طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" بفتح تحقيق حول مقتل الصحافي البريطاني المستقل جيمس ميلر مساء الجمعة 2/5 في رفح جنوب قطاع غزة برصاص جنود اسرائيليين.واصيب جيمس ميلر (35 عاما) عندما كان واقفا اثناء قيام مصوره الفلسطيني بتصويره في رفح قرب الحدود المصرية، عندما حصل تبادل لاطلاق النار، كما افاد شهود فلسطينيون.
وفي بيان وزع السبت 3/5 في باريس اعتبر امين عام منظمة "مراسلون بلا حدود" روبير مينار "لقد صدمنا بمقتل جيمس ميلر الذي وقع عشية الثالث من ايار، اليوم العالمي لحرية الصحافة".
وقال مينار "اننا نطالب السلطات الاسرائيلية بفتح تحقيق والاعلان عن نتائجه".
واضاف "ينبغي الا يفلت المسؤولون عن مقتل الصحافي من العقوبة اذا تبين انهم ارتكبوا خطا"، واوضح ان "جيمس ميلر هو الصحافي الثاني الذي يقتل برصاص اسرائيلي خلال 2003 والخامس منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول 2000".
ضابط اسرائيلي: نيران فلسطينية قد تكون قتلت الصحافي البريطاني جيمس ميلر
واعرب متحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن "اسفه" لمقتل الصحافي الا انه اشار الى ان ميلر "خاطر كثيرا بتواجده في منطقة تشهد معارك".
وادعى الكولونيل افي ليفي مساعد قائد المنطقة العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة ان الصحافي البريطاني المستقل جيمس ميلر "ربما سقط برصاص الفلسطينيين".
وادعى في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية العامة "لقد تبين ان الصحافي اصيب في كتفه الايمن من الخلف فيما كان في مواجهة دبابة اسرائيلية.. ولا يمكن استبعاد ان يكون سقط بنيران الفلسطينيين".
وتابع: "خلال المعارك سمع جنودنا استغاثة باللغة الانكليزية وعثروا على الصحافي وعملوا على اسعافه" مشيرا الى ان "الظلام كان يخيم عندما وقع الاشتباك" وقال "نحن نواصل التحقيقات". وكان مصدر طبي وشهود فلسطينيون افادوا ان الصحافي البريطاني اصيب برصاص الجيش الاسرائيلي في رفح بينما كان يصور تدمير الجيش منزل فلسطيني قرب الشريط الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة.
مراسلون بلا حدود: حرب العراق كانت "حربا دموية" بالنسبة للصحافيين
واعتبر الامين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" روبير مينار ان الحرب على العراق كانت "نسبيا اكثر دموية بالنسبة للصحافيين منها لجنود القوات الاميركية والبريطانية". واتهم مينار قائلا "هذا يعني انه حصل ما هو اكثر من مخاطر المهنة". ورأى المسؤول في المنظمة الدولية للدفاع عن الصحافيين "عندما نرى دبابة اميركية (تطلق النار) على فندق فلسطين (في بغداد حيث يقيم الصحافيون الدوليون) فهذه ليست مخاطر المهنة، عندما قصف الاميركيون مقر قناة الجزيرة (الفضائية القطرية) فهذه جرائم حرب".
وقال مينار ان الاميركيين "انتهكوا اتفاقيات جنيف" التي تعتبر الصحافيين مدنيين ولا يمكن ان يكونوا هدفا، مذكرا بان "مراسلون بلا حدود" طلبت تشكيل لجنة تحقيق مع لجنة لمتابعة تطبيق هذه الاتفاقيات الدولية. وحذر قائلا "ليس المقصود وضع الولايات المتحدة، وهي ديموقراطية عريقة، في صف واحد مع نظام صدام حسين الذي اعدم 500 صحافي ومثقف بين 1979 و2003".
وبحسب حصيلة نشرتها "مراسلون بلا حدود" السبت 3/5 بمناسبة الذكرى الـ 13 "لليوم العالمي لحرية الصحافة"، فان الحرب على العراق كلفت حياة تسعة صحافيين اجانب وعراقيا يعمل لحساب بي بي سي. من جهة اخرى، اصيب عشرة صحافيين، ثمانية اجانب وعراقيان، بجروح خلال الاعمال الحربية. واعتبر في عداد المفقودين منذ 22 اذار في منطقة البصرة (جنوب العراق) اثنان اخران، الفرنسي فريد نيراك والاردني حسين عثمان من شبكة "آي تي ان" التلفزيونية البريطانية. وقام بتغطية وقائع الحرب على العراق ما بين 2500 و3000 صحافي بالاجمال، كما قال مينار.
وفي معرض تحديث الحصيلة التي وضعتها حول حرية الصحافة للعام 2003، اشارت "مراسلون بلا حدود" الى ان 17 صحافيا قتلوا منذ كانون الثاني اثناء ممارسة مهنتهم او بسبب ارائهم، قضى اكثر من نصفهم في الحرب على العراق. وفي 30 نيسان، سجن 128 صحافيا بسبب ارائهم في كافة ارجاء العالم، وان "ابرز السجون" هي كوبا (30 صحافيا معتقلا) واريتريا (18) وبورما (15) والصين (11) وايران (10).
واشارت حصيلة العام 2002 التي نشرتها منظمة "مراسلون بلا حدود" هذا الاسبوع الى ان 25 صحافيا قضوا اثناء ممارسة مهنتهم او بسبب ارائهم في العام 2002 في العالم واودع 121 السجن في 31 كانون الاول الماضي.