رئيس الوزراء ارئيل شارون واليمين "لا مصلحة لهما اطلاقا في وضع حد للنزاع مع الفلسطينيين"، كما يقول احد ناشطي "الورقة الخضراء" * "انهم يحتجزون الشعب رهينة، في حين اننا على قناعة بأنه في وسعنا العيش جميعا بصورة طبيعية من جديد". * الهدف الرئيسي الذي تم تأسيس الحزب من أجله، وهو استصدار تشريع يبيح المخدرات الخفيفة (الماريحوانا)، بات ثانويا فى برنامج الحزب الان... / تقرير: وكالة الصحافة الفرنسية من تل ابيب
تل ابيب: ا ف. ب - جان مارك موجون:
من المحتمل ان يستقبل البرلمان الاسرائيلي قريبا بين صفوفه حزب "الورقة الخضراء" الذي يدعو الى تشريع استهلاك القنب الهندي، وهو الاكثر رواجا بين التشكيلات الصغرى والخارجة عن المألوف احيانا التي ستتنافس على الفوز باصوات الاحتجاج خلال الانتخابات التشريعية في 28 كانون الثاني الجاري.
على وقع موسيقى شبابية، يرقص حشد من الشبان تحت شمس ساطعة في منتزه في شارع شنكين (تل ابيب). فالتجمعات الانتخابية التي ينظمها حزب "الورقة الخضراء" بعيدة كل البعد عن اجواء المناقشات السياسية الحادة التي هيمنت على الحملات الانتخابية للاحزاب الرئيسية.
ويعتمد هذا الحزب على ناخبين عانوا من الانتفاضة والازمة الاقتصادية وبلبلتهم فضائح الفساد التي لطخت الحملة الانتخابية. وهو يأمل في الحصول على الخمسين الف صوت الضرورية لدخول البرلمان، مستفيدا من نظام اللائحة النسبية الواحدة (لكل حزب على المستوى الوطني) المعتمد في الانتخابات الاسرائيلية.
وتساور الآمال ذاتها لوائح صغرى اخرى، من دون ان تحظى بفرص كبيرة للوصول الى الكنيست. وبين هذه التشكيلات حزب حقوق الرجل في العائلة الداعي الى تعزيز حقوق الاب في الخلافات المرتبطة بحق حراسة الاولاد، وحزب اسرائيل اخرى الذي يتزعمه طالب في السادسة والعشرين من العمر، والذي يدعو الى اقالة السياسيين وتعيين باحثين وجامعيين محلهم.
ويوضح دان بيليد وهو طالب في الثالثة والعشرين من العمر وناشط في "الورقة الخضراء" منذ انشائه قبل اربع سنوات ان رئيس الوزراء ارئيل شارون واليمين "لا مصلحة لهما اطلاقا في وضع حد للنزاع مع الفلسطينيين". واضاف الشاب وهو من مدخني الحشيشة "انهم يحتجزون الشعب رهينة، في حين اننا على قناعة بأنه في وسعنا العيش جميعا بصورة طبيعية من جديد".
وهو يوضح ان الهدف الرئيسي الذي تم تأسيس الحزب من أجله، وهو استصدار تشريع يبيح المخدرات الخفيفة، بات ثانويا فى برنامج الحزب الان.
ويستقطب حزب الورقة الخضراء اصوات الشبان القادمين من اليسار التقليدي والخضر، اذ يدافع عن البيئة وحقوق مثليي الجنس ويناصر الحركة المناهضة للعولمة. وحاولت الاحزاب التقليدية الاسرائيلية الطعن في هذا الحزب، فنعتته بحزب المدمنين على المخدرات، غير ان برنامجه التقدمي والبراغماتي حصد له تأييدا متزايدا.
وتعبر تسيبي ريختر (54 عاما) جالسة على احد مقاعد حديقة شنكين عن قلقها لاحتمال ان تتمكن "عصابة من مشعثي الشعر" يرقصون تحت لافتة طبعت عليها ورقة قنب هندي، من لعب دور في الحياة السياسية. وتقول مستنكرة "اننا بحاجة الى شيء ذي مغزى يبدل الوضع الحالي، وهؤلاء لا يفكرون سوى في تناول المخدرات".
واضافت "اود ان ارى كم من هؤلاء الشبان سيصوتون للورقة الخضراء حين تنفجر قنبلة وسط احدى حفلاتهم".
غير ان المسألة الامنية تحتل حيزا مهما في برنامج الحزب. ويوصي "الورقة الخضراء" بهذا الصدد بانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة.
ويعلن زعيم الحزب بوعز فاختل (44 عاما) استعداده لهز الطبقة السياسية، آخذا عليها استمرار حال الحرب في اسرائيل. وهذا الرجل الطويل الشعر والذي يرتدي قميصا قطنيا وحذاء رياضيا يحمل شهادات اكاديمية عالية. وقد عمل اربع سنوات مساعدا للملحق العسكري الاسرائيلي في واشنطن. يقول "لسنا سياسيين، بل ناشطين ارغموا على دخول ميدان السياسة لطرح مشكلات مهمة اهملت لفترة طويلة جدا".
ويعطي احد ناشطي الحزب، الذي يقوم بتوزيع منشورات، تبريرا مدهشا لرغبته في اباحة القنب الهندي، مؤكدا ان ذلك يشكل سلاحا ضد حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من سوريا وايران وهو العدو اللدود لاسرائيل.
ويوضح ان "نصف المخدرات الخفيفة في اسرائيل تأتي من سهل البقاع في لبنان. وان شرعت اسرائيل القنب الهندي، فهذا سيضرب السوق السوداء وبالتالي مصدر تمويل حزب الله الذي يسيطر على هذه المنطقة".