منذ اسابيع طويلة جدا، يعكف رؤساء المستوطنين والاوساط الداخلية في الليكود، المعارضة للخط السياسي الذي ينتهجه رئيس الحكومة ارئيل شارون، على البحث والتداول في "خارطة الطريق". لكن احدًا منهم لم يتوقع ان يتم عرض هذه الخطة على الحكومة، الآن. "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة" كان منشغلا بالنقاشات الداخلية حول خطة بديلة - خطة الكانتونات. "الهيئة للمحافظة على قيم الليكود"، التي نجحت في تجنيد دعم 23 عضو كنيست في الليكود، كانت تخطط لسلسلة من الاجراءات المؤدية الى عقد جلسة لمركز الحزب من اجل "تطويق شارون". واستطاعت المجموعة الداعمة لمجلس المستوطنات في الكنيست عقد لقاء افتتاحي واحد فقط، كان مشبعا بحلو الكلام عن شارون "بغية تعزيزه". مطالبة الولايات المتحدة لرئيس الحكومة باقرار الخارطة والاستجابة السريعة من جانب شارون، فاجأتا اليمين. "ضبطونا بلا سراويل"، اعترف احد رؤساء مجلس المستوطنات، امام ديوان رئيس الحكومة امس ( 25/5).
قضية تيدي كاتس ـ الطالب الجامعي الذي أعدّ، في اطار دراسته الجامعية في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، بحثاً تضمن الاشارة الى احتمال ان يكون قد جرى، خلال وبعيد احتلال قرية الطنطورة العربية في ايار 1948، قتل ما بين 80 و 230 انسانا من سكانها ـ ترفض ان تموت. قبل ما يزيد عن شهر، قرر اعضاء مجلس الدراسات المتقدمة في جامعة حيفا سحب اللقب الأكاديمي الثاني (إم. إيه) من كاتس، جراء "عيوب ونواقص بحثية جوهرية تتعلق بمنهجية البحث وبمستوى تحليل المعطيات التي تم تجميعها".
منذ أربعة أسابيع وهم يأتون الى هذا المكان في نفس الساعة. الجمعة - العاشرة صباحًا. مفترق الطرق المركزي في منطقة "الهدار" في مدينة حيفا. هنا تتقاطع شوارع ذات أسماء مثيرة ومشحونة: منها هرتسل وبلفور. الصهيوني رقم واحد، وصاحب الوعد الاستعماري الشهير. وكأن المكان مرسوم بألوان الولاء والامتنان لصانعي هذه القطعة من التاريخ الصهيوني الذي لا يزال ينتج "الكثير".
حتى الآن ثبتت صحة مقولة أن الحرب لا تندلع بين ديمقراطيتين. وكذا فإن مقولة أنه من الأفضل أن يتم عقد السلام مع دول ديمقراطية صحيحة أيضا: فالدولة الديمقراطية تلتزم باتفاقاتها، وكل حكومة جديدة تواصل السير من حيث توقفت سابقتها، وتتخذ قرارات على أساس التأييد الواسع – بخلاف الفئة المحدودة التي تستولي على الحكم والتي تصبح التزاماتها غير ذات معنى في اللحظة التي تستولي فيها فئة أخرى على الحكم في البلاد.
شجب الكاتب العالمي جابرييل جارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل للآداب، المجازر التي يرتكبها رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون ضد الشعب الفلسطيني، ورشحه لنيل جائزة نوبل في القتل. وأعرب ماركيز، في مقال نشرت "الرأي" الأردنية ترجمة له، عن إعجابه ببطولة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم حرب الإبادة التي يتعرض لها، واعتبر أن حصول مناحيم بيجين على جائزة نوبل للسلام تكريماً لجرائمه بمثابة إحدى عجائب الدنيا.
وتالياً نص ما كتبه ماركيز:
في شهر حزيران 2002 قررت حكومة إسرائيل إقامة جدار فاصل بين إسرائيل والضفة الغربية، وذلك بهدف منع دخول الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل بلا رقابة. ووفقاً لقرار الحكومة فإن هذا الجدار سيطوّق جميع أراضي الضفة الغربية. وقد تم حتى هذه اللحظة اتخاذ قرارات تنفيذية فيما يتعلق بنحو 190 كيلومترًا فقط، كما أن الشروع بتفعيل الـ 145 كيلومترًا الأولى من هذا الجدار (المرحلة الأولى) من المفترض أن يبدأ في شهر حزيران القادم.
الصفحة 67 من 119