المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اسرائيل تنتظر باول، الذي يصلها نهاية الاسبوع، بـ "رزمة من التوضيحات والاشتراطات" (وهناك من يؤكد انها "تعجيزات"!) تتعلق بـ "خارطة الطريق" وبآليات تطبيقها على الأرض. وسيوضح رئيس حكومتها، ارئيل شارون، لوزير الخارجية الامريكي، ان على الولايات المتحدة ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لكي تتخذ اجراءات حقيقية ضد <<الارهاب>>، "مثلما تضغط على سوريا" لتوقف دعمها لهذا النشاط.هذا ما قالته، الاربعاء (7/5)، مصادر سياسية في القدس الغربية (هآرتس 8/5)، عشية وصول باول الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية، في نهاية الاسبوع الجاري.

وترمي زيارة باول القريبة الى تأكيد استئناف الدور الامريكي في حل الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، مع نشر "خارطة الطريق". وهناك في اسرائيل والسلطة الفلسطينية من يرى ان لقاء باول مع رئيس الحكومة الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن) <<سيشكل تجسيدًا للدعم الامريكي للحكومة الجديدة في السلطة الفلسطينية>>.

ومن المنتظر ان يقوم رئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، بزيارة الى الولايات المتحدة، في نهاية الشهر الجاري، يبحث خلالها مع الرئيس جورج بوش، سبل تطبيق "خارطة الطريق" واحتمالات دفع عجلة التسوية السياسية في المنطقة الى امام، في ضوء نتائج الحرب على العراق، والتغييرات في القيادة الفلسطينية. وسيزور مدير مكتب رئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، واشنطن في الاسبوعين القادمين لاجراء الترتيبات اللازمة لهذه لزيارة شارون وللبحث في التحفظات والملاحظات الاسرائيلية على "خارطة الطريق".

في هذه الاثناء، لا يزال اللقاء المرتقب بين شارون و "ابو مازن" يتأجل الى موعد غير مسمّى. وطبقاً لمصادر سياسية في القدس الغربية، فان مكتبي رئيسي الحكومتين قد شرعا في اعمال التنسيق الفنية لترتيب اللقاء، "لكن الفلسطينيين – بحسب "هآرتس" - ليسوا متعجلين في تحديد موعده. "ابو مازن لا يريد الاستعراضات، انه يريد الاستعداد بصورة جيدة"، قالت المصادر السياسية الاسرائيلية للصحيفة.

<<ستكون معادلة "الأمن مقابل بوادر حسن النية" في صلب محادثات باول مع قادة اسرائيل والسلطة الفلسطينية>>، تقول المحافل السياسية الاسرائيلية. وسيطالب باول الفلسطينيين بمحاربة <<الارهاب>>، فيما سيطالب اسرائيل باعتماد بعض الخطوات التي من شأنها <<مساعدة حكومة ابي مازن على تثبيت أقدامها وتعزيز الأمن>>.

وكانت اسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة استعدادها للقيام بسلسلة من <<التسهيلات، <<الاقتصادية والانسانية>>، والانسحاب من مناطق يتولى الفلسطينيون المسؤولية عن حفظ الأمن فيها، ويقومون بخطوات عملية ضد التنظيمات الفلسطينية المسلحة. لكن اسرائيل تطالب السلطة الفلسطينية، أولا، بالكشف عن نواياها وبرامجها في ما يتعلق بهذه التنظيمات، وبأن <<تثبت جديتها في هذا الموضوع>>.

وتشير المصادر الاسرائيلية الى وجود خلافات في الوسط السياسي حول ما اذا كان يتعين على اسرائيل ان تبدأ هي اولا بتقديم بعض الخطوات كبادرة لحسن النية، ام تشترط ذلك بخطوات عملية من جانب السلطة الفلسطينية في مجال <<محاربة الارهاب>>. فقد أوصى الموظفون المهنيون في وزارة الخارجية الاسرائيلية امام الوزير سيلفان شالوم، بالمبادرة الى خطوات اسرائيلية أولية، ولو حتى بدون مقابل فلسطيني، شريطة ان لا تنطوي على المس بالأمن الاسرائيلي كما يقولون. اما قادة الجيش فيعارضون ذلك.

ويتمحور التخوف الاسرائيلي الأساسي في قبول الولايات المتحدة بالصيغة التي تطرحها السلطة الفلسطينية، والتي تتحدث عن "هدنة"، أو اتفاق بين السلطة والتنظيمات <<الراديكالية>> حول وقف لاطلاق النار، ومطالبة اسرائيل بتنفيذ انسحابات وخطوات أخرى من دون ان يتخذ ابو مازن وحكومته خطوات فعلية حقيقية للقضاء على البنى التحتية لهذه التنظيمات في الاراضي الفلسطينية. وسيؤكد المسؤولون الاسرائيليون في محادثاتهم مع باول على انه لا ينبغي اجراء <<تخفيضات>> للسلطة الفلسطينية وعلى انه ينبغي الضغط عليها لكي تتخذ اجراءات جدية وصارمة من اجل حل التنظيمات <<الارهابية>>.

ومن المقرر ان يصل باول الى اسرائيل مساء السبت (10/5). وسيلتقي، حال وصوله، مع وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم. وفي اليوم التالي، سيلتقي مع وزير الدفاع، شاؤول موفاز، والرئيس الاسرائيلي، موشي قصاب، ورئيس الحكومة، ارئيل شارون. ومن ثم يتوجه باول الى رام الله للالتقاء مع "ابو مازن" وقياديين فلسطينيين آخرين، على ان يعود في المساء الى القدس الغربية، التي قد يعقد فيها جلسة ثانية مع رئيس الحكومة شارون وأخرى مع وزير الخارجية شالوم. بعد ذلك يقوم باول بجولة في المنطقة تشمل مصر والاردن والسعودية، لتجنيد دعم قادتها لتحرك السياسي الجديد ومساعدتهم العملية في تطبيق "خارطة الطريق". ومن الشرق الاوسط سيتوجه باول الى جولة اوروبية.

ويرافق باول في جولته الشرق أوسطية هذه ريتشارد أردمان، موظف وزارة الخارجية الامريكية الذي يركز الطاقم الخاص لمراقبة تنفيذ "خارطة الطرق".

وكانت اسرائيل قدمت الى الولايات المتحدة وثيقة ضمنتها شروطها للموافقة على تفعيل طاقم المراقبة: ان يكون الطاقم أمريكياً، ان تكون صلاحياته محددة ومتفقاً عليها مسبقاً، وان تتركز أعمال المراقبة على الجانب الفلسطيني وحربه ضد التنظيمات <<الراديكالية>>.

وقدرت مصادر سياسية اسرائيلية ان يكون طاقم المراقبة بتركيبة مقلصة في البداية، ثم يتم توسيعها تدريجياً. ولم تقرر الادارة الامريكية، بعد، هوية المبعوث الدائم الذي سيقف على رأس هذا الطاقم، لكن علمت "هآرتس" ان أردمان سيمكث في المنطقة اسبوعًا آخر، سوية مع ديفيد ساترفيلد، موظف وزارة الخارجية الذي يتولى تركيز المحادثات حول "خارطة الطريق".

واشارت المصادر السياسية الاسرائيلية الى ان باول قد يطرح في القدس الغربية، ايضًا، مطلب ازالة <<المستمسكات الاستيطانية غير القانونية>>، التي اقيمت في الاراضي الفلسطينية خلال السنتين الأخيرتين.

وكان موظفون رفيعو المستوى في الادارة الامريكية طرحوا هذا الموضوع في المحادثات التي أجروها في البيت الابيض قبل اسبوعين مع مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، دوف فايسغلاس، وطاقمه.

وتشير تقديرات المصادر السياسية الاسرائيلية الى ان هذا الموضوع سيطرح "على نار هادئة" في المرحلة الاولى، على ان يطرح بحدة أكبر فقط بعد اتخاذ السلطة الفلسطينية <<اجراءات عملية ضد الارهاب>>.

ونفى ديوان شارون ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن انه معني بعرقلة التقدم السياسي، ولذلك سيحجم عن اطلاق بوادر حسن نية وعن التوصل الى تفاهمات مع باول، وانه سينتظر محاداثاته مع بوش. مصدر في ديوان شارون قال: "هذا هراء، لأن هدف اسرائيل هو ذهاب رئيس الحكومة الى واشنطن وفي جعبته تقدم وانجازات، لا عراقيل".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات