المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

شنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هجوماً حادّاً على المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، على خلفية تقرير بثته القناة الإسرائيلية الثانية حول عمل هذا الأخير المتعلق بملفات التحقيق مع نتنياهو تكلم فيه عدد من المقربين منه ونقلوا تصريحات وأقوالاً سمعوها منه.

كما هاجم رئيس كتل الائتلاف الحكومي عضو الكنيست دافيد أمسالم (الليكود) مندلبليت عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، وقال إنه أهان رئيس الحكومة بدون داع. واعتبر أقواله وقاحة وأكد أنه لا توجد لديه الشجاعة لأن يصرح بها مباشرة، وكرّر القول أن الحديث يدور حول تهم ملفقة لرئيس الحكومة.

وأفادت قناة التلفزيون "كان" (القناة الأولى سابقاً) أن حزب الليكود يعدّ العدّة لحملة إعلامية ضد قرار المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، في حال قيامه بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهمة الرشوة.

في المقابل دان عدد كبير من نواب المعارضة الإسرائيلية الهجوم على مندلبليت وعلى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تتحدث عن هذه الملفات، واعتبره بعضهم تجاوزاً لمبادئ الديمقراطية الأساسية وتحريضاً خطيراً.

وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال افتتاحي أنشأته أمس إنه يوجد خط مباشر يربط بين الشريط الدعائي الذي نشره رئيس الحكومة في نهاية يوم السبت، والذي يدّعي فيه أن قرار توجيه لائحة اتهام ضده سيكون بمثابة خضوع المستشار القانوني للحكومة لليسار وللصحافيين، وبين الهجوم الذي لا أساس له على تقرير القناة التلفزيونية. ورأت أن نتنياهو قرّر في قرارة نفسه تقويض صدقية مندلبليت، ونزع الشرعية عنه بواسطة زعزعة ثقة الجمهور بقراراته، إذا قرر أنه يجب إحالة رئيس الحكومة على المحاكمة.

وبرأي الصحيفة فإن الاستراتيجيا التي يستخدمها نتنياهو مكشوفة وواضحة، إذ يحاول أن يعطي صبغة سياسية لقرار المستشار، وأن يشكك فيه مهنياً. إذا قرر المستشار إحالة رئيس الحكومة على المحاكمة، يريد نتنياهو أن يشك الجمهور في أن المستشار خضع لضغوطات اليسار ووسائل الإعلام. لهذا الغرض هو يؤجج مشاعر الجمهور ضد المستشار وضد اليسار والصحف، كي يهب الناس لدى صدور الحكم للدفاع عنه. وعندما قال رئيس الائتلاف دافيد أمسالم في مطلع هذا الشهر: "إذا أحيل نتنياهو على المحاكمة، ملايين سيرفضون ذلك" هذا ما قصده بذلك. لكن يجب ألاّ نرى في كلامه تنبؤاً بل خطة.

ومضت الصحيفة قائلة: إن الجمهور يعلم جيداً أسلوب عمل نتنياهو، فهو في النهاية يفعل بمندلبليت ما سبق أن فعله بالمفوض العام للشرطة روني ألشيخ. وهو يفعل بالمستشار القانوني والنيابة العامة للدولة ما سبق أن فعله مع شرطة إسرائيل. نتنياهو ورجاله لفقوا تهمة كاذبة، أنه يجري انقلاب في الحكم ضده، وهم يكررونها منذ سنوات. وبحسب نظرية المؤامرة الملفقة التي اخترعوها، اليسار ووسائل الإعلام والجهاز القضائي والشرطة والمستشار القانوني للحكومة، كلهم يتآمرون معاً ضده، يلفقون ضده التهم ويتهمونه زوراً.

وختمت قائلة: إن الجمهور الإسرائيلي في وضع صعب، فهو يعرف أن نتنياهو قرر تقديم موعد الانتخابات بهدف استباق قرار المستشار بشأن ملفاته. وحسناً فعل مندلبليت عندما أوضح أنه لا يخشى من أحد وأيضاً لا يخشى من رئيس الحكومة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات