المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اعلنت حركة حماس الاسلامية الفلسطينية الخميس 21/8 نهاية الهدنة في العمليات ضد اسرائيل، اثر مقتل اسماعيل ابو شنب احد قيادييها البارزين في غارة اسرائيلية في غزة. وافادت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان اسماعيل ابو شنب احد قيادييها البارزين قتل في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارته في وسط مدينة غزة كما قتل اثنان من حراسه الشخصيين.

عباس: اغتيال ابو شنب "جريمة نكراء"

من جهته وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس اغتيال ابو شنب بانه "جريمة نكراء".

بالمقابل، اعتبرت اسرائيل اعلان حماس عن سقوط الهدنة "سخيفا" بحسب ما اعلن مسؤول اسرائيلي كبير، مشيرا الى انه صدر بعد يومين من وقوع عملية انتحارية دامية في القدس.

وقال المدير المساعد لوزارة الخارجية جدعون مئير ان "هذا الاعلان سخيف اذ يصدر عن حركة تبنت هذه العملية الفظيعة بعدما حاولت تنفيذ سلسلة من العمليات الاخرى ولا سيما خلال الاسبوعين الماضيين". وتابع المسؤول "كنا واثقين منذ اعلان الهدنة انها قنبلة موقوتة".

وقال اسماعيل هنية احد قادة حماس "ان العدو الصهيوني باغتيال الاخ القائد المهندس اسماعيل ابوشنب اطلق الرصاصة الاخيرة على مبادرة تعليق العمليات ضد هذا العدو الصهيوني وهو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن ما يترتب على هذه الجريمة البشعة النكراء". واكد هنية " ان اسرائيل اغتالت الهدنة باغتيال ابو شنب".

واضاف "ان العدو الصهيوني عندما يستهدف احد القادة البارزين السياسيين ويقتل الى جانبة العديد من المرافقين ويصيب العديد من ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل ويضرب بطائرات (اف 16) لا يجعل امامنا من خيار الا ان ندافع عن نفسنا بكل الوسائل والامكانيات المتاحة". وشدد هنية على ان "رد حماس سنتركه للافعال وليس للاقوال".

وابو شنب متزوج وكان يعمل استاذا في كلية الهندسة في الجامعة الاسلامية في غزة.

وكان مكتب مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين قد اعلن ان الثلاثة قتلوا في غارة شنتها طائرة اسرائيلية من طراز اف-16 على المدينة اطلقت خلالها وابلا من الصواريخ على سيارة ابو شنب.

وذكرت مصادر طبية ان 14 شخصا اصيبوا في الغارة اربعة منهم في حالة خطرة. وجاءت الغارة بعدما اعلنت الحكومة الاسرائيلية انها سترد على الهجوم الانتحاري الذي وقع في القدس يوم الثلاثاء 19/8.

وكان الجيش الاسرائيلي قد بدأ عمليات كبيرة في قطاع نابلس، شمال الضفة الغربية، وذلك عقب الاجتماع الامني الذي استمر حوالى ثلاث ساعات حيث قررت الحكومة الامنية المصغرة السماح للجيش الاسرائيلي بالتحرك ضد حماس والجهاد الاسلامي، فيما دعت القيادة الفلسطينية الفلسطينية جميع الفلسطينيين الى الالتزام بوحدانية السلطة وسيادة القانون ودعم الحكومة الفلسطينية في جميع اجراءاتها وضبط السلاح والغاء كافة المظاهر المسلحة .


اجتياح مفتوح

وفي تفاصيل التحرك الاسرائيلي ضد حماس والجهاد، شن الجيش عمليات كبيرة عسكرية واسعة النطاق في ثلاث مدن بالضفة الغربية، ردا على الهجوم الانتحاري الثلاثاء في القدس الذي اعتبر الاخطر منذ اعلان الفصائل الفلسطينية المسلحة الرئيسية الهدنة في 29 حزيران/يونيو. وقد دخل نحو مئة جندي على متن نحو عشرين سيارة جيب مدعومة باربع دبابات ومروحية هجومية الى نابلس . وعند بدء العملية جرى تبادل لاطلاق النار بشكل متفرق ثم قام الجنود بحملة دهم وتفتيش واعتقالات. وتقول المصادر العسكرية الاسرائيلية ان الجيش يعتزم البقاء اسابيع في المناطق التي اجتاحها بعد العملية.

وقال مصدر عسكري اسرائيلي "ان قواتنا تعمل منذ الليل في قطاع نابلس الذي يعتبر معقلا قويا للمنظمات الارهابية"، مؤكدًا اعتقال ثلاثة ناشطين ومصادرة كميات كبيرة من المتفجرات. واضاف هذا المصدر "ان عشرة مرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية اعتقلوا في منطقة نابلس منذ الاعلان الاحادي الجانب للهدنة في العنف" في 29 حزيران/يونيو. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان عملية نابلس التي سميت بعملية "الاتفاق التام" قامت بها وحدات النخبة في قوات المظليين، مشيرة الى توقع حملة من الاعتقالات واستئناف عمليات تصفية الناشطين في الايام المقبلة.

وكان المجلس الحكومي الامني المصغر قرر الرد على العملية الانتحارية في القدس الغربية. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان المجلس الحكومي الامني المصغر قرر السماح للجيش بالتحرك ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي ردا على العملية الانتحارية في القدس.

وجاء في بيان لرئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ان "سلسلة قرارات" اتخذت ولكن لم يكشف النقاب عنها.

وقد اعلنت حركتا المقاومة الاسلامية والجهاد الاسلامي مسؤوليتهما عن العملية في وقت متزامن.

الى ذلك قام الجيش الاسرائيلي ليل الاربعاء - الخميس بتدمير المنزل العائلي لمنفذ العملية الانتحارية الثلاثاء في القدس كما افاد مصدر عسكري.

واوضح المصدر ان الجنود نسفوا بالديناميت منزل رائد عبد الحميد مسك (25 عاما) الذي كان مدرسا وعضوا في حركة الجهاد الاسلامي، الواقع في الخليل بجنوب الضفة الغربية.
كما نفذت عملية عسكرية اسرائيلية ثانية في جنين. وجرى تبادل اطلاق نار اثناء توغل 15 سيارة جيب ومصفحة كما افادت مصادر امنية فلسطينية.

وقام الجيش الاسرائيلي بتدمير منزلي عائلتي منفذي عمليتين انتحاريتين من الجهاد الاسلامي في كفر راعي واليامون قرب جنين. وقبل ذلك قتل شقيقان فلسطينيان في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما بالرصاص واصيب ثلاثة اشخاص بجروح اثناء توغل الجيش في طولكرم وفي مخيم اللاجئين المجاور تم خلالها ايضا اعتقال اربعة فلسطينية ملاحقين.

واحتشدت نحو خمس عشرة دبابة اسرائيلية في شمال رام الله حيث قام الجيش بسد جميع المنافذ.

من جهتها اصدرت القيادة الفلسطينية بيانا عقب اجتماع في رام الله تراسه الرئيس ياسر عرفات في حضور رئيس الوزراء محمود عباس واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومجلس الوزراء الفلسطيني واللجنة المركزية لحركة فتح وممثلي الفصائل، لم تشر فيه الى تدبير ملموس ضد المجموعات الراديكالية التي تطالب اسرائيل والولايات المتحدة بتفكيكها وتجريدها من السلاح.

ودعت القيادة في بيانها جميع الفلسطينيين الى الالتزام بوحدانية السلطة وسيادة القانون ودعم الحكومة الفلسطينية في جميع اجراءاتها وضبط السلاح والغاء كافة المظاهر المسلحة.

واضاف البيان "ندعو جميع فصائل منظمة التحرير وفي مقدمتهم حركة فتح الى الالتزام الكامل بهذه التوجهات ودعم السلطة في اجراءاتها لوضعها موضع التطبيق الفوري"، موضحا ان "اجهزة الامن الفلسطينية تتولى وعلى الفور تنفيذ قرارت القيادة الفلسطينية والحكومة بهذا الشأن وتنفيذ الالتزامات المترتبة على السلطة بموجب خارطة الطريق لمنع اي خرق للقانون والنظام العام".

واشار الى ان "القيادة تتمسك باستمرار بالهدنة (بين الفلسطينيين واسرائيل) وتدعو اللجنة الرباعية الى الزام الجانب الاسرائيلي بتطبيق خارطة الطريق وتنفيذ ما عليه من التزامات وفك الحصار ووقف الاستيطان ووقف العمل في الجدار العازل واطلاق سراح المعتقلين واستكمال الانسحاب من المدن الفلطسينية".

وكان مسؤول فلسطيني كبير صرح ان محمود عباس سيوجه مساء الاربعاء نداء الى ياسر عرفات لحثه على اتخاذ اجراءات ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان "ابو مازن سيقدم الى عرفات والقيادة الفلسطينية اربعة مطالب"، مضيفا "في حال لم تحصل هذه المطالب على موافقة عرفات فان الحكومة ستستقيل".

واوضح ان عباس يريد اولا ان يدعم عرفات واللجنة المركزية لحركة فتح خطيا تحرك السلطة الفلسطينية ضد حماس والجهاد.

ضغوط امريكية على السلطة

ويمارس الرئيس الاميركي جورج بوش ضغوطا على السلطة الفلسطينية لتعمد الى تفكيك حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي بعد عملية القدس.

وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان غداة العملية: "يجب بذل المزيد وعلى السلطة الفلسطينية ان تفكك المنظمات الارهابية". ومضى يقول "لا يمكننا ان نتركها تستمر يجب تفكيكها".

واوضح ماكليلان ان بوش الذي يمضي عطلة في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ليعرب له عن تأثره بعد العملية التي اعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي مسؤوليتهما عنها. وخلال الاتصال قال ماكليلان ان بوش "دان بقوة هذا الهجوم العنيف الذي استهدف مدنيين ابرياء واتفق مع شارون على ان الاعتداء الاخير في القدس يظهر ضرورة الاقتصاص من الارهابيين ومن بناهم التحتية".

وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان خمسة مواطنين اميركيين على الاقل قتلوا في عملية القدس الثلاثاء وجرح 12 اخرون.

وارسلت الولايات المتحدة التي تبذل نشاطا دبلوماسيا كبيرا الى الشرق الاوسط السفير جون وولف المكلف الاشراف على تطبيق "خارطة الطريق" للحؤول دون فشل جهود السلام التي تقوم بها.

واضاف ماكليلان "من المهم ان تواصل كل الاطراف التشاور حول السبل للمضي قدما. وما ينبغي القيام به للتقدم هو تفكيك المنظمات الارهابية".
وتابع يقول "لا نزال ملتزمين كليا بعملية السلام في الشرق الاوسط".

وكلف بوش وزير خارجيته كولن باول والمبعوث الاميركي جون وولف التحدث الى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر ان باول وولف قالا للفلسطينيين ان عليهم "التحرك الان على صعيد المسائل الامنية".

ويبدو ان الجهود الاميركية بدأت تعطي نتائج. فقد اعلن مسؤول فلسطيني كبير ان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس سيوجه انذارا لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لحثه على اتخاذ اجراءات ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته مساء الاربعاء ان "ابو مازن سيقدم الى عرفات والقيادة الفلسطينية اربعة مطالب".

واوضح ان عباس يريد اولا ان يدعم عرفات واللجنة المركزية لحركة فتح خطيا تحرك السلطة الفلسطينية ضد حماس والجهاد. ويتوجب على عرفات بعد ذلك دعم الاجراءات المتخذة لتفكيك الجناحين العسكريين لهاتين الحركتين. كما يتوجب عليه ايضا السماح باتخاذ اجراءات مباشرة ضد الحركتين مثل منعهما من التحدث الى وسائل الاعلام ووقف تموليهما وقمع المنظمات التابعة لهما. واخيرا، يريد رئيس الوزراء الفلسطيني من عرفات ان يجمع جميع الاجهزة الامنية الفلسطينية تحت سلطة وزارة الداخلية فقط.

واعلن مصدر في الشرطة الفلسطينية ان الشرطة منعت الاربعاء اعضاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي من التحدث الى وسائل الاعلام.

وقال المصدر "يحظر على اي شخص من حماس او الجهاد الاسلامي من اعطاء مقابلات الى وسائل الاعلام مباشرة او عبر الهاتف" موضحا ان الحظر يشمل الصحافة المكتوبة والتلفزيون والاذاعة. واضاف ان "اي خرق لهذا المنع سيعاقب عليه بموجب القانون".

وكثف باول الاتصالات الهاتفية يومي الثلاثاء والاربعاء بعد الاعتداء على مقر الامم المتحدة في بغداد والعملية الانتحارية في القدس واجرى محادثات خصوصا مع شارون ونظرائه الاسرائيلي سيلفان شالوم والفرنسي دومينيك دوفيلبان والبريطاني جاك سترو والالماني يوشكا فيشر والايطالي فرانكو فراتيني. واجرت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي اتصالات مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين على ما ذكر البيت الابيض.

جون وولف في اسرائيل في محاولة لانقاذ "خارطة الطريق"

وافادت سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل ان الموفد الاميركي جون وولف وصل الى اسرائيل في محاولة لانقاذ "خارطة الطريق" بعد العملية الانتحارية التي شهدتها القدس.

واجتمع الدبلوماسي الاميركي الكبير بعيد وصوله مع دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وسفير الولايات المتحدة في تل ابيب دان كورتزر. واوضح المصدر ذاته ان وولف الذي كلفه الرئيس الاميركي جورج بوش الاشراف على تطبيق خطة السلام الدولية هذه لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني باشر زيارة غير محدودة زمنيا.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان وولف الذي يقوم بزيارات مكوكية بين واشنطن والشرق الاوسط منذ تعيينه قبل شهرين، سيلتقي ايضا مسؤولين فلسطينيين من دون ان تعطي اي تفاصيل اضافية.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات