يتبيّن من آخر التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أول من أمس الأحد) أنه متمسّك بقرار إعلان الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي برئاسة الشيخ رائد صلاح غير قانونية والذي يعني أن أي شخص ينتمي إلى هذه الحركة من تاريخ اتخاذه (يوم 17/11/2015) فصاعدًا أو يقدّم لها خدمات يعتبر مخالفًا للقانون وقد يتعرّض إلى عقوبة السجن.
النسب في نتائج استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية- 2015" تتحدث عن نفسها وتشفّ عن دلالاتها.
ويبقى في مقدمها نشوء أغلبية يهودية تؤيد مطلب إعلان الولاء لدولة إسرائيل ورموزها القومية كشرط لا غنى عنه لممارسة حق الانتخاب والترشّح للكنيست. كما تؤيد حرمان مواطنين "غير مخلصين للدولة" ومواطنين لا يؤدون الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية من حق التصويت في الانتخابات الإسرائيلية العامة. وتعارض إشراك الأحزاب العربية وممثليها في مؤسسات الحكم وفي الائتلاف الحكومي في إسرائيل، بما في ذلك تعيين وزراء عرب.
بعد مرور عقدين على اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين، بالإمكان ملاحظة أنه بدأ يتشكل في إسرائيل شبه توافق على ما يلي ):
يوضّح التقرير المنشور على الصفحة الخامسة من هذا العدد كيف يفكّر عدد من النُخب العسكرية الإسرائيلية الحالية بإزاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وكيف يُحتمل أن ينعكس هذا التفكير على صعيد الممارسات الميدانـية إبّـان الأزمات.
للعدد الثاني على التوالي نخصّص الصفحة الخامسة من هذا الملحق لمقاربة نظرية مطوّلة من جملة مقاربات تتداول نُخب إسرائيلية في الآونة الأخيرة من خلالها جدلاً مهمًّا بشأن "الواقع القائم" في محور الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وما قد يؤول إليه في المستقبل.
لا ينبغي أن يتفق المرء تماماً مع الحُكم الذي أصدره رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" ألـوف بــن، ومفاده أن تفكّك النواة المركزية (الصلبة) للمجتمع الإسرائيلي التي كانت بمثابة حجر الزاوية في الاستيطان اليهودي قبل إقامة الدولة في مقابل تعزّز من يسميهم بـ"الأقليات"، هما من العوامل الأشدّ تأثيراً على السياسة والاقتصاد في إسرائيل في قادم الأيام، أكثر بكثير من التأثير الذي يمارسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المالية موشيه كحلون، وتأثير مخطط صفقة استخراج الغاز الطبيعي من عرض البحر المتوسط مع شركات الاحتكار، بل وأكثر أهمية من الاتفاق بين الدول الكبرى الست وإيران حول البرنامج النووي الإيراني.
الصفحة 44 من 46