نشر عضو الكنيست يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" في الموقع الإلكتروني للحزب، الأسبوع الفائت، مقالاً حدّد فيه الدور الذي يجب على "حزب الوسط" في إسرائيل القيام به في المرحلة الحالية.
وفيما يلي ترجمته الكاملة:
"يجب علينا الاعتراف بأن الواقع معقد ولا وجود لحلول سهلة، وأن الحصانة الوطنية معناها أن نعرف كيف نحمي أنفسنا من الأشخاص الذي يحملون السكاكين وأيضاً من أولئك الذين يريدون أن يحولونا إلى ما لا يجب أن نصبح عليه.
صحيح أن اليهود لن يسيروا إلى حتفهم مثل القطيع إلى الذبح، وإذا شهر أحدهم سكيناً علينا فيجب أن نطلق عليه النار ونقتله. لكن صحيح أيضاً أن اليهود لا يصفقون بحرارة فوق جسد ينزف دماً، لأنك لا تفرح بسقوط عدوك، ونحن لا نقدّس الموت بل الحياة.
صحيح أيضاً أنه مسموح لنا الدفاع عن أنفسنا بكل وسيلة. لكن ممنوع أن نضرب حتى الموت إنساناً ملقى على الطريق فاقد الوعي حتى لو كان مخرباً.
صحيح أن قبلة اليهود في صلواتهم طيلة 3 آلاف سنة هو جبل الهيكل وأن تحرير حائط المبكى هو معجزة إلهية. لكن صحيح أيضاً أننا لا نريد انتفاضة ثالثة، ولا إشعال نار الجهاد في العالم العربي كله.
صحيح أن القدس يجب ألا تُقسّم. لكن صحيح أيضاً أنه إذا كان يجب استخدام الكتل الإسمنتية لحماية حدائق الأطفال، فإن من الأفضل وجودها هناك لأن الأطفال يجب ألا يخافوا الزجاجات الحارقة. فهم ليسوا جنودا بل أطفال.
صحيح أن هدم منازل هو خطوة ضرورية ومبررة في الحرب على الإرهاب. لكن صحيح أيضاً أنه عندما تطلب المحكمة العليا أن يتم ذلك من خلال إجراءات قانونية سليمة يجب أن يحترم طلبها، وممنوع الخضوع ولو للحظة واحدة للمحرضين. إن سلطة القانون هي أساس حياتنا هنا، ومن دون المحكمة العليا لا وجود للديمقراطية.
صحيح أن هناك الكثير من العداء للسامية، نصف العالم ضدنا والإعلام الدولي معاد لنا. لكن صحيح أيضاً أن لدينا عدداً غير قليل من الأصدقاء، ويتعين علينا الإصغاء إليهم وتقدير وقوفهم إلى جانبنا.
صحيح أن الفلسطينيين- 5ر3 مليون مسلم- موجودون بيننا مثل الشوكة في خاصرتنا وهم ليسوا شريكاً بل أعداء. لكن صحيح أيضاً أنه لهذا السبب تحديداً علينا الانفصال عنهم بأسرع وقت ممكن وبفاعلية، بحيث يحتفظ الجيش الإسرائيلي بقدرته على العمل في المناطق (المحتلة) والدفاع عن مواطني إسرائيل.
صحيح أن أعضاء الكنيست العرب وخاصة أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي مجموعة غير مسؤولة تحاول أن تشعل الأرض وأن تقوّض التعايش، ويجب على الكنيست أن يفكر كيف يجب أن نتصرف معهم. لكن صحيح أيضاً أنه يجب ألا نسمح لهم بأن ينجحوا في مؤامرتهم، ففي إسرائيل يعيش 2ر1 مليون عربي يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويجب علينا أن نجد طريقة للعيش معاً.
صحيح أن اليسار المتطرف حالم وغادر واليمين المتطرف عنيف ويخرق القانون. لكن صحيح أيضاً أن أغلبيتنا ليست كذلك. فأغلبية الإسرائيليين هي في الوسط وليست مستعدة لأن تسمح للمتطرفين بأن يديروا حياتها.
إننا ننتظر من الزعامة حلولاً. والزعامة التي اخترناها تقول إن اختبارنا هو في القدرة على مواجهة الخصم من دون وجل، لكن يجب أيضاً المحافظة على هويتنا حفاظاً مطلقاً، ويجب ألا ننسى أن لا وجود لحلول فورية، وأن هذا طريق طويل وممنوع أن نختار بين البقاء والأخلاق اليهودية، وعلينا الجمع بين الاثنين.
في هذه الأيام يجب أن نتوحد. وتنشأ الوحدة عندما يفهم الجميع أنه لا يمكن حدوث مئة بالمئة من الأشياء التي أرادوها أو آمنوا بها. وأنه فقط "طريق الوسط هو الطريق الصحيح". إن ما تحتاج إليه هذه الدولة في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، هو العثور على لغتنا المشتركة.
إن قوتنا الحقيقية تنبع من كوننا معاً، ومن الفهم بأننا مركّب متنوع، وأننا حازمون وأخلاقيون في آن. نحارب دفاعاً عن حياتنا ونحافظ على إنسانيتنا. ندافع عن اليهود ولا ننسى قيم اليهودية.
إذا تغيرنا سنخسر. إذا أصبحنا مثلهم (الفلسطينيين) نخسر، وإذا أظهرنا ضعفاً نخسر. إذا عرفنا - حتى في هذه الأيام- المحافظة على ما يجمع بيننا، فإن أحداً لا يستطيع الانتصار علينا أبداً".