تعارض اسرائيل مبادرة الادارة الامريكية لعقد مؤتمر قمة دولي في شرم الشيخ، يوم الاربعاء المقبل، الرابع من حزيران القادم، باشتراك الرئيس الامريكي، جورج بوش، ورئيس حكومة اسرائيل، ارئيل شارون، ورئيس الحكومة الفلسطينية، محمود عباس (ابو مازن)، ورؤساء دول عربية اخرى.
وقالت مصادر سياسية في القدس الغربية ان شارون سيوافق على المشاركة، "إن وافق أصلا"، فقط في مؤتمر مصغر، وليس في لقاء دولي موسع تشارك فيه عناصر دولية، مثل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. واضافت هذه المصادر ان اسرائيل تفضل، ايضا، ان يعقد مثل هذا اللقاء المصغر في مدينة العقبة (الاردن)، وليس في مصر (شرم الشيخ). ويبدو ان شارون سيقبل بالمشاركة في مؤتمر يعقد تحت رعاية الرئيس الامريكي وبرئاسته، ويشارك فيه ايضا ابو مازن والملك الاردني، عبدالله الثاني، والرئيس المصري، حسني مبارك، ويتم خلاله الاعلان عن البدء بتطبيق "خارطة الطريق".
ورغم ان البيت الابيض لم يعلن، رسميا، عن النية في عقد هذا المؤتمر، بعد، الا ان الرئيس بوش قال في تصريحات صحفية (23/5): "اذا كان هذا اللقاء سيدفع الاطراف الى التقدم في اتجاه اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب، بسلام، فسأنظر جديا في عقد لقاء كهذا".
وقد جاء قرار عقد مؤتمر دولي برئاسة بوش في اعقاب ما شهدته نهاية الاسبوع الأخير من اتصالات دبلوماسية ومبادرات دعم متبادلة بين الولايات المتحدة واسرائيل.
وكانت الخطوة الأكثر اهمية بالنسبة الى اسرائيل، هي البيان المشترك الذي اصدره وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، ومستشارة الأمن القومي، كوندوليسا رايس، صباح يوم الجمعة الأخير (23/5)، والذي عبرت الولايات المتحدة فيه عن تعاملها الجدي مع الملاحظات والتحفظات الاسرائيلية على "خارطة الطريق"، كما قُدّمت اليها.
وجاء في البيان المشترك ان "الولايات المتحدة تتفق مع اسرائيل على ان هذه التحفظات تشكل مصدر قلق حقيقي لها، ولذا فهي تنوي بحثها بصورة جدية ومعمقة خلال تطبيق خارطة الطريق، من اجل تحقيق تصور الرئيس بوش كما عبر عنه يوم 24 حزيران الماضي".
وكجزء من التفاهمات التي تم التوصل اليها بين الولايات المتحدة واسرائيل، خلال المحادثات التي اجراها في واشنطن مدير مكتب شارون، دوف فايسغلاس، اصدر مكتب شارون بيانا اكد فيه قبول اسرائيل بـ "خارطة الطريق" وانها ستطرح في جلسة الحكومة لاقرارها. وقد وصف بوش بيان مكتب شارون هذا بأنه "تطور ايجابي"، الأمر الذي مهّد الطريق للتباحث بشأن عقد المؤتمر الدولي.
ومن المتوقع ان يقود اقرار "خارطة الطريق" في الحكومة الاسرائيلية الى لقاء آخر، هذا الاسبوع، بين رئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، ونظيره الفلسطيني، محمود عباس، ومن ثم الى عقد المؤتمر الدولي المذكور.
ويذكر ان "خارطة الطريق" تشمل ثلاث مراحل اساسية: المرحلة الاولى - ويتم فيها تطبيق وقف لاطلاق النار واصدار بيانات متبادلة تتعهد بـ "وقف العنف والتحريض"، من كلا الجانبين.
وفي اطار المرحلة الاولى، ايضا، طولبت السلطة الفلسطينية بتعيين رئيس للحكومة الفلسطينية، بينما يفترض ان تسحب اسرائيل جيشها الى مواقعه الحالية الى المواقع التي كان فيها قبل الانتفاضة الثانية، مع تحقيق تحسن في الاوضاع الأمنية الفلسطينية، واخلاء المستمسكات والبؤر الاستيطانية التي اقيمت ابان فترة حكومة شارون.
اما المرحلة الثانية، والتي يفترض ان تتم حتى نهاية العام الجاري 2003، فتشمل اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، واجراء انتخابات عامة في مناطق السلطة الفلسطينية.
وتشمل المرحلة الثالثة، التي يفترض تنفيذها خلال العامين 2004 و 2005، عقد مؤتمر دولي ثان للبحث في قضايا الحل النهائي والدائم، بما فيها قضية اللاجئين وقضية القدس وانجاز هدف اقامة دولتين مستقلتين متجاورتين: اسرائيل وفلسطين.
وعقبت مصادر فلسطينية رسمية على تصريحات بوش وشارون المذكورة بايجابية، لكن بنوع من التحفظ والتشكك. اما حركة "حماس"، فقد عبر قادتها في نهاية الاسبوع الأخير، بشكل علني للمرة الأولى منذ اقامة الحركة في العام 1987، عن قبولهم باعلان وقف مؤقت لاطلاق النار (هدنة)، تشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية ضد اهداف مدنية اسرائيلية، مع التأكيد على ان العمليات ضد المستوطنين والجنود لن تتوقف.