المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 2743
  • بلال ضاهر

بعد مرور خمسين عاما على حرب حزيران العام 1967، واستكمال إسرائيل احتلال كل مناطق فلسطين التاريخية، يبدو وكأن النقاش بين الإسرائيليين اليوم هو بين معسكرين: معسكر يدعو إلى الانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية بما في ذلك من بلدات وقرى فلسطينية حول القدس وإقامة دولة فلسطينية، ويدعي أنه بذلك يُطبق حل الدولتين، ولذلك يُسمى بـ"اليسار". وفي المقابل، يرفض المعسكر الآخر انسحابا كهذا، ويدعو إلى تكثيف الاستيطان وإحكام السيطرة عليه، وتتعالى من داخله أصوات تدعو إلى ضم الضفة الغربية، أو أجزاء واسعة منها، إلى إسرائيل، وتطبيق حل الدولة الواحدة.

 

وبمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لهذه الحرب، صدر عدد من الكتب في إسرائيل، التي تناولت حرب حزيران من عدة جوانب. وأبرز هذه الكتب، والأكثر مبيعا، هو كتاب بعنوان "فخ 67 – الأفكار الماثلة وراء الخلاف الذي يمزق إسرائيل"، من تأليف الدكتور ميخا غودمان، الباحث في التاريخ والفلسفة اليهودية. وولد غودمان في الولايات المتحدة، والده يهودي، ووالدته مسيحية كاثوليكية تحولت إلى اليهودية بعد زواجها. ويسكن غودمان في مستوطنة "كفار أدوميم"، الواقعة شمال شرقي القدس المحتلة.

ويستعرض غودمان تاريخ وأفكار التيارات الصهيونية المختلفة والتحولات التي طرأت عليها خلال العقود الماضية، وهو يدعي الموضوعية في هذا السياق. لكن غودمان يصف "اليسار" بأنه براغماتي، بينما يصف اليمين، وخاصة الصهيونية – الدينية، بأنه عقائدي (أيديولوجي)، بالمعنى الإيجابي والمثالي لهذا التعبير.

"اليسار" رفض السلام

يشير غودمان إلى أن "التيار المركزي في اليسار الإسرائيلي لم يؤمن بالسلام"، لأن "الشكوك حيال العالم العربي هزمت الأمل بالسلام معه". فقد اعترف موشيه دايان، أحد أبرز قادة حركة العمل الصهيونية، بأنه "نحن قلب مزروع في هذه المنطقة، التي ترفض الأعضاء الأخرى فيها تقبله وترفضه". واعتبر شمعون بيريس، في مطلع سبعينيات القرن الماضي، أن "إسرائيل محاطة بجيوش تستعد لتنفيذ مهمة أساسية واحدة، هي القضاء على دولة إسرائيل، وتشريد سكانها أو إبادتهم أو طردهم. وليس بإمكان أي تسوية أن ترضي الجانب العربي".

ويرى المؤلف أنه في سبعينيات القرن الماضي حدث تحول فكري كبير. ويذكر أنه في عقد السبعينيات نشبت حرب أكتوبر العام 1973، وخسر حزب العمل الحكم لصالح اليمين، الممثل بحزب الليكود، في انتخابات العام 1977، ووقعت إسرائيل على اتفاقية سلام مع مصر.

وهو يقول "لقد بدأ اليسار بعملية انفصال عن حلم مجتمع القدوة الاشتراكي، واستبدله بحلم السلام. وبدلا من التضامن بين العمال، سيكون التضامن بين الشعوب... وتاريخ الدولة ينقسم، بموجب المفهوم اليساري الجديد، إلى قسمين: حتى حرب الأيام الستة (1967) كانت الدولة ديمقراطية أخلاقية تطلعت إلى إقامة المجتمع القدوة، ومنذ حرب الأيام الستة هي دولة احتلال ولذلك هي فاسدة... وبدلا من الماضي الذي قُمع فيه العمال، يتحدثون عن ماضي احتلال الفلسطينيين... بينما في الحاضر، بدلا من العمل من أجل ثورة اجتماعية، يجب العمل من أجل تسوية سياسية".

لكن وصف غودمان للتحولات في فكر "اليسار" الإسرائيلي يجافي الحقيقة والواقع، إذ أن حزب العمل انضم إلى حكومات الليكود اليمينية، واستمر في رفض فكرة التوصل إلى اتفاق سلام حتى العام 1993، عندما جرى توقيع اتفاقيات أوسلو. وبرغم التوقيع على هذه الاتفاقيات، إلا أن الأبحاث والتقارير والمعطيات، المنشورة في إسرائيل، تؤكد على تكثيف الاستيطان في الضفة والقدس بشكل كبير بعد أوسلو، وبمصادقة حكومة العمل برئاسة إسحق رابين. واستمرت هذه السياسة لاحقا خلال ولايات حكومات اليمين، التي شارك حزب العمل في معظمها. كما أن الانتفاضة الثانية اندلعت أثناء ولاية حكومة حزب العمل، برئاسة إيهود باراك.

ويعتبر المؤلف أن الانتفاضة الأولى صدمت اليمين الإسرائيلي، إذ أن استطلاعات الرأي دلت على أن أكثر من نصف الإسرائيليين باتوا يؤيدون قيام دولة فلسطينية بعد هذه الانتفاضة. وفي المقابل، يزعم غودمان أن "الانتفاضة الثانية لم تندلع بسبب ’الاحتلال’. فلقد اندلعت مباشرة بعد أن اقترحت إسرائيل إنهاء ’الاحتلال’"، بادعاء أن باراك قدم عرضا سخيا في محادثات كامب ديفيد، في العام 2000". ولذلك، فإن "الانتفاضة الثانية كسرت اليسار الإسرائيلي. والاعتقاد أن السلام ينتظر خلف الزاوية، وأن الطريق من أجل الوصول إليه هو بتنازل إسرائيلي، بدا أبعد مما كان في الماضي".

اليمين العلماني واليمين المسياني

خصص غودمان فصلين لاستعراض أفكار اليمين الإسرائيلي، بينما خصص لـ"اليسار" فصلا واحدا. واستعرض بإسهاب الأفكار التي طرحها منظّر اليمين ومؤسس "الحركة التنقيحية" في الحركة الصهيونية، زئيف جابوتينسكي. وأشار إلى أن جابوتينسكي دعا إلى "إسرائيل الكبرى" التي تمتد في ضفتي نهر الأردن. فقد كان شعار هذه الحركة أنه "توجد ضفتان لنهر الأردن، هذه لنا، وتلك أيضا".

وأضاف غودمان أن جابوتينسكي اعتبر أن "حدود البلاد التي ينبغي الإصرار عليها لم تحددها توراة موسى، وإنما من خلال اتفاقيات دولية. وقد حصلنا على البلاد في مؤتمر سان ريمو، والقوة التي رسمت حدود أرض إسرائيل الكاملة لم تكن الوحي الإلهي وإنما المجتمع الدولي".

ولم يتطرق غودمان إلى العناصر القمعية في فكر جابوتينسكي، مثل "الجدار الحديدي"، الذي يعني قمع الفلسطينيين بالحديد والنار، وإنما سعى إلى تجميل صورته، والقول إنه "كان يمينيا ليبراليا" وإنه "أيد الدبلوماسية الصهيونية". وبحسب غودمان، فإن مناحيم بيغن، الذي خلف جابوتينسكي في زعامة الحركة التنقيحية وأصبح رئيسا لحزب حيروت، الذي أصبح معروفا لاحقا بحزب الليكود، طالب برفع الحكم العسكري، الذي فرضته إسرائيل على مواطنيها العرب، منذ تأسيسها وحتى منصف الستينيات، وطالب بوضع دستور يدافع عن حقوق الإنسان.

ولفت غودمان إلى أن "اليمين نفسه الذي طالب بأرض إسرائيل الكاملة، طالب أيضا بحقوق مواطني البلاد. وهذا الربط الناعم بين الأرض الكاملة والليبرالية انتقل من جابوتينسكي إلى بيغن، لكنه لم يبق في إثر انتقال الزعامة من بيغن إلى خلفائه. وتفكك هذا الربط في الجيل الثالث من التنقيحيين" وبينهم بنيامين نتنياهو.

وبحسب غودمان، فإن أبناء الجيل المؤسس للحركة التصحيحية وحركة حيروت، الذين أصبحوا قيادات في حزب الليكود، مثل ايهود أولمرت وتسيبي ليفني ودان مريدور، وحتى نتنياهو بحسب تصريحه في خطاب بار إيلان، لم يسيروا على خطى آبائهم من الناحية السياسية. واعتبر أن "حلم الأرض الكاملة تلقى ضربة شديدة في أعقاب الانتفاضة الأولى... وكلما مرّ الزمن تعزز الوعي تجاه إشكالية السيطرة العسكرية على مجموعة سكانية مدنية. وانتشر هذا الإدراك في المجتمع الإسرائيلي، وتم امتصاصه في اليمين العلماني. وبدا الربط بين الليبرالية والأرض الكاملة مستحيلا".

ويشير غودمان في الفصل حول الصهيونية الدينية إلى أن هذا التيار لم يكن يمينيا في بدايته. وقد حدث تحول هذا التيار إلى اليمين، المسياني، في السبعينيات، رغم أن جذوره في حرب العام 1967. "في ستة أيام الحرب خُلق عالم الصهاينة المتدينين من جديد. واعتبرت الحرب دراما توراتية، لأن الانتصار تم على شكل معجزة بحجم توراتي، ولأنها أعادت الأمة إلى الأرض التوراتية (الضفة الغربية والقدس)"، وساهمت في ذلك أقوال الحاخام أبراهام إسحق هكوهين كوك، ونجله الحاخام تسفي يهودا كوك.

فقد اعتبر كوك الابن، وفقا لغودمان، أن احتلال الضفة والقدس "تحقيق لمراحل مختلفة في خطة إلهية مسيانية. وانتشار السيادة اليهودية في الأرض التوراتية هو المؤشر الأقوى على أننا نحيا في مراحل متقدمة من الخلاص. ومن هنا ينبع الاستنتاج أن الانسحاب من مناطق أرض إسرائيل هو عمل يشوش التقدم نحو الخلاص. والنضال ضد الانسحاب هو ليس صراعا على عقارات، وإنما هو صراع من أجل استمرار حركة التاريخ باتجاه الخلاص".

وأضاف غودمان أن التحول المسياني للصهيونية الدينية جرى في موازاة أزمة اليمين العلماني الأيديولوجية. ولهذا السبب أصبحت الصهيونية الدينية مجموعة بارزة في الحيّز اليميني، كما أن الرواية المسيانية باتت الرواية الأبرز في صفوف اليمين.
ولفت المؤلف إلى أن المجموعة الأبرز في صفوف اليمين الصهيوني، أي الحركة التنقيحية، في بداية طريقها، "وضعت حقوق الإنسان في المركز، بينما في نهاية القرن العشرين كانت المجموعة الأبرز فيه تلك التي وضعت الخلاص في المركز. وهذه التحولات لم تغيّر اليمين وحسب، وإنما أيضا زادت قوته بشكل كبير، لأنه عندما يُستوعب النضال من أجل الأرض الكاملة على أنه نضال من أجل الخلاص، يصبح من الصعب جدا إيقافه".

ويعتبر الحاخام كوك أنه يوجد لدى الصهيونية العلمانية "معنى ظاهر"، ولكن في عمقه يوجد سر. وهذا السر هو أن "الصهيونية العلمانية هي حركة مسيانية، والعلمانيون الذين يقودونها هم متدينون غير واعين لتدينهم". ويضيف نجله، تسفي يهودا، أن "فريضة" الاستيطان في البلاد تختلف عن باقي "الفرائض"، وتميزها ليس نابعا من الشريعة اليهودية، وإنما بسبب موقعها في "الدراما المسيانية. فالاستيطان ليس مؤشرا على الخلاص فقط، وإنما هو سبب الخلاص أيضا". واعتبر أن "الإسرائيليين العلمانيين الذين يقيمون مستوطنات ويخدمون في جيش يدافع عنها، يشاركون في تحقيق النبوءات القديمة وفي دفع التاريخ إلى أيام الخلاص الكامل".

وبحسب تفسير كوك الابن، فإن العملية المسيانية بدأت بالهجرات اليهودية الأولى، وتسارعت بعد قيام الدولة، وأصبحت أكثر زخما في حرب الأيام الستة، وتواصلت من خلال المشروع الاستيطاني في الضفة وقطاع غزة والقدس، وأن هذه العملية لن تتوقف. لكن بعد تنفيذ خطة الانفصال عن قطاع غزة، في العام 2005، بدأ حاخامون كبار في الصهيونية الدينية يشككون في أقوال، أو "نبوءات"، الحاخام كوك.

واعتبر غودمان أنه "تصدعت النظرية القائلة إن العلمانيين هم الرواد غير الواعين لدورهم في الخلاص، عندما اتضح أن العلمانيين هم الرواد الذين يعون جيدا دورهم في الانسحاب، ولذلك فإن التبرير الديني للتعاون مع الصهيونية العلمانية ضعف جدا... وكتب الحاخام كوك الأب أن قومية العلمانيين سوف تعيدهم إلى الدين. لكن في الوقع حدثت عملية معاكسة. والقومية لم تغيّر العلمانية؛ بل العلمانية غيّرت القومية. وأنشأت قومية منفصلة ليس فقط عن التوراة وإنما عن الأرض والخلاص".

ويرى غودمان أن خطة الانفصال عن غزة "أكملت عملية اندماج الصهيونية الدينية في المجتمع الإسرائيلي. وبفضل خطة الانفصال واجهت الصهيونية الدينية الأزمة الفكرية السياسية التي واجهها المجتمع الإسرائيلي كله. الخصخصة وجهت ضربة للاشتراكية الإسرائيلية؛ الانتفاضة الأولى فككت اليمين الليبرالي؛ الانتفاضة الثانية كسرت اليسار السياسي؛ ثم جاءت خطة الانفصال ووجهت ضربة لليمين المسياني".

لكن ضعف الصهيونية الدينية لم يضعف اليمين، بل على العكس. فخطة الانفصال زادت من قوة اليمين. ووفقا لغودمان، فإن ثمة أساسين لموقف اليمين الديني وهما "الأمن والخلاص". لكن في أعقاب خطة الانفصال تراجعت "الأسس الخلاصية" وتعززت "الأسس الأمنية"، بأن عززت خطة الانفصال "المخاوف الأمنية" لليمين المسياني، "وهكذا نشأت صيغة جديدة لليمين، جل اهتمامه منصب على الأمن وليس الخلاص".

الديمغرافيا مقابل الأمن

يرى غودمان أن الصراع الدائر في إسرائيل الآن هو بين "اليسار" الذي يتخوف من التوازن الديمغرافي في حال عدم الانفصال عن الفلسطينيين، وبين اليمين الذي يعتبر أن "كارثة" أمنية ستحدث في حال الانسحاب من الضفة الغربية أو مناطق منها.

ويشير إلى أنه في نهاية الثمانينيات "تغلغلت المشكلة الديمغرافية إلى الوعي الإسرائيلي. والانتفاضة (الأولى) زادت الوعي بوجود السكان الفلسطينيين، وبالخطر الكامن جراء ذلك على وجود أغلبية يهودية في أرض إسرائيل... ومع مرور الزمن، يقترب اليوم الذي ستكون فيه أغلبية السكان في أرض إسرائيل غير يهودية. هل ستبقى هذه بلادهم عندما يصبح اليهود أقلية فيها؟ لقد صفع الكابوس الديمغرافي وعي الكثيرين وتسبب لليمين الليبرالي بجروح قاسية. وبحسب تصريحه، فإن الادعاء الديمغرافي هو الذي أقنع أريئيل شارون بالانسحاب من قطاع غزة. وبحسب تصريحاتهم، فإن الخوف من فقدان الأغلبية اليهودية هو الذي دفع ايهود أولمرت وتسيبي ليفني إلى مفاوضات مكثفة وعنيدة هدفها تقسيم البلاد. وبحسب أقواله الواضحة، كان التخوف الديمغرافي من تحول دولة إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، هو الذي دفع بنيامين نتنياهو إلى التحدث في خطاب بار إيلان عن الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل".
ويرى غودمان أن المعضلة الأساسية في هذا السياق هي أن "تستمر الأقلية اليهودية في دولة إسرائيل في حكم الدولة بالقوة، رغم أنها لن تكون أغلبية فيها. وفي هذه الحالة ستستمر دولة إسرائيل في أن تكون دولة يهودية، لكنها لن تكون دولة ديمقراطية". و"أخذ يقترب اليوم الذي ستقف فيه إسرائيل أمام معضلة مستحيلة؛ أن تحكمها الأغلبية غير اليهودية، أو أن تحكم أقلية أغلبية غير يهودية".

من الجهة الأخرى، الادعاء الإسرائيلي، خاصة من اليمين، هو أن موقع إسرائيل في الشرق الأوسط، كـ"محاطة بأعداء"، وصعوبة "دفاعها عن نفسها" يزيدان من "الأهمية الأمنية" للضفة الغربية. ويشير غودمان في هذا السياق إلى أن 70% من سكان إسرائيل يعيشون في منطقة السهل الساحلي، و80% من الإنتاج الصناعي مركّز في هذه المنطقة، التي تشكل أيضا المركز الثقافي والاقتصادي لإسرائيل.

ويتابع غودمان أنه من الناحية الطبوغرافية، "تقع هذه المنطقة عند خاصرة سلسلة جبال الضفة الغربية، التي يصل ارتفاعها إلى ألف متر، وفي شرقها جرف نحو غور الأردن. وهي تشكل المنطقة العازلة الطبوغرافية بين العالم العربي الواسع والتجمع اليهودي المكتظ. وثمة معنى بسيط لكل هذا، وهو أن من يسيطر على الجبل يسيطر على مركز حياة الشعب اليهودي".

ويتوصل المؤلف إلى الاستنتاج أن "اليمين الجديد واليسار الجديد هما بمثابة صورة طبق الأصل. فاليسار الجديد لم يعد يدعي أن الانسحاب سيجلب السلام، وإنما استمرار الوجود في المناطق (المحتلة) سيجلب كارثة؛ واليمين الجديد لم يعد يدعي أن استمرار التواجد في المناطق سيجلب الخلاص، وإنما الانسحاب منها سيجلب كارثة".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات