المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 1705

بقلم: غدعون سامطالشيء الوحيد المؤكد الان ان الحرب واقعة لا محالة. في هذه المسألة ايضا ليس من المؤكد ان الصواريخ ستسقط، وفي مثل هذه الحالة - ماذا سيكون فيها. ليس معروفا أي حكومة ستكون لدينا في الساعة السادسة بعد بدء الحرب. وليس من الواضح نهائيا أي استخدام سياسي سيقوم به شارون لإنجازه في الصندوق، وللوعود التي يوجد منها الكثير منذ الان والتي ستزيد اكثر في الشهر القادم. وسط عدم يقين ضبابي كهذا، وهو مناخ مثالي بالنسبة لرئيس الحكومة، لا يوجد ما هو مضمون في الحقيقة سوى شيء واحد اضافي: مهما يكن من امر، ففي مطلع العام الجديد سيتقرر الكثير بالنسبة لمصير الدولة في السنوات القادمة.

 

على رغم العواصف السياسية والحراك الظاهري النشط، المنحصر جله الان في مكاتب البيت الابيض وقسم التحقيقات في الشرطة، فإن ما ستكون عليه نتائج الانتخابات ليس مهما تقريبا. الامكانيتان واضحتان منذ الان. إما تحالف يمين بارز، او حكومة وحدة من ليكود – عمل – شينوي، مع او بدون ميرتس. وحتى لو شوّهنا قليلا نتائج الاستطلاعات التي تحسن اليه الى هذا الحد، يمكن لشارون على ما يبدو ان يجدد تحالفه المرعب. اذا تحرّق كثيرا، واذا ظل شكل الاستطلاعات على ما هو عليه هذا الاسبوع، فسينجح في إقامة واحة اخرى كهذه، مستبدلا في غضون ذلك ساقي الدجاجة: ضم "شينوي" المعتدل زعما بموجب شروطه (حوالي 12 نائبا) بدل "شاس" (7-8 نواب)، ومع "الاتحاد القومي" (7-8) و "المفدال" (3-4) و "يسرئيل بعلياه" (4-5) وربما "يهدوت توراة" مكبوح جماحها (4-5 نواب).

سيكون كل شيء تقريبا متعلقا بشارون، وهذه شهادة اخرى باعثة على الاحباط بأن شيئا ليس واضحا الآن. لأنه قادر ظاهريا على المضي في الخيار "ب" وتحسين الطاقم مع "العمل". وبضم "شينوي" وربما "ميرتس" (ولكن من دونها ايضا، اذا لم توافق) و "عام إحاد" حزب عمير بيرتس، يمكن للتشكيلة ان تبدو مثل الحكومة العلمانية الاولى في تاريخنا المشكلة على هذا النحو عمدا. ومع اخذ البدائل بالحسبان، فهذه ليست امكانية سيئة على وججه الخصوص. لكنها لا تسلط الضوء على زماننا الضبابي نتيجة الكذب المهيمن على السياسة الاسرائيلية. فيها تجار كاوتشوك ايديولوجي استصعبوا معرفة أي "لا" يقصدون عندما يقولون "نعم"، وبالعكس. انهم يضللونكم كل الوقت الى قمرة التصويت. أول من يحدد مسار التضليل هو شارون بالطبع. كيف يمكنكم ان تستوضحوا ما اذا كان التأييد الذي يبديه لـ "رؤيا بوش" ليس خديعة كبرى؟ يمكن ان نخمن ذلك لأن الشروط التي يضعها للموافقة على دولة فلسطينية لا تسمح بها من الاساس. وفي هذا الاسبوع ايضا عندما افتعل طوشة مع تساحي هنغبي وزملاء اخرين من واجهة قائمة الكنيست لمعارضتهم فكرة الدولة، كان الحاوي اريك يغمز بطرف عينه. صعب ان تصدق بطبيعة الحال كما حاول ان يوحي لهم ان دولة ضمن هذه الشروط ستكون مقبولة على العرب.

غبار كثيف يجثم ايضا على الرأي السياسي لدى يوسف لبيد. لديه احتقار لـ "ميرتس" لا للضغينة المرة بينه وبين سريد ونظرته المستخفة تجاه يوسي بيلين فحسب، فرئيس "شينوي" يصاب الحساسية مما يبدو له تطرفا سياسيا ومغالاة من جانب رواد شارع شينكين في حزب اليسار. وبموجب رؤياه تبدو الدولة الفلسطينية غير قابلة للتطبيق، تماما مثل "دولة" شارون، وهي تتداخل فيها بسهولة. ليس واضحا على سبيل المثال كيف سيتصرف في حال تحقق شهيته لرؤية "الحرديم" في الخارج، هل سيرفض الانضمام الى حكومة مع "الاتحاد القومي" الفاشي يرفض حزب "العمل" تقديم الدعم لها؟ بموهبة ليست بطالة يلعب بين اليمين واليسار ويقطع كوبونات انتخابية لا بأس بها. حزب لبيد هو عنصر فعال اخر في حشد غيوم التشويش والتضليل فوق الحلبة السياسية.

اضيفوا لذلك كله الرئيس بوش، الذي لا يمكن ان تعرف لديه ولدى كبار مساعديه ماذا يوجد حقا في رؤوسهم وفي رؤياهم في موضوع التسوية مع الفلسطينيين. وسط كل هذا الضباب، واذا كانت لديكم اعصاب للتفكير بالانتخابات عندما تقرع طبول الحرب، فإني انصح منذ الان بما يلي: فكروا فقط بحزب يقول لكم بالضبط، وبسرعة وبدون مراوغة، مع من وعلى أي شيء ستذهب بعد الانتخابات.

("هارتس"، 25 ديسمبر)

المصطلحات المستخدمة:

شينوي, الكنيست, تساحي هنغبي, عمير بيرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات