يكشف الكتاب ملابسات تشكّل الكيبوتس كمشروع استيطاني حظي بشهرة عالمية، ليصبح أحد أسلحة الدعاية الإسرائيلية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، باعتباره نموذجاً اشتراكيا طلائعياً، وعلى العكس من ذلك، فيما لم يحظ الجانب السلبي لنشوء حركة الكيبوتسات بالتنديد اللازم كونه يمثل أحد بذور المواجهة ضد العرب الفلسطينيين منذبداية الاستيطان الصهيوني.
كتاب جديد في إطار "مختارات مدار" بعنوان "في صورة إسرائيل" يضم مداخلات حول سنة 2000 وما بعدها .
تتطرّق مداخلات هذا الكتاب، الموزعة على أربعة فصول، إلى صورة إسرائيل على أثر مستجدات سنة 2000، وصولاً إلى فترة ما قبل الذكرى السنوية الستين لإنشائها في سنة 1948، وذلك من زوايا رؤية مجموعة كتابات أدبية وصحافية وبحثية في هذا الصدد.
يستهل الكتاب دراسة حول ردّة الفعل على حرب حزيران 1967 في النصوص الثقافية الإسرائيلية، والتي تميزت عمومًا، كما يؤكد المؤلف، بمماشاة "الإجماع الصهيونيّ العام" وبمجانبة دلالات السياق الموضوعي لتلك الحرب، وهو السياق الذي تأخرت قراءته حتى من جانب دراسات العلوم الاجتماعية. وقد انسحبت هذه المجانبة والمماشاة على الأدب، كما على المسرح الإسرائيلي. كما أنهما طغتا على الأغنية الإسرائيلية.
يتألف الكتاب من 12 فصلاً تُغطي كافة المحاور الرئيسية اللازمة لتكوين فكرة شاملة ومعمقة عن تجربة المسرح في إسرائيل ابتداء من سمات هذا المسرح مروراً بجذوره والظواهر المميزة له وعلاقته بالدين اليهودي وصولاً إلى طبيعة تمثيله للآخر الفلسطيني وتعامله مع المكان. نعرف من هذا الكتاب أن المسرح من أرقى وأهم الفنون في إسرائيل وأن جمهوره واسعاً متنوعاً، ما يعني أن فهم المسرح سيتيح معرفة الكثير من جوانب تأثير هذا الفن وتأثره في الحياة الإسرائيلية عامة.
يعالج الكتاب مراحل وأسس وحيثيات التغيير في العلاقة بين التيار العلماني اليهودي ممثلاً بالتيار العمالي الصهيوني وبين التيار الديني، متخذاً من شاس نموذجاً.
ويخلص الباحث إلى أن توجهات دينية جديدة ظهرت تأثرت في بعض جوانبها بالصهيونية وفي بعض جوانبها الأخرى تأثرت بتفسيرات جديدة للدين، وإلى جانب ذلك ظهرت توجهات جديدة للصهيونية العلمانية تأثرت في جوانب معينة بالخطاب الديني اليهودي.
يقف الكتاب على الأساسيات التي تحدد معالم جهاز التعليم في إسرائيل، مستنداً إلى جزء كبير من الأدبيات التي تتناول التطور التاريخي للتجربة التعليمية في إسرائيل، وما واكبها من تغيرات ومحاور خلاف وجدل بين مختلف التيارات.
وتكتسب معرفة جهاز التعليم الإسرائيلي أهمية خاصة لدوره في تقديم فهم معمق لدور التعليم في زرع الأسس الإيديولوجية الصهيونية، حيث تَعتبر إسرائيل التعليم مركباً امنياً إلى جانب كونه أداة لمواكبة التطور وتحقيق التنمية و الرفاه.
يقدم الكتاب عرضاً تاريخياً لأشكال الإحتجاج على الظروف الإقتصادية والإجتماعية، وكيف تطورت هذه الظروف إلى تعبيرات إنتخابية ذات مرجعية إثنية، وكيف جرى تثبيت هذه الأنماط وترسيخها وتوظيفها ضمن اللعبة السياسية الداخلية في إسرائيل.
الصفحة 7 من 9