كان ديان يرى ان الفلسطينيين ما داموا يعامَلون بلين من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلية، فسيكون من الممكن الاحتفاظ بالأمر الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة لأجيال مقبلة. كما ان ديان والمؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بكاملها تقريباً كانا مقتنعين بأنه ليس الفلسطينيون فحسب بل والمصريون والسوريون كذلك لن يكونوا قادرين على تشكيل تهديد عسكري لإسرائيل لعقود مقبلة من الزمان.ظهَر رأي ديان في الجيوش العربية خلال زيارة له إلى فيتنام. هناك سأله الجنرال الأميركي وستمورلاند عن كيفية انتصاره في تلك الحرب، وكان جواب ديان: <<إذا أردت الانتصار فعليك أولاً أن تختار العرب ليكونوا أعداءك!>>، بل إنه قال لي بعد الحرب بأسابيع: <<ما هي الضفة الغربية بأكملها هذه؟ إنها مجرد زوج من تجمعات البلدات الصغيرة>>.
فتحت عملية تل ابيب (5 يناير) مرة واحدة عددا من الملفات المتعلقة بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، كانت قد غابت بهذا الشكل او ذاك في ثنايا المعركة الانتخابية الدائرة في اسرائيل، والاستعدادات الامريكية المحمومة لشن عدوان شامل على العراق، يرجح البعض انه قد يبدأ منتصف الشهر الجاري.
بقلم: ناحوم برنياعانتبِهوا الى ميول الوزراء الذين اجتمعوا في ساعة متأخرة من ليل امس لدى رئيس الحكومة: ليس مهما من نفذ العملية في تل ابيب – فتح، الجهاد الاسلامي او حماس – فقد حاموا حول حل واحد: إبعاد عرفات. كان على شارون القيام بمهمة الناكر للجميل: إعادتهم الى العقل.
أعلن مؤخرًا وزير الخارجية الأمريكي، كولين باول، عن بدء الاستعدادات لتشكيل أطقم من المراقبين الدوليين، يرجح أن يكونوا أمريكيين، لمراقبة تطبيق "خريطة الطريق" ميدانيا من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد تزامن هذا الإعلان مع تبليغ الجانب الإسرائيلي رسميا عن هذا القرار الأمريكي وذلك خلال اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز ومع مساعد مستشارة الأمن القومي في الإدارة الأمريكية إليوت أبرامز، اللذين قدما إلى الشرق الأوسط للتحضير للقاءات القمة المرتقبة التي ستلتئم خلال الأيام القليلة المقبلة في شرم الشيخ والعقبة.
اجرى المقابلة: وديع عواودة
اعتادت شولميت الوني، الوزيرة الاسرائيلية السابقة والمناضلة العنيدة من اجل السلام وحقوق الانسان على "التغريد خارج السرب" وهي لا تتردد في قول ما يخفيه الاجماع الصهيوني لتظهر الدولة العبرية بكامل عوراتها. في بيتها التقيناها هذا الاسبوع وسجلنا معها الحديث التالي.
- ما الذي حصل في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اسرائيل ولماذا تهاوى اليسار فيها؟
على خلفية اللقاءات المخطط لها بين ارئيل شارون وابو مازن وجورج بوش، أجرت المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الاسرائيلي استعداداتها انتظارا للأوامر بتفعيل خطة تطلق عليها اسم "كل شيء يتدفق" - ازالة القيود والعقبات العسكرية امام حركة تنقل الفلسطينيين من جنين شمالا وحتى الظاهرية في الجنوب، حتى وان لم تكن الحركة في الخط المستقيم والأقصر بين أي نقطتين. فمسافة السفر ستطول، وفي بعض المقاطع سيتم حرف مسار السفر الى محاور قروية جانبية، بغية الفصل بين حركة المركبات الفلسطينية وتلك الاسرائيلية. لكن حرية التنقل الداخلية ستكون في حدها الأقصى الممكن وستنطوي على خطر نقل الأسلحة، والمواد المتفجرة، والانتحاريين والمرشدين.
الصفحة 65 من 119