في الطلب الإسرائيلي بتعهد أميركي حول التسوية الدائمة. فإدارة بوش وافقت على توفير "مظلة سياسية" لخطة الفصل ولكنها رفضت في البداية ملامسة قضايا الحل النهائي. وسيعد بوش في رسالته بعدم مطالبة إسرائيل بالانسحاب إلى خطوط حزيران 1967. وفي موضع آخر سيشير إلى عودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية التي ستقام في المستقبل.


من جانبها، ذكرت "معاريف" أن الولايات المتحدة تسعى الآن لتوفير غطاء دولي لخطة الفصل. وكتب المراسل السياسي للصحيفة، بن كسبيت، أن الولايات المتحدة تقود مبادرة جديدة لتحويل خطة الفصل الى خطوة دولية واسعة النطاق بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والرباعية إضافة إلى الدول العربية (مصر والأردن) وبتنسيق وثيق مع الفلسطينيين.


وحسب الخطة المتبلورة، ستصبح خطة الفصل خطوة واسعة بالتعاون مع جهات دولية، تشارك في إجراءات نقل الأملاك الإسرائيلية الى أياد فلسطينية وتنفيذ خطة تنمية وإعادة إعمار قطاع غزة والنقب وتقديم مساعدة أمنية للفلسطينيين وخطة أمنية. وفي هذا الإطار، ستشكل خطة الفصل المرحلة الأولى من استئناف المفاوضات، حين يستغل الفلسطينيون من جانبهم، الانسحاب الإسرائيلي للشروع في مكافحة الإرهاب ومنظماته.


ولغرض تحقيق المبادرة، تجري الآن اتصالات لتنسيق لقاء بين شارون والأمين العام للأمم المتحدة، كوفي انان. وثمة اهتمام في اسرائيل بالحصول على اعتراف من الامم المتحدة بأن الخروج من غزة هو "نهاية الاحتلال" في قطاع غزة، وهذا ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه.

من ناحية أخرى بدا في جلسة الحكومة الإسرائيلية، أول من أمس، أن التوتر بدأ يطغى على النقاشات الداخلية بسبب خطة الفصل. وحمل زعيم المفدال، آفي إيتام، في الجلسة على شارون لأنه سيعرض خطة الفصل على الأميركيين قبل عرضها في الحكومة. وركز إيتام على عدم قيام الحكومة ببناء جدار فاصل حول المستوطنات في الضفة الأمر الذي يعرضها لعمليات فلسطينية.


وتساءل إيتام "لماذا لا يلزم مسار الجدار الذي صادقت عليه الحكومة رئيس الحكومة نفسه؟"، فأجاب شارون: "هذا مثال على قسم من الكلام غير الصحيح الذي تردده في كل مكان، بما في ذلك في خارج البلاد". وعندها قال إيتام: "تكمن المشكلة في كيفية إدارتك للأمور، وعندما تسافر للخارج لعرض خطة الفصل التي ليست خطة رسمية للحكومة، وهناك أغلبية بين الوزراء تعارضها فإن بوسعي إعلان موقفي منها". واستغل شارون الفرصة ليقول لإيتام إنه ليس من المعهود أن يحمل وزير على رئيس الحكومة أثناء زياراته الرسمية في الخارج. وقال "من لا يُرحه ذلك فبوسعه ترك الحكومة". وهنا تدخل الوزير بيني إلون، من "الوحدةالوطنية" وقال: "تريد تكميم أفواهنا. لدينا حرية التعبير عن الرأي ويمكننا أن نحارب هذه الخطة. لا توجد مسؤولية جماعية عليها. وإذا كانت لديك أغلبية للخطة، فاطرحها على الحكومة الآن، وسأقدم استقالتي على الفور".
ورد شارون على إيتام وإلون، بقوله: "من لا يشعر بالراحة، يمكنه الاستقالة"، فأجاب إيتام: "سنبقى في الحكومة ما دام في وسعنا إفشال خطة الفصل التي تعرض أمن إسرائيل للخطر".


في هذه الأثناء، تشكلت في الليكود قيادة ضد خطة الفصل، برئاسة الوزيرين عوزي لنداو وناتان شارانسكي وتسعة نواب آخرين. وبالمقابل، تشكلت قيادة مقابلة مؤيدة برئاسة الوزير ايهود اولمرت.


وعقد معارضو خطة الفصل من وزراء حزب "الليكود" ونواب الكتلة البرلمانية، اجتماعين في مكتب شارانسكي، لمواصلة تنسيق حملة المناهضة لخطة شارون داخل الليكود.


ويسعى "طاقم المعارضة" الى تجنيد شخصيات أكاديمية وشعبية معروفة لمساندة معركتهم ضد الخطة. ومن بين الذين تم الاتصال بهم "مجموعة البروفيسورات للمناعة القومية".
وذكرت المصادر الإسرائيلية ان زعيم حركة "شاس"، ايلي يشاي، التقى برئيس مجلس المستوطنات، بنتسي ليبرمان، لبحث مسألتي الاستفتاء المقرر اجراؤه في الليكود حول خطة الفصل واحتمال انضمام "شاس" لحكومة شارون الذي كان هدد بتشكيل حكومة بديلة في حال رفض حزب الليكود المصادقة على خطة الفصل وأدى ذلك الى تفكك الحكومة الائتلافية الحالية.

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, هآرتس, رئيس الحكومة, عوزي, الكتلة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات