بعد الهزيمة، وفي إطار التلخيصات الانتخابية التي جرت في هيئات "ميرتس"، إعترفتُ بخطإٍ: لم أتنكر مسبقًا لياسر عرفات كشريك في المفاوضات. وحاولتُ أن أوضح السبب: لأنني التزمتُ بمبدأ أن كل شعب يختار ممثليه ولا حق للشعب الآخر بالتدخل: هم لا يلغون ممثلينا ونحن لا نلغي ممثليهم؛ ولأنني لم أرغب في اللعب في ساحة شارون، الذي يخطط منذ البداية لتجميد كل خطوة سياسية، بمساعدة عرفات وتضليلاته.لا شك لديّ، في أن الإنطباع عن علاقتنا بعرفات هو الذي ألحق بنا هذه النتائج في الانتخابات. في كل مكان، في كل لقاء، سمعنا نفس الأقوال: أنتم بالذات جيدون، مخلصون أكثر ومستقيمون أكثر، لكنكم "محبي عرفات"، ولذلك لن نستطيع التصويت لكم.
بحسب كل المؤشرات، فإن شارون ينوي المماطلة في مهمة تركيب الحكومة، إلى حين الهجوم الأمريكي على العراق. وذلك من أجل إستغلال جو الطوارئ لإقامة حكومة وحدة قومية، مع "العمل". وسيكون تأجيل الحرب إلى الثامن والعشرين من شباط على الأقل، في إطار الوقت المعطى من قبل رئيس الدولة، بحسب القانون، لعرض الحكومة الجديدة.ولولا معرفتنا أن شارون هو رجل شجاع وصاحب ماضٍ عسكري فاخر ("بار كوخفا"، على رأي أوري دان - "بار كوخفا" هو واحد من "الأبطال" اليهود القدامى وأوري دان هو صحفي تابع لشارون يروّج له على اليمين وعلى اليسار- المحرر)، لكنّا شككنا في أنه يخشى البقاء وحيدًا من وراء مقود الدولة. عناده في ضم "العمل" مجددًا إلى الحكومة هو أمر غريب.
كتب محمد دراغمة:
كان أمام قوات الاحتلال أن تذهب إلى بيت تيسير خالد بعد الثانية من منتصف الليل، وتعتقله، مثلما تفعل مع المئات غيره من أبناء المدينة كل ليلة، لكنها اختارت لاعتقاله، كشخصية سياسية، عرضاً آخر يليق بـ "جيش الدفاع الإسرائيلي، جيش الأمة"، الذي أطلق في المدن، وسط السكان المدنيين، بعِدّهِ وعتاده، كي ينتصر..
يبدأ البرلمان الاسرائيلي الجديد عمله حاملا على ظهره تركة ثيقلة تنقل اليها بالوراثة عن البرلمان السابق، الذي انتهت مدة ولايته قبل موعدها بكثير، بعد ان قرر حزب "العمل" الخروج من حكومة الوحدة الوطنية واسقاط حكومة شارون الاولى، لأسباب كثيرة كان أبرزها موضوعين: اقتصادي وسياسي.
ويبدأ البرلمان الجديد عمله دون ان يكون من الواضح ما اذا كان شارون سينجح في جهوده لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع "العمل"، الذي يواصل التمسك بقراره عدم الدخول في شراكة سياسية مع "الليكود" في ظل غياب افق على المسار السياسي مع الفلسطينيين.
تجتمع الكنيست السادسة عشرة لجلستها الأولى، في ظل حرب خارجية وداخلية. ولن يكون من الصعب الافتراض، في ظل الأمور العالقة على الأجندة العامة، وفي ظل الخلافات الأيديولوجية التي تفرّق بين أعضاء الكنيست، أن بيت المنتخبين سيتحول إلى حلبة مركزية للتعبير عن مجمل الآراء المتناقضة والمختلفة، خاصةً قبل تاسيس الائتلاف الحكومي.
بقلم: علاء حليحل
في مثل هذا اليوم بالضبط، السابع عشر من شباط للعام 1970، وقفت رئيسة الحكومة آنذاك، غولده مئير، وأعلنت أمام الكنيست رسميًا عن إنتهاء حرب الاستنزاف التي خاضتها إسرائيل، على طول حدودها. أريئيل شارون، رئيس الحكومة الحالي، يقف بدوره أمام الكنيست الجديد (الـ 16) ليقسم يمين الولاء، كعضو في الكنيست، ولكنه، كرئيس للحكومة، لن يكون بوسعه الاعلان عن إنتهاء حرب الاستنزاف التي تعيشها إسرائيل منذ أكتوبر 2000.
الصفحة 94 من 119