يبدو ان الظروف المطلوبة لعقد لقاء قمة بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون <لم تنضج بعد>. وبموجب <صوت اسرائيل> (السبت 8 آذار) فقد قرر مبارك التراجع عن دعوة ذكرت الانباء مؤخرًا – بعد تشكيل حكومة شارون الثانية – انه ارسلها الى شارون للقاء به في شرم الشيخ، للتباحث في سبل تحريك الجمود القاتل على المسار الاسرائيلي – الفلسطيني الدامي، والتوجه نحو فصل التفاوض الرسمي بين الطرفين.ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزير الخارجية المصري احمد ماهر قوله في تصريحات صحفية <ان الظروف للقاء لم تنضج بعد>، وأن الامر متعلق بما تقوم به اسرائيل على الساحة الفلسطينية. واشار ماهر الى ان حكومة اسرائيل أدلت حتى الان بتصريحات <لا تؤدي الى السلام>.
ويشار الى ان الرئيس مبارك رفض، منذ انتخاب ارئيل شارون رئيساً للحكومة للمرة الاولى، التقاءه. وتم تكليف رئيسي المخابرات المصرية والاسرائيلية عمر سليمان وافرايم هليفي رئيس الموساد السابق بتنسيق الاتصالات بين البلدين.
ويعود الرفض الرئاسي المصري التقاء شارون الى العنف الدموي المتواصل ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، بما في ذلك سياسة هدم البيوت والاغتيالات.
وتقول المصادر الاسرائيلية ان التصعيد الاسرائيلي الاخير وعمليات القتل بالجملة التي ينفذها الجيش الاسرائيلي قد تكون سبباً في الغاء اللقاء.
وبعد الانتخابات الاسرائيلية التي جرت في يناير الماضي قرر الرئيس مبارك تغيير توجهه ضمن مساعيه لوضع مصر كطرف مركزي في العملية السياسية. ومباشرة بعد الانتخابات اتصل هاتفياً بشارون لتهنئته بالفوز، واتفق الاثنان على اللقاء بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلة الجديدة. <الان، وبعد أن فاز شارون في الانتخابات، اجد انه من المناسب اقامة اتصال معه ومجابهته بطريقة مختلفة>، قال مبارك في مطلع فبراير لصحيفة <الجمهورية>، مشيرًا الى انه دعا شارون للقاءٍ اول في شرم الشيخ بعد ان يستكمل تشكيل حكومته.
* تنيت تباحث مع قادة المنطقة حول العراق
من ناحية اخرى، افادت مصادر صحفية اسرائيلية ان رئيس <سي آي ايه> جورج تنيت التقي يوم الخميس الماضي مع عدد من قادة المنطقة وزار عدداً من العواصم فيها. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان محادثات تنيت دارت حول الحرب القريبة في العراق.
ووصل تنيت الى اسرائيل في زيارة قصيرة اجتمع خلالها مع شرون وقادة الاجهزة الامنية فيها. وليس من الواضح ما اذا كان تنيت قد اجتمع مع قياديين في السلطة الفلسطينية.
* السلطة تندد باغتيال المقادمة
على الصعيد الأمني، تواصل حكومة شارون ارتكاب المزيد من جرائمها في الاراضي الفلسطينية، والتي كانت الاخيرة فيها اعتيال عدد من ناشطي المقاومة الاسلامية في غزة بصاروخ اطلق من طائرة عمودية (السبت 8 آذار).
وعقب الناطق الرسمي الفلسطيني على الجريمة ببيان جاء فيه إن القيادة الفلسطينية تعبر عن عميق استنكارها وغضبها على هذه الجريمة الإسرائيلية، حيث قصفت مروحيات الأباتشي بالصواريخ في الساعة الثامنة من صباح السبت 8/3 سيارة مدنية وهي تنقل سبعة مواطنين في أحد شوارع مدينة غزة، وقد أصابت الصواريخ السيارة إصابات مباشرة، مما أدى إلى استشهاد أربعة من ركاب السيارة وجرح الثلاثة الباقين وأصابتهم خطيرة.
<<إن جريمة الاغتيال الآثمة التي أقدمت عليها حكومة إسرائيل ضد مواطنينا إنما تعبر عن الطبيعة العدوانية والعنصرية، والتي لن تجلب الأمن للإسرائيليين على الإطلاق.
<<إن القيادة التي بذلت وتبذل كل الجهود من أجل التهدئة ووقف إراقة الدماء، لا تلقى من حكومة إسرائيل وجيش احتلالها غير التصعيد والاغتيال واقتراف الجرائم اليومية والمدانة بحق المواطنين الفلسطينيين.
<<إن القيادة تدعو المجتمع الدولي إلى كبح جماح هذا التصعيد الإسرائيلي الشامل ووقف جرائم الاغتيال التي تهدد كافة الجهود التي نبذلها والمجتمع الدولي لوضع حد للتصعيد وإراقة الدماء واحترام اتفاق السلام الذي تصر هذه العناصر المتطرفة في إسرائيل على تدميره بهذا التصعيد العسكري والاستيطاني والتطرف ضد جماهير وأرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية.>>
* اسرائيل تعترف بانها قتلت المسؤول العسكري لحماس
من جانبها اعترفت اسرائيل بانها قتلت صباح المسؤول العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ابراهيم المقادمة وثلاثة من مرافقيه في غارة للمروحيات في غزة. واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية في بيان لها ان <<ابراهيم المقادمة كان احد مؤسسي حماس واحد قادة الجناح العسكري لهذه المنظمة، وكان يعتبر احد اكثر المتشددين في حماس>>.
واضاف البيان <<لقد كان احد الشخصيات الاساسية في "حماس" المسؤولة عن تنظيم واعداد وتنفيذ عمليات عسكرية لحماس في قطاع غزة>>.
من جهته اكد معلق عسكري في اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اغتيال المقادمة يشير الى <<تصعيد جديد في الحملة التي يخوضها الجيش الاسرائيلي بحيث ان قادة حماس الذين يتحملون مسؤوليات سياسية اصبحوا مستهدفين وليس فقط قادة الجناح المسلح للمنظمة>>.
ودعا عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حركة المقاومة الاسلامية كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، <<الى توجيه بنادقهم الى قادة سياسيين وبرلمانيين واحزاب واعضاء في الحكومة الاسرائيلية>> انتقاما لمقتل المقادمة.
وكان المقادمة المسؤول العسكري لحماس في كل الاراضي الفلسطينية كما اعلن مسؤولون فلسطينيون وقتل صباح السبت 8 آذار مع ثلاثة من مرافقيه في غارة للمروحيات الاسرائيلية التي اطلقت صواريخ على سيارته.
* حماس تهدد بقتل نواب ووزراء اسرائيليين
وفي غزة اعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) <<ان كافة الخيارات العسكرية مفتوحة وعلى راسها استهداف القادة السياسيين>> في اسرائيل، اثر مقتل المسؤول العسكري لحماس ابراهيم المقادمة.
وجاء في بيان للكتائب منه <<اننا ندعو خلايانا في الخليل ونابلس وجنين ورام الله وبيت لحم وغزة ورفح وخان يونس وجباليا وفي كل شبر من ارضنا المحتلة للاعداد والتخطيط المنظم لضرب الاحتلال في مقتل، كما تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام لكافة خلاياها ان جميع الخيارات العسكرية مفتوحة امامهم وعلى راسها استهداف القادة السياسيين اليهود>>.
وقال البيان <<ان كتائب الشهيد عز القسام اذ تحتسب عند الله الدكتور القائد السياسي البارز ابراهيم المقادمة ومرافقيه لتدعو جميع الخلايا العسكرية للرد بشدة في عمق الكيان المسخ واستهداف كل شبر من ارضنا يقف عليها مغتصب يهودى>>. واضاف <<ستعلم حكومة الارهاب شارون حجم الكارثة التي جلبتها لها باغتيال القائد السياسي والمفكر الكبير (المقادمة) ومرافقيه>>.
وتابع البيان ان قوات الاحتلال <<تستهدف القادة السياسيين>>. واكد <<ان كتائب الشهيد عز الدين القسام اذ تحتسب عند الله تعالى القائد والمفكر الكبير عضو القيادة السياسية لحركتنا الراشدة حركة المقاومة الاسلامية حماس وعلم من اعلام جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، انه القائد السياسي البارز الشهيد الدكتور ابراهيم احمد المقادمة ومرافقيه الشهيد خالد حسن جمعه والشهيد علاء محمد الشكرى والشهيد عبد الرحمن زهير العامودى>>.
ودعا عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، <<الى توجيه بنادقهم الى قادة سياسيين وبرلمانيين واحزاب واعضاء في الحكومة الاسرائيلية>> انتقاما لمقتل المقادمة. وقال الرنتيسي <<بما ان القتلة من اليهود يستهدفون القيادة السياسية.. فعلى كتائب القسام ان تضع في دائرة استهدافها وتوجه بنادقها الى القيادة السياسية اليهودية التي تعلن الحرب على الاسلام، بما فيها اعضاء في الكنيست والاحزاب والقيادة السياسية الحكومية في اسرائيل وجميعهم قتلة>>.
وفي وقت سابق توعدت حماس بلسان احد قادتها اسماعيل هنية بالانتقام لمقتل مسؤولها العسكري. وقال هنية <<ان هذا الاغتيال فتح بوابة واسعة من الصراع مع هذا العدو الصهيوني الذي تجاوز اخر الخطوط الحمراء وبالتاكيد سترد عليه حركة حماس بالافعال لا بالاقوال>>.
* إسرائيل ستتخذ تدابير صارمة اثر الهجوم على مستوطنتين
وفي تل ابيب اعلن المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية آفي بازنير لوكالة فرانس برس ان اسرائيل ستتخذ "تدابير صارمة" اثر الهجومين المتزامنين (الجمعة 7 آذار) على مستوطنتين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق الاسرائيلي:<<نلاحظ في الايام الاخيرة نشاطا من قبل منظمات "ارهابية" لتكثيف هجماتها>>، في اشارة الى العملية الانتحارية التي نفذت الاربعاء 5 آذار في حيفا (شمال اسرائيل) وقتل فيها 15 شخصا إضافة الى منفذها.
واضاف بازنر <<ان ذلك سيقودنا الى اتخاذ تدابير اكثر تشددا لمكافحة هذه المنظمات وهذه الافة>>.
وتابع <<اننا نشعر بالمرارة من حصول هذا الهجوم المزدوج وبالتحديد يوم السبت المقدس لدى اليهود. انه حادث خطير للغاية استهدف مدنيين ابرياء>>.
وكانت حصيلة جديدة اعلنها مصدر عسكري اسرائيلي اشارت الى ان اسرائيليين قتلا مساء الجمعة في هجومين على مستوطنتين يهوديتين قرب الخليل بجنوب الضفة الغربية نفذهما اربعة فلسطينين قتلوا جميعاً بدورهم برصاص القوات الاسرائيلية.
واضاف المصدر نفسه ان الاسرائييين قتلا في الهجوم على مستوطنة <كريات اربع> القائمة على اراضي الخليل في جنوب الضفة الغربية بيد فلسطينيين مسلحين نجحا في التسلل وقتلا بدورهما.
وقال ان احد العنصرين المهاجمين كان يحمل حزامًا من المتفجرات لم يفجره وان خبراء المتفجرات في الجيش عملوا على تعطيله.
اما احد الفلسطينيين المسلحين الاخرين اللذين قتلا بينما كانا يحاولان التسلل في وقت متزامن تقريبا الى مستوطنة <نهال نيغوهوت> في القطاع نفسه، فكان يحمل ايضا حزاما من المتفجرات، على حد ما اضاف المصدر ذاته.