تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.

مقدمة:
أحيا الكنيست يوم الثلاثاء 6 حزيران/ يونيو 2017، الذكرى الـ 50 لعدوان حزيران/ يونيو 2017، وكان العنوان: 50 عاما للاستيطان في يهودا والسامرة.

وقد خصصت غالبية لجان الكنيست جلسات لأبحاث مختلفة، في جوهرها سبل دعم الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة، وايضاً في مرتفعات الجولان السوري المحتل.

كذلك جرى في قاعة مسرح الكنيست، ما سمي بـ "حفل" أشرف عليه مجلس المستوطنات في الضفة المحتلة، وكان الخطيب المركزي فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

 

وفي مساء اليوم ذاته، عقدت الهيئة العامة للكنيست جلسة خاصة، استمرت لحوالي 40 دقيقة، خصصتها لموضوع الاحتلال والاستيطان. وهذه الجلسة تشمل وفق الأنظمة: افتتاحية من رئيس الجلسة، وعادة رئيس الكنيست، ونائب واحد لا أكثر من كل كتلة برلمانية، ولم تشارك كل الكتل. ويرد عليها وزير مندوب عن الحكومة، وكان في تلك الجلسة وزير السياحة ياريف ليفين، من حزب "الليكود".

وسبق جلسة الكنيست، خطابات قصيرة لأعضاء كنيست، في فترة الخطابات "الحرة"، أو حسب التسمية الرسمية "خطاب الدقيقة الواحدة"، التي يمنح فيها كل عضو كنيست القاء خطاب لمدة دقيقة واحدة، لأي موضوع يختاره، وكان من بينهم في تلك الجلسة من اختار الحديث عن الاحتلال والاستيطان.

في هذا الملف، مرفق مقتطفات مركزية من خطاب نتنياهو، في حفل مجلس المستوطنات، فيما نص الخطاب الكامل، وفق ترجمة مكتب نتنياهو، يكون مرفقا في نهاية هذا الملف.

كما نعرض مقتطفات من خطاب رئيس الكنيست، وأعضاء كنيست بارزين، ما يقولونه يعبر أساساً عن مواقف كتلهم. واللافت في ما يُنشر، هو موقف نائب من كتلة "شاس" الدينية المتزمتة، الذي دعا الى ضم الضفة الى ما يسمى "السيادة الإسرائيلية"، وهو موقف لم يُعلن من قبل من حركة "شاس".
مقتطفات من خطاب بنيامين نتنياهو:

قاعة مسرح الكنيست في "حفل" بادر له مجلس مستوطنات الضفة، 6/6/2017

- يشرفني أن أكون رئيس الوزراء الأول بعد عشرات السنين، الذي يبني بلدة جديدة في يهودا والسامرة. وأقوم بما هو لازم للحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. وأؤكد لكم أنه لا أحد بذلك كانت له مساع أكبر من المساعي التي أبذلها للقيام بذلك. لقد عقدنا اجتماعاً لمجلس الوزراء واتخذنا قراراً بالإجماع مفاده أننا نبني في كل أنحاء يهودا والسامرة. هذا الشيء الأول، كما أننا نعد الخطط للبناء في كل أنحاء يهودا والسامرة. سنواصل الحفاظ على الاستيطان، سنواصل الحفاظ على بلادنا وسنواصل الحفاظ على دولتنا.

- إن هذا الصراع ليس صراعاً على أرض، إنه ليس صراعاً على يهودا والسامرة وغزة، فلو كان كذلك لما كان اندلع أصلاً، عندما سيطر العرب على يهودا والسامرة وغزة. إن هذا الصراع لا يدور حول إقامة دولة. إن هذا الصراع، وللأسف، يدور حول إبادة دولة ومنع إقامتها. طيلة عشرات السنين ثم تخريبها بعدما أقيمت. وبالتالي فعلى دول العالم أن تطالب، مثلما نطالب نحن الفلسطينيين بأوضح شكل بالاعتراف أخيراً بالدولة اليهودية، التي هي الدولة القومية للشعب اليهودي، والتخلي عن مطالباتهم، وما يسمونه بحق العودة والاعتراف بحقنا في العيش هنا في بلدنا.

- إن هذا المبدأ مبدأ الأساس، وحجر الزاوية لأنه أصل الصراع، وأنت لا تستطيع معالجة أي مشكلة إن لم تعرف جذورها، وأعتقد أن هذه الرسالة باتت تتغلغل شيئاً فشيئا وتدريجياً. فأسمع أن هناك دولاً تردد تلك المطالبة.

- إن الدعاية الفلسطينية التي تروّج للكراهية تجاه إسرائيل، تروّج وتشجع الرغبة بطعن وقتل الإسرائيليين وتلغي حقنا في العيش على أي جزء كان من بلادنا، فما زال هناك مشوار طويل يجب علينا قطعه لنحدث تغييراً هنا. وأشرح ذلك، أشرح أن كل واحد لديه الحق في العيش في بيته وفي عدم اقتلاع أحد من بيته، لن يتم اقتلاع أحد من بيته.

- أقوم بما هو لازم للحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة، وأتعهد أمامكم بأن أحداً لم يفعل أكثر من ذلك.

مقتطفات من جلسة الهيئة العامة للكنيست الثلاثاء 6/6/2017

رئيس الكنيست يولي إدلشتاين

- الانتصار الكبير في حرب الأيام الستة، لم يكن مجرد انتصار آخر؛ فمن دونه ما كنا هنا اليوم، ما كنا هناك اليوم، وهذا ببساطة. وأستطيع أن أقول لكم، وعلى صعيد شخصي، إنه من دون الانتصار في الحرب، أيضا أنا ما كنت موجودا الآن، على الأقل كيهودي وكصهيوني. فأنا أذكر، كيف أنا كطفل ابن 9 سنوات، في الاتحاد السوفييتي، سمعت التقارير عن الحرب في الراديو، وأذكر أي تأثير ضخم كان عليّ، وعلى ثلاثة ملايين يهودي آخرين عاشوا خلف الجدار الحديدي.

- 50 عاما بعد الانتصار، يوجد كأولئك الذين يقولون إنه فقط ورطنا، وإن الاحتلال، حسب تسميتهم له (للانتصار)، يُفسد مجتمعنا. إن الطلائعية كانت دائما مشروعا معقدا، وأيضا حينما وصل أوائل المهاجرين إلى البلاد، كان من قال إنهم يورطوننا مع القوى العالمية. إن المتوطنين (المستوطنين) في يهودا والسامرة وغور الأردن والجولان، هم طلائعيو عصرنا، إنهم باعثو الروح، وهم حماة البلاد، على الرغم من كل المصاعب والمخاطر. لا يمكن تخيل دولة إسرائيل وأرض إسرائيل، من دون هذه الأماكن.

النائبة ميراف ميخائيلي (رئيسة كتلة المعسكر الصهيوني- معارضة، وهي من حزب "العمل")

- حقيقة أنه أطلق على هذا اليوم، "50 عاما للتوطن في يهودا والسامرة"، لن يخفي حقيقة أنه في تلك المناطق في يهودا والسامرة، أيضا فلسطينيات وفلسطينيون، لا يحتفلون بأي توطين ومستوطنة، وإنما العكس، فهم تحت حكم عسكري منذ 50 عاما. وحقيقة مواصلة إصرارنا على رواية معينة، لن تخفي الواقع. فالروايات هي أمر رائع، وفي غاية الأهمية، ولكن في نهاية المطاف يوجد واقع.

- إن انتصارنا الأكبر اليوم، سيكون أن نفهم ونستوعب، أننا نحن إسرائيل، دولة قوية، ناجحة، غنية، قائمة. وانتصارنا الأكبر سيكون أن نفهم أنه من منطلق هذه القوة، واجب علينا، ومن مصلحتنا، أن نمد أيدينا لجاراتنا وجيراننا، وأن نساعدهم على بناء أنفسهم، لأن هذا ما سيسمح لنا ببناء انفسنا. وغير ذلك، فإن هذا الانتصار في الأيام الستة، سيواصل تفريقنا داخليا. ومحظور علينا أن نسمح بهذا.

النائب مردخاي يوغيف (كتلة "البيت اليهودي"- تحالف أحزاب المستوطنين)

- يوجد هنا فلسطينيون، وأنا أتفق مع النائبة ميراف ميخائيلي، ولكن المستقبل يعد بالخير لإسرائيل، وفي الجانب الديمغرافي، فإننا منتصرون، وأيضا سننتصر.

- عدنا الى مناطق بلادنا، أرض إسرائيل الكاملة، الى أبد الآبدين، من أجل أن نبني فيها ونبني أنفسنا. وفقط بتعزيز سيطرة شعب إسرائيل على بلاده، سيتحقق الأمن، والاستقرار، وحتى السلام، للمنطقة والعالم كله، وأيضا للفلسطينيين الذين يعيشون بيننا.

- ما سمح بكل هذا، هو الانتصار في حرب الأيام الستة قبل 50 عاما. وباسم شعب إسرائيل كله، فإننا نشكر كل من قاتل وحلم وعمل، وملزمون بالعمل، وباستمرار بناء بلادنا وأمننا.

النائب يوآف بن تسور (كتلة "شاس")

- بعد 50 عاما على التوطين، وهذا أكثر من جيل، يجب علينا أن ننتقل من السعي وراء اعتراف عالمي، إلى السعي لتطوير الوعي القومي. ففي هذا العام، علينا أن نسمح لأنفسنا بأن نكون أكثر جرأة. لقد آن الأوان للتوقف عن الفصل بين اليهود واليهود، وحان الوقت، لسريان القانون الإسرائيلي على يهودا والسامرة، والاعتراف بالمستوطنات كجزء لا يتجزأ من الواحد المتكامل الكبير، كجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل.

النائب عوديد فورير (كتلة "يسرائيل بيتينو")

- بعد 50 عاما على ذلك الانتصار، لربما حان الوقت لنطالبهم بالاعتراف بالانتصار، كشرط لأي مفاوضات. والانتصار الذي نتحدث عنه، هو دولة إسرائيل، بغض النظر عما ستكون حدودها المستقبلية، كهذه أو تلك. وحول هذا، بالإمكان أن نواصل الجدل بيننا، ولكن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وعلى هذا يمكن أن يكون خلاف هنا، في داخل هذا البيت (الكنيست). وكجزء من هذا الانتصار، فإن القدس بالتأكيد هي على رأس فرحتنا. واعتقد أن هذا الاعتراف الأكبر.

- من هنا، يجب ان تنطلق الدعوة للأسرة الدولية، كي تنجح في تحريك عجلات السلام. وكي ينجحوا في تحريكنا أمام جيراننا، والتوصل الى أي حل كان، فإن نقل سفارات كل الدول التي تقيم معنا علاقات دبلوماسية بالذات إلى القدس، سيحرك الاتفاق، لأنهم بذلك لربما يقضون على التفكير لدى الطرف الثاني، الذي يقول: بالألاعيب أستطيع القضاء على دولة إسرائيل. وأن ألغي الفكرة الصهيونية، ولا اعترف بانتصارها.

النائب دوف حنين (القائمة المشتركة، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

- اليوم رأيت في أروقة الكنيست الكثير من الصور، ولكن الصورة الأكبر كانت ناقصة. رأيت صور المستوطنات، رأيت صور المستوطنين، وهم بالتأكيد موجودون، ولكن هل هم وحدهم في المناطق؟ فأين هم ملايين الناس الذين يعيشون تحت الاحتلال؟، أين صور الحواجز، والعمال المكتظين والمضغوطين عند الساعة الرابعة فجراً، عند الحواجز؟، أين صور الناس، الفلاحين الذين خسروا أراضيهم؟، أين صور الأطفال المصابين والقتلى؟، فأي عمى بصيرة يبديه الكنيست اليوم؟.

- كذلك في ما يتعلق بالمستوطنات، لا تقال الرواية الحقيقية أيضا اليوم؛ فهذا الأمر الذي تتفاخرون به، المشروع الاستيطاني، مشروع مهتز يعيش فقط بفضل جهاز التنفس الذي يتم تشغيله هنا في الكنيست، على حساب الجمهور الإسرائيلي، هو ذات الجهاز الذي يواصل دفق الميزانيات الضخمة: امتيازات اقتصادية، استثمارات مكثفة بالبنى التحتية، وأفضليات بكل مجالات الحياة... وفي اللحظة التي يتوقف فيها هذا الجهاز عن العمل، فإنه لن تكون حاجة لقوة، كي يعود المستوطنون الى بيوتهم (بقصد داخل إسرائيل).

- في هذا البحث البرلماني، أعرض موقف الأقلية، ولكن كما في حالات كثيرة في التاريخ، فإن هذه الأقلية في هذه الحالة أيضا صادقة. إننا نعرض مستقبلا حقيقيا للشعبين، وطريقا للعيش بسلام تسمح بعيشنا هنا.

وزير السياحة ياريف ليفين يرد باسم الحكومة

- إنه يوم عيد وحق ضخم لكل واحد منا أن يحتفل بخمسين لتحرير مناطق البلاد، وعودتنا الى بلاد آبائنا، وإلى الأماكن التي وقعت فيها الأحداث الأكثر أهمية في تاريخ شعبنا.

- إن مشروع التوطين في القدس والجولان، اللتين نجحنا في فرض سيادتنا الكاملة عليهما، وفي يهودا والسامرة وغور الأردن، اللتين سيأتي اليوم، وأنا أومن بهذا وقد لا أكون في هذا المبنى الى الأبد، لكن لربما أحظى بأن أكون واحدا من أولئك الذين سيصوتون على فرض السيادة عليها.

النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

خلال احتفال خاص أقيم في قاعة المسرح في الكنيست لإحياء ذكرى خمسين عاماً على حرب حزيران (يونيو) 1967 والاستيطان في الضفة والقدس المحتلة

(ترجمة مكتب رئيس الوزراء، كما نشرت في موقع الانترنت الرسمي، ولكن بعد التنقيح الخاص والمقارنة مع العبرية)

(ملخص) "يشرفني أن أكون رئيس الوزراء الأول بعد عشرات السنين، الذي يبني بلدة جديدة في يهودا والسامرة. وأقوم بما هو لازم للحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. وأؤكد لكم أنه لا أحد بذلك كانت له مساع أكبر من المساعي التي أبذلها للقيام بذلك. لقد عقدنا اجتماعاً لمجلس الوزراء واتخذنا قراراً بالإجماع مفاده أننا نبني في كل أنحاء يهودا والسامرة. هذا الشيء الأول، كما أننا نعد الخطط للبناء في كل أنحاء يهودا والسامرة. سنواصل الحفاظ على الاستيطان، سنواصل الحفاظ على بلادنا وسنواصل الحفاظ على دولتنا".

يسرني لقاء العديد من الأصدقاء هنا، ممن يسيرون معنا منذ سنوات طويلة، ويقفون في طليعة الاستيطان منذ عشرات السنين. إنكم حقاً رواد جيلنا هذا، الذين يحبون الدولة ويقيمون الواحات في وسط الصحراء. ولكنها لم تكن منطقة صحراوية دائماً. فحينما كان شعب إسرائيل يقطن تلك الجبال وتلك التلال وترك تلك المصاطب، لم تكن هذه المنطقة بالصحراء. ولكن في حقيقة الأمر، منذ اضطرارنا لترك البلاد، فقد انتظرتنا بنفاد الصبر لننفخ روح النهضة الفعلية والوطنية في جسدها، وهذا ما فعلناه.

إن حرب الأيام الستة أعادتنا إلى ربوع وطننا، التي فُصلنا عنها منذ أجيال كثيرة. ولكننا لم نكف عن اعتبارها قلب وطننا. وسامحوني على قيامي بسرقة فكرية (يقتبس من التوراة) ولكن "لم نحتل أرضا أجنبية ولم نطمع وطناً غريباً". إنها بلادنا. وهذه أماكن حيث وقعت أحداث عظيمة في تاريخ شعبنا وقبل الجلاء إلى المنفى: فأورشليم القديمة وبيت لحم وحبرون (الخليل) وشخيم (نابلس) وعناتوت وبيت إيل ومعبر الأردن، وغيرها الكثير وأيضاً عامونة تشهد كلها على ذلك. يشرفني أن أكون رئيس الوزراء الأول بعد عشرات السنين الذي يبني بلدة جديدة في يهودا والسامرة.

وأتذكر كيف كنت جنديا شابا، تم تجنيده نحو شهرين بعد حرب الأيام الستة، في أغسطس (آب) 1967، وكان أول شيء فعلناه التدريبات الكثيرة والطويلة على الملاحة. إنني أتذكر مسيراتي مع رفاقي ثم مع جنودي في أنحاء يهودا وسامرة، حينما تسلقنا الجبال والتلال، ونزلنا إلى السهول والأودية. وطبعاً كانت هناك ليالٍ حيث توقفنا عند سفوح جبل شيلو، ورويت ذلك لأوري إليتسور، الذي شغل منصب رئيس مكتبي سابقاً، إنه قد أسر قلبي ليس بسبب المهارة الإدارية الخارقة، مع أنه كان بالفعل ماهراً، وإنما وبالدرجة الأولى بسبب القيم المشتركة، فرويت له قصة وصولي وأنا جندي إلى تل شيلو ومشاعري هناك.

وعلى فكرة، أصمم على تفقد ذلك المكان والفندق الجميل الذي أقيم هناك في إطار برنامج موريشيت الذي أطلقناه. وطبعاً عندما تقف بالقرب من موقع الهيكل إبان عصر القضاة، تهيج فيك المشاعر القوية، وكذلك عندما تقف على سفوح قلعة بيتار حيث كافح مقاتلو بار كوخفا الجيش الروماني. وكنت أقف هناك مع مجموعة من الشباب اليافعين نشم هواء الليل، لأنه كان يحدث ذلك عادةً خلال ساعات الليل، وشعرنا أننا نلنا، هكذا شعرت أنا، شرفاً عظيماً لتحقيق حلم الأجيال المتعاقبة، العودة إلى البيت، إلى أرض آبائنا، حيث استقروا قبل آلاف السنين.

ويجب عليّ التشديد على تلك النقطة: فلما رفع جيش الدفاع علمنا في يهودا والسامرة وفي الغور، لم يسيطر على منطقة سيادية تابعة لأي دولة أخرى. فحقيقة تواجد الأردنيين هناك بعد 1948، لم تمنحهم أي حق على الأرض معترف به من قبل المجتمع الدولي. وإن لم تخونني ذاكرتي فإن دولتين فقط اعترفتا بذلك، ولكن سائر الدول لم تعترف بذلك. والعكس هو الصحيح، فحق الشعب اليهودي على تلك المناطق، ذلك الحق تم الاعتراف به من قبل أمم العالم قبل 100 سنة، منذ 100 سنة بالضبط من خلال وعد بلفور ثم باتفاقية فرساي وانتداب عصبة الأمم.

خلال تلك الأيام لم يكن مصطلح "الضفة الغربية" متداولاً، ولم يظهر أي أحد ممن اقترحوا التمييز بين يهودا والسامرة وبقية ربوع الوطن. فكان بإمكان اليهود العيش في كل مكان. ومن الفينة للأخرى يرد إلى أذني ذلك الادعاء الكاذب بأننا فقدنا حقنا في العيش في تلك الأماكن. إن ذلك الادعاء أبعد ما يكون عن الحقيقة، وعارٍ عن الصحة. فلم نفقد حقنا أبداً – حتى وإن تعذر علينا ممارسة ذلك الحق فعلاً، وحتى لو تم فقدان ذلك الحق مؤقتاً، حيث أننا قد عدنا إلى أقاليم كثيرة داخل وطننا.

ويجب عليّ الإشارة إلى أنه خلال فترة تغيبنا عن يهودا والسامرة أي السنوات الـ 19 التي فصلت حرب الاستقلال عن حرب الأيام الستة، جرت محاولة واضحة لمحو أي ذكر يدل على الحضور اليهودي والتاريخ اليهودي داخل يهودا والسامرة. ومن الظريف أنه في تلك السنوات بحد ذاتها لم يخض الفلسطينيون نضالاً وطنياً للتحرر من "عبء الاحتلال": إنهم لم يفعلوا ذلك. وبدلاً من ذلك وبصورة داعية للإعجاب، قد أعربوا عن احتجاجهم وبصوت عالٍ فقط عندما انتهى تغيبنا القهري عن تلك الأماكن.

وعودتنا لربوع وطننا تحقيق للعدالة وممارسة لحقنا، وأنتم أصدقائي المستوطنين قد بنيتم بيتاً وغرستم بأياديكم العارية شجرة. وقد نلت شرف غرس شجرة بيدي العاريتين عدة مرات مع بعضكم، بشكل خاص في غوش عتصيون، ولكن ليس هناك فحسب وإنما في شيلو وغيرها من الأماكن كذلك.

ومنذ فترة قليلة زرت أريئيل، عاصمة السامرة، فوجدتها مدينة مفعمة بالحيوية تحتضن في وسطها جامعة مميزة. أجل، جامعة، وأفتخر بعمل الحكومات التي ترأستها على الترويج لاعتمادها وتطويرها، فيتعلم داخلها طلاب يهود وعرب جنباً إلى جنب، مجسدين التعايش الحقيقي بامتياز.

وإلى جانب الرغبة في التوصل إلى تسوية مع جيراننا الفلسطينيين، سنواصل الحفاظ على مشروع الاستيطان وتعزيزه. ونعمل ذلك بشكل يتحلى بالمسؤولية وبالرشد ومع أخذ مجموعة واسعة من الاعتبارات في الحسبان. أريد إيفاءكم بالتفاصيل وأقول – قلت ذلك للرئيس أوباما وقلت ذلك للرئيس ترامب، وقلت ذلك على منبر الأمم المتحدة، وقلت ذلك أمام الكونغرس الأميركي وأقول ذلك في كل مكان مع مئات الزعماء الذين يصلون إلى هنا. وبعد قليل سيسمعها أيضاً رئيس الحكومة الإثيوبي الذي سأتوجه للقائه من هنا، وقد سمعه ذلك في الماضي.

إن هذا الصراع ليس صراعاً على أرض، إنه ليس صراعاً على يهودا، السامرة وغزة، فلو كان كذلك لم يكن ليندلع أصلاً عندما سيطر العرب على يهودا، السامرة وغزة. إن هذا الصراع لا يدور حول إقامة دولة. إن هذا الصراع، وللأسف، يدور حول إبادة دولة ومنع إقامتها طيلة عشرات السنين ثم تخريبها بعدما أقيمت. وبالتالي فعلى دول العالم أن تطالب، مثلما نطالب نحن الفلسطينيين بأوضح شكل بالاعتراف أخيراً بالدولة اليهودية، التي هي الدولة الوطنية للشعب اليهودي، والتخلي عن مطالباتهم وما يسمونه بحق العودة والاعتراف بحقنا في العيش هنا في بلدنا.

إن هذا المبدأ مبدأ الأساس، وحجر الزاوية لأنه أصل الصراع، وأنت لا تستطيع معالجة أي مشكلة إن لم تعرف جذورها، وأعتقد أن هذه الرسالة باتت تتغلغل شيئاً فشيئا وتدريجياً. فأسمع أن هناك دولا تردد تلك المطالبة.

إن الدعاية الفلسطينية التي تروّج للكراهية تجاه إسرائيل، تروّج وتشجع الرغبة بطعن وقتل الإسرائيليين وتلغي حقنا في العيش على أي جزء كان من بلدنا – فما زال هناك مشوار طويل يجب علينا قطعه لنحدث تغييراً هنا. وأشرح ذلك، أشرح أن كل واحد لديه الحق في العيش في بيته وفي عدم اقتلاع أحد من بيته، لن يتم اقتلاع أحد من بيته.

لا أقول لكم الآن إن 50 عاماً من الدعاية، التي غيرت الإدراك بخصوص جذر الصراع والحد الأدنى من الاحتياجات البسيطة الضرورية لحله، إن تلك الأشياء ستترسخ لدى الرأي العام العالمي. لقد قطعنا مشواراً معيناً. أما الآن فما زال أمامنا مشوار طويل يجب قطعه. ولذا فحتى عندما مررنا بسنوات عصيبة تجاوزناها معاً، وها نحن نواجه تلك المشكلة حتى بعد أن تتداول الإدارات وحتى بعد أخذ إدارة زمام الحكم. لا أفصل أي أفكار تم طرحها فكل من يجب عليه معرفتها يعرفها، ولكن أستطيع القول إننا لن نقبل بأمور كان من شأنها المساس بأسس حقنا وفي أمور نعتبرها ذات أهمية قصوى حسب رأينا المشترك.

أقوم بما هو لازم للحفاظ على الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وأتعهد أمامكم بأن أحداً لم يفعل أكثر من ذلك.

لقد عقدنا جلسة لمجلس الوزراء واتخذنا قراراً بالإجماع. وتم نقله للآخرين بعدما اتخذناه. ويقضي القرار بما يلي: لقد قلنا إننا نبني في كل أنحاء يهودا والسامرة، وهذا أول شيء، كما نعد الخطط في كل أنحاء يهودا والسامرة – ونبني من الداخل للخارج، بمعنى أننا نبني داخل المستوطنات عندما يكون هناك مكان كافٍ للقيام بذلك، وإذا اقتضت الحاجة بالتوسع نظراً للاحتياجات اليومية، وإنجاب الأطفال، وزيادة مجموع السكان في المستوطنات، فنقوم بالبناء بجوار المباني القائمة وهكذا نخطط كذلك. هذه هي القاعدة التي اعتمدناها وهي شيء يمنحنا فوائد كثيرة جداً باعتقادي، فلدينا الكثير مما يمكننا ربحه وكذلك الكثير مما يمكن خسارته.

وأعتقد أن أهم شيء، وأقوله هنا لكم أصدقائي – ليس من باب النفاق – فلدي هنا أصدقاء، وزراء، نواب وزراء، أعضاء كنيست، رؤساء بلديات، نشطاء. غيرشون- إنه أول من عرض عليّ خوض حلبة السياسة- الذنب عليك. إنني أقول لكم وأتذكر حواراتنا قبل عشرات السنين ولكننا نستطيع الحفاظ على الاستيطان ومواصلة تطويره وتفادي إحداث كارثة على الاستيطان لو تمكننا من العمل سوياً. فهذا أهم شيء، العمل سوياً.

إذا نظرتم إلى الماضي، إلى تاريخ إسرائيل المعاصرة السياسي، فتجدون أنه لما تمكنا من الوقوف صفاً واحداً – نجحنا ولما انقسمنا –لم نخسر نحن فحسب، بل دولة إسرائيل والاستيطان وأمن إسرائيل كلها خسرت.

لقد جئت إلى هنا اليوم لأحييكم ونحن على العمل الكبير وللقول بصورة واضحة، سنواصل الحفاظ على الاستيطان وسنواصل الحفاظ على دولتنا سوياً.