تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.
  • تقارير خاصة
  • 1814

استدار ايهود باراك (الملقب في الصحافة الاسرائيلية هذه الأيام بلقب السيدzig zag ) استدارته الأخيرة بإعلانه يوم 20/2/2001 تراجعه عن تسلم حقيبة وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة برئاسة أريئيل شارون، وبتجديد تأكيده على قرار التخلي عن رئاسة حزب العمل وعضوية الكنيست، وهو ما سبق وأعلنه فور هزيمته أمام شارون في الانتخابات الأخيرة في السادس من شباط 2001.

وبهذه الاستدارة الهائمة التي مثلت نهاية ذليلة لحياة سياسية قصيرة لإيهود باراك (دون أن تلغي امكانية عودته في المستقبل) اشتعلت الحرب من جديد داخل حزب العمل للتنافس على خلافة باراك. وستحدد الأيام والأسابيع المقبلة مجرى الصراع في الحزب من خلال قراره المشاركة او عدمها في حكومة الوحدة الوطنية، ومن خلال تحديد موعد انتخاب رئيس الحزب، ومن خلال الوزراء الذين سيتم اختيارهم لعضوية حكومة الوحدة التي يبدو من المؤكد أن غالبية أعضاء اللجنة المركزية للحزب تتجه لإقرار المشاركة فيها.

وهذا الصراع سيكون انعكاسا لصراع على هوية وروح وبرنامج الحزب الذي كان على يسار المسرح السياسي الاسرائيلي ثم أخذ ينتقل لوسطه قبل أن يصبح قريبا من يمينه الوطني في السنوات الأخيرة. وهو صراع يعكس مجمل الأسئلة الصعبة التي تواجهها اسرائيل على صعيد قضية السلام والصراع الإثني والصراع بين العلمانيين والمتدينين.

وقد كشفت هزيمة باراك المنكرة في الانتخابات الأخيرة عن وجود مراكز قوى داخل الحزب كانت في عداد الموتى ولم تكن ذات فاعلية تذكر داخل الحزب بسبب النهج الذي سار عليه باراك الي، كما يقول عدد من منتقديه، كان يكره العمل الحزبي ولم يكن يحبذ عقد أو حضور الاجتماعات الحزبية وكان يفضل أن تبقى غالبية الامور رهن قراراه ومجموعة مصغرة من المساعدين الذين اختارهم الى جانبه فصاروا بديلا عن مؤسسات الحزب وهيئاته القيادية. لذلك فقدت هيئات الحزب أهميتها لدرجة انها غابت عن مسرح النشاط الانتخابي عام 1999 وتم استبدالها بمجموعات العمل المقلصة الوفية لباراك فضاع البرنامج الحزبي من الحملة الانتخابية واستعيض عنه ببرنامج هلامي هو برنامج اسرائيل واحدة التي أراد لها باراك أن تكون بديلا فوق حزبي لحزب العمل فانهارت مع هزيمته في الانتخابات الاخيرة.

يقول يوفال فرانكل رئيس هيئة التنظيم في الحزب أن النكسات بالذات تعيد الحياة الى حزب إلعمل وان الخسارة التي مني بها باراك، والتداعيات التي أعقبت ذلك، قد فتحت الباب على مصراعيه لعدد لا بأس به من أعضاء الحزب الذين صاروا يبحثون عن منصة يعبرون من عليها عما يعتمل في صدورهم ويضيف "إن بعث المنصات الفكرية يدل بدرجة كبيرة على وجود حياة في الحزب، بعد فترة طويلة من العقم الفكري".(هآرتس 15/2/2001)

هناك من يشبه الهزيمة الحالية لحزب العمل بالضربة القاصمة التي تلقاها في انتخابات عام 1977 التي صعد فيها الليكود الى سدة الحكم لأول مرة في تاريخ اسرائيل. وبعد تلك الضربة برزت منتديات عدة داخل حزب العمل تنادي بالتغيير وبإعادة صياغة الكثير من المفاهيم والأفكار التي كانت سائدة. ومن جملة التطورات التي شهدها الحزب آنذاك بروز دوائر مثل المحفل لأجل التوحيد (هخوغ لشيلوف) الذي ترأسه ميخا حريش (مستشار قضائي سابق توفي قبل سنوات) ومحفل جيل التواصل (دور ههيمشيخ) ومنتدى المراجعة (حشوف) برئاسة يوسي بيلين ومنتدى القرية الخضراء (هكفار هيروك) الميثولوجي الذي حظي على هذه التسمية نسبة للمكان الذي تأسس فيه هذا المنتدى في العام 1984. وقد انبثقت عن منتدى هكفار هيروك مجموعة الثمانية المعروفة التي ضمت كلا من يوسي بيلين، ابراهام بورغ، نسيم زفيلي، حاييم رامون، نواف مصالحة، ايلي بن مناحيم، حجاي ميروم، وعمير بيرتس. وقد حققت هذه المجموعة إنجازا كبيرا عندما نجحت في الدخول الى الكنيست كرجل واحد في انتخابات العام 1988 التي حصل فيها حزب العمل على 39 مقعدا. وحقق رؤساء المنتدى نجاحات كبيرة في مؤسسات الحزب، بلغت أوجها في مؤتمر الحزب في تشرين الثاني1991 حين نجح أعضاء المنتدى في تمرير قرارات أحدثت تجديدا في موضوعات سياسية متعددة وفي مسألة الدين والدولة. إلا ان التصدعات الداخلية التي برزت في الحزب عرقلت تطور عمل هذه المجموعة التي وصلت نهاية الى نهاية مشوارها مع نهاية العقد السابق.

في السنوات الأخيرة أضحى منتدى بيلين المُراجَع (مشوف) أحد أكثر المنتديات نشاطا في الحزب وفي العام الماضي تغير أسمه الى الحقيقة 21 وهو اسم مستعار من الاحرف الثلاثة الاولى التي كانت تميز حزب العمل في الانتخابات (ا م ت) وكانت تلك إشارة واضحة الى رغبة أعضاء هذا المنتدى برئاسة بيلين وعضوية الوزيرة يولي تامير والنائبة كوليت أفيتال في استعادة قيم الحزب والتركيز عليها في القرن الحادي والعشرين.

أما المنتدى الاقتصادي الاجتماعي الذي يرئسه ابراهام بورغ فقد زاد نشاطه في السنة الأخيرة وكان يعقد لقاءات اسبوعية بحضور نحو عشرين شخصية مقربة من المؤسستين الأمنية والاقتصادية. ومن المنتديات الأخرى الفاعلة، منتدى محفز (دوربان) الذي يترأسه افرايم سنيه نائب وزير الدفاع وهو منتدى فكري يشكل ملتقى لأشخاص ليسوا بالضرورة أعضاء في الحزب ولكنهم ذوي توجه اجتماعي- اشتراكي ويرون أنفسهم كمبشرين بـ اليسار الجديد ويكثر هؤلاء خلال نقاشاتهم من الانشغال في رسم خط أيديولوجي جديد للحزب على غرار النموذج الاشتراكي – الديمقراطي الرائج في غرب أوروبا.

أما أصدقاء بايغا (نسبة الى الكنية المعروف بها ابراهام شوحاط وزير المالية) فهم عبارة عن حوالي عشرين شخصا يتبنون وجهة نظر اقتصادية- اجتماعية ليبرالية وغالبيتهم من رجال الأعمال والاقتصاد وبعضهم كان عضوا في الكنيست ولهم القليل من الخبرة في المجالات الخارجية والامنية والكثير من الخبرات الاقتصادية. ويجتمع هؤلاء كلما اقتضت الحاجة لتقديم النصح في أوقات وأوضاع حاسمة. وخلال الاجتماع الأخير الذي عقده المنتدى في الاسبوع الأول الذي تلا هزيمة باراك في الانتخابات عرض شوحاط تقريرا مسهبا عن التطورات الداخلية في حزب العمل وتحدث عن الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعن فرص تعيينه وزيرا للمالية في تلك الحكومة. كما ناقش المنتدى التابع لشوحاط سبل تقويض فرص ابراهام بورغ في خوض المنافسة على رئاسة حزب العمل.

كما حظي بنيامين بن اليعازر بمنتدى خاص به أطلق عليه اعضاؤه لقب أصدقاء فؤاد (حفيري فؤاد) الذي عقد هو الآخر اجتماعا مؤخرا ضم دائرة موسعة من الاصدقاء معظمهم من رؤساء البلديات والمقاولين والعسكريين السابقين. وتشكل هذه الدائرة قاعدة النفوذ السياسي التي يعتمد عليها بن اليعازر داخل حزب العمل وهي الدائرة التي شجعته على الاعلان عن نيته في ترشيح نفسه للمنافسة الداخلية في الحزب للفوز برئاسة العمل في الفترة القادمة.

وقد حسم تقريبا موضوع أسماء المرشحين من حزب العمل للانضمام الى حكومة شارون وهم شمعون بيرس (حقيبة الخارجية)، حاييم رامون (الصناعة والتجارة)، بنيامين بن أليعازر- فؤاد (البنى التحتية)، رعنان كوهين (المواصلات)، داليا ايتسيك (الصحة)، ماتان فيلنائي (العلوم والثقافة والرياضة)، وابراهام شوحط وشاؤول سيمحون (وزيرا دولة). وقد تنازل الحزب عن حقيبتي الدفاع والمالية ربما لقطع الطريق على ابراهام بورغ الذي كان أبدى رغبته في تقلد الخارجية الخارجية فيما لو تقلد بيرس حقيبة الدفاع. أما الجناح المعارض داخل الحزب لحكومة الوحدة الوطنية فيضم شلومو بن عامي ويوسي بيلين وعوفير بينيس ويولي تامير وياعيل دايان وقد بدأوا بتنسيق خطواتهم ككتلة تعمل داخل الحزب. وعلى الرغم من أن بعض المصادر الاسرائيلية توقعت أن تكون تكاتفهم خطوة اولى نحو الانشقاق عن الحزب إلا أن شمعون بيرس، الذي اضحى زعيما تاريخيا لحزب العمل، قال في لقاء مع الإذاعة العبرية صباح السبت (24/2/2001) أن التيار الذي يقوده بيلين لن يقود الى الإنشقاق مستشهدا بنفي واضح وصريح صدر آنفا عن بيلين بهذا الخصوص.

أما بيرس شخصيا الذي سيتولى حقيبة الخارجية فقد أوضح أنه سيعارض أي اقتراح يطرح داخل الحكومة بدخول القوات الاسرائيلية الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ودافع عن وجهة نظره بالقول أن اسرائيل لن تستطيع ان تطبق سياسة العصا طيلة الوقت وأشار الى التجربة الناجحة التي تبناها، كما قال، موشيه دايان فورا بعد حرب حزيران 1967 حين اتبع سياسة العصا والجزرة مع الفلسطينيين. وقال بيرس أنه لا يمكن توجيه اللوم المطلق الى السلطة الوطنية الفلسطينية طالما أنها لا تشكل دولة بكل معنى الكلمة بدليل أن اسرائيل مثلا، والقول لبيرس، لا زالت هي التي تتحكم بالاقتصاد الفلسطيني. ودافع بيرس عن الدخول الى حكومة وحدة وطنية مع شارون على الرغم من وجود الوزيرين رحبعام زئيفي وافيغدور ليبرمان فيها وقال ان الخطوط العريضة المتفق عليها هي التي ستحدد الخط السياسي لهذه الحكومة وأساسها قرارا مجلس الأمن الدولي 242 و338 واحترام الاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي شريطة احترام الجانب الفلسطيني لها وعدم بناء أي مستوطنات جديدة. ونفي بيرس أن يكون حزب العمل في طريقه نحو الانهيار بيد أنه اعترف ان الحزب يمر الآن فترة حرجة وصعبة للغاية. وحين سئل عما إذا كان يتوقع عودة باراك الى المسرح السياسي بعد عام أو عامين أو أكثر قال أنه لم يكن في يوم من الأيام من الأنبياء وبالتالي فانه ليس على استعداد للتنبؤ بهذا الخصوص. وحين سئل عن رأيه بباراك شخصيا تفادى الإجابة الصريحة مكتفيا بقول مشهور للزعيم الصيني شو إن لاي الذي أجاب ردا على تقييمه للثورة الفرنسية بأن من السابق لأوانه الحكم عليها على الرغم من مرور مائتي عام على اندلاعها وأضاف بيرس: "فكيف تريدون إذا أن احكم على فترة حكم باراك وهو لا زال حتى هذه اللحظة رئيسا للوزراء؟"

وعلى أية حال، فستحدد الأيام القادمة شكل الصراع الساخن في صفوف أكبر الأحزاب الاسرائيلية.



"نجوم" حزب العمل حاييم رامون

· ولد في يافا في العاشر من نيسان 1950 وهو متزوج وله ولدان ويقيم في رمات هشارون، احدى الضواحي الأرستقراطية قرب تل أبيب. انفصل مؤخرا عن زوجته بنينا لأسباب شخصية.
· أنهى خدمته العسكرية برتبة رائد في سلاح الجو الاسرائيلي.
· درس القانون في جامعة تل أبيب.
· شغل في الماضي مناصب عدة منها الأمين العام لحركة الكيبوتسات القطرية وأمين عام شبيبة حزب العمل والأمين العام لنقابة العمال العامة (الهستدروت).
· في إطار نشاطه البرلماني كان عضوا في اللجنة القانونية وفي لجان برلمانية اخرى من بينها المالية ومراقب الدولة ورئيس كتلة حزب العمل في الكنيست.
· أصبح وزيرا للصحة في حكومة رابين عام 1992 ثم انتقل الى وزارة الداخلية لعدة أشهر.
· وفي الكنيست الرابعة عشر بعد هزيمة شمعون بيرس وفوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات عام 1996 أصبح رامون عضوا في لجنة الخارجية والأمن.
· شغل رامون منصب وزير بلا وزارة وحامل ملف القدس في حكومة باراك المنصرفة.
يعتبر حاييم رامون من أبرز المؤيدين لتشكيل حكومة وحدوة وطنية مع الليكود ولكنه عارض بشدة دخول ايهود باراك الى هذه الحكومة وزيرا للدفاع فيها.
عاش لحظات عديدة خلال حياته السياسية وهو يواجه خيار الاعتزال او البقاء في العمل السياسي أم لا. ترك الحزب لفترة من الزمن خلال حكومة اسحق رابين وقاد قائمة مستقلة انتزعت قيادة اتحاد نقابات العمال العامة (الهستدروت) وأصبح أمينا عاما للاتحاد مما اعتبر ثورة فريدة في الحياة السياسية في اسرائيل خاصة وأنه خاض الانتخابات على قاعدة برنامج اجتماعي ثابت. ثم عاد الى حزب العمل بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين ولقيت عودته ترحيبا حارا من بين أعضاء الحزب الذين رأوا فيها خطوة على الطريق الصحيح لمعالجة أوضاع ما بعد الاغتيال.
في مطلع التسعينيات ترأس مجموعة الثمانية في حزب العمل وكان هدفها المركزي إدخال تعديلات جوهرية على مواقف الحزب تجاه السياسة الخارجية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية. إلا أن بعض الذين وقفوا الى جانبه في الماضي أداروا له ظهورهم مؤخرا وكان من أبرزهم صديقه المقرب أبراهام بورغ الذي وجه ضربة وقائية مسبقة الى رامون حين أعلن نيته التنافس على زعامة الحزب في الانتخابات الداخلية المزمع اجراؤها قريبا، ربما بعد ثلاثة أشهر. وكان الصديقان رامون وبورغ اتفقا منذ سنوات طويلة على أن ترشيح أي منهما لمنصب زعامة الحزب لا بد وأن يحظى بموافقتهما معا. و كان يوسي بيلين الحليف الثاني الذي فقده رامون مؤخرا بعد خمسة وعشرين عاما من العمل المشترك حين أعلن بيلين صراحة عن تأييده لبورغ في ترشيح نفسه لرئاسة حزب العمل. كما انضم نواف مصالحة الذي عمل الى جانب رامون على مدار عشرين عقدا الى قائمة مؤيدي بورغ ويتوقع أن تنضم ياعيل دايان، إحدى أبرز أعضاء حزب العمل وابنة وزير الدفاع الأسبق موشيه دايان، الى مجموعة مؤيدي بورغ على حساب رامون. وكان آخرون ذات يوم الى جانب رامون ولكنهم تفرقوا في اتجاهات سياسية مختلفة من بينهم عمير بيريتس الذي خلف رامون أمينا عاما للهستدروت وانشق عن حزب العمل وأقام حزبا جديدا باسم شعب واحد. وعوزي برعام الذي استقال مؤخرا من الحزب. وكان برعام قد قال ذات يوم أن افضل خيار لحزب العمل هو رامون الذي لا يتردد في اختياره من بين كل قيادات الحزب لو رشحت ذواتها لرئاسة العمل. ونسيم زفيلي وحجاي مروم الذين انضما الى حزب المركز. بيد أن زفيلي عاد في كانون الثاني من هذا العام ليقف الى جانب شمعون بيرس في تنافسه أمام باراك وللوساطة بين بورغ ورامون.
بعد استقالة باراك تلقى رامون تأييدا واضحا وقويا من يوسي بيلين ولكن الأخير سرعان ما غير رأيه وأعلن في مؤتمر صحفي عن تأييده لبورغ الأمر الذي أعطى رامون إحساسا بأنه تلقى طعنة نجلاء في ظهره. ولكن بيلين دافع عن موقفه بالقول أنه سارع الى اعلان تأييده لبورغ لتسريع إجراءات بناء معسكر الحمائم في الحزب ردا على قرار فؤاد بن اليعازر ترشيح نفسه عن معسكر الصقور في حزب العمل.
وقف رامون ضد مفاوضات الوضع النهائي التي قادها باراك مع السلطة الوطنية الفلسطينية وكان يغلب دائما المفاوضات الانتقالية مع الفلسطينيين.
هناك من يرى أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه رامون كان استقالته من الأمانة العامة للهستدروت بعد اغتيال رابين. إذ على الرغم من أن علاقته كانت حميمة مع رابين ومع اسرته إلا أن الشارع لم يتقبل استقالته هذه على هذا الأساس خاصة وأن الانقلاب الذي كان أعلنه في الهستدروت لم ينتهِ بعد فظهرت استقالته كعمل جبان وانسحاب لا مبرر له. ووجه له الكثيرون اللوم لأنه تنازل وببساطة عن موقع هام جدا لحزب العمل وهو الهستدروت تاركا اياه عرضة لمنافسي الحزب وهذا بالذات ما حصل مع عمير بيريتس الذي جاء فورا من بعده. وخلال العواصف التي هزت علاقته بحزب العمل بعد ذلك درس ترك الحزب الى الأبد وعندما شكل اسحق مردخاي حزب المركز قبل انتخابات 1999 كان رامون على وشك الانضمام اليه ولكنه في اللحظة الخيرة عدل عن رأيه وقرر البقاء في الحزب.
قبل انتخابات عام 1996 تسلم رامون منصب موجه الحملة الانتخابية لشمعون بيرس وفي ضوء الهزيمة الكبرى التي مني بها بيرس أمام مرشح الليكود نتنياهو تلقى رامون الصفعات المؤلمة من قيادات حزب العمل التي اتهمته بالمسؤولية عن هزيمة بيرس. وكان يحظى بدعم بارز من مختلف الشرائح اليسارية في اسرائيل ولكنه خسر الكثير من هذا الدعم بسبب علاقته الخاصة والوطيدة بارييه درعي الزعيم المسجون لحزب شاس الديني.
وقف ضد ترشيح باراك لرئاسة الحكومة عام 1999 وكان على وشك الانسحاب من الحزب والانضمام الى حزب المركز الى جانب اسحق مردخاي وكان أن أطلق حينها عبارته الشهيرة عن باراك التي تفيد بأن باراك كالطير غير القادر على التحليق ولكنها في العبرية تحمل معنى أوضح ومباشرا وترجمتها "باراك لن يقلع" بمعنى أن باراك لن ينجح في الانتخابات ولكنه سرعان ما أعلن تأييده لباراك ووقوفه الى جانبه فور تلقيه عرضا منه غداة فوزه في الانتخابات لرئاسة الوزراء. حذره أصدقاؤه من مخاطر العمل وزيرا بلا وزارة في مكتب باراك وقالوا ان منصبا كهذا سيجعله يبدو مثل الجرو الأمين لصاحبه ولكنه كان يرى الامور بعين مغايرة. لقد اعتقد رامون ان الانتصار الساحق الذي حققه باراك على نتنياهو سيضمن له البقاء في منصب رئيس الوزراء لعدة سنوات وانه أي رامون سيستطيع مع مرور الزمن الفوز بثقة باراك تماما كما فاز بثقة رابين. وكان يعتقد كذلك انه بمجرد الفوز بثقة باراك فانه يستطيع مستقبلا ان يحل مكانه عندما يحين الموعد امام معسكر باراك لاستبداله بوجه جديد. وقد عاب عليه اصدقاؤه كذلك قربه من رابين حتى ان بورغ قال له ذات يوم: لقد اصبحت ناطقا عسكريا في خدمة رئيس الاركان السابق واصبح اسمك من الآن فصاعدا حاييم رابون (نسبة الى رابين). ولكن رامون أصر على دربه فنجح مع رابين وفشل مع باراك.
ويعترف رامون أنه أخطأ حين قرر عدم التصدي علانية لباراك وقال انه في تلك الفترة كان يولي كل اهتمامه للمساعي السلمية ولم يشأ أن يلحق أي ضرر بالمفاوضات مع الفلسطينيين. ويعترف: "لم أكن قادرا على حسم الموقف وكانت لي شكوكي ولم أكن أعرف كيف اتوصل الى الموقف الصواب." ومع ذلك كان هناك من اتهموه بطعن باراك في ظهره.
وفي أحاديث صحفية قال رامون أنه أصر على باراك قبل التوجه الى مفاوضات كامب ديفيد على ضرورة عدم التعرض لملف القدس في المفاوضات لأنه موضوع شائك وقد يفجر كل الجهود الرامية الى التوصل الى اتفاق حقيقي مع الفلسطينيين. ويقول رامون: "لقد قلت لباراك ان القدس بعد عشر سنوات ستحتل مكانة مدينة غزة اليوم بالنسبة للإسرائيليين وأن الزمن كفيل بمعالجة ما لا طاقة لنا على علاجه اليوم." ولكن رامون فوجئ بأن القدس كانت في مقدمة القضايا المطروحة وكانت القضية الجوهرية التي تفجرت بسببها مفاوضات كامب ديفيد فقرر خوض مواجهة مفتوحة وعلنية ضد باراك مع العلم أنه أجل هذه المواجهة خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة حتى لا يتهم بالتسبب في سقوط باراك أمام منافسه أريئيل شارون.
كان رامون أول من فاوض الليكود لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع جدعون ساعار المتوقع ان يصبح سكرتيرا لحكومة شارون. وكان واضحا ان تأييد رامون كان ضروريا لكل عضو في حزب العمل يريد الدخول الى هذه الحكومة من مثل ابراهام شوحاط وفؤاد بن اليعازر وداليا ايتسيك وماتان فيلنائي. وكان رامون من أشد المتحمسين لحكومة الوحدة الوطنية لأنه اعتبرها منصة الانطلاق بالنسبة له للتقدم نحو زعامة حزب العمل وكان يأمل في الحصول على حقيبة وزارة المالية في حكومة الوحدة الوطنية ولكن قرار باراك التراجع عن الاستقالة قلب الطاولة رأسا على عقب وبعثر أوراق رامون الذي وجد ان دخول بيرس الى وزارة الخارجية وباراك الى وزارة الدفاع لم يترك أي حقيبة وزارية مهمة لكي يتولاها هو فبات من أشد المعارضين لهذه الحكومة وانتقد باراك بكلمات قاسية منها أنه بصق على حزب العمل طيلة العامين الماضيين وكان يدعي دوما أن ذلك لم يكن أكثر من رذاذ!

ابراهام بورغ
· ولد عام 1955 في القدس. متزوج وله ستة اولاد. نشأ في بيت متدين وكان والده يوسف بورغ من أبرز السياسيين المتدينين المعتدلين في اسرائيل. كان والده زعيما للحزب الوطني الديني (المفدال) الى أواخر الثمانينيات. كما شغل والده لسنوات طويلة حقيبتي الأديان والداخلية. وكان الحزب في تلك الفترة شريكا طبيعيا لحزب العمل الى أن قاد الجناح اليميني المتطرف في الحزب بزعامة حنان بن بورات انقلابا تحول معه الحزب الى حليف استراتيجي لحزب الليكود وصار يقف على يمين الخريطة السياسية في اسرائيل.
· يسكن في نطاف غربي القدس.
· درس السياحة في الجامعة العبرية في القدس ويتقن اللغات العبرية والفرنسية والانجليزية.
· خدم في الجيش الاسرائيلي برتبة ملازم اول ودخل الكنيست لأول مرة عام 1988 وتسلم عدة مهام في اطار نشاطه البرلماني مثل العضوية في لجان الخارجية والامن والمالية ومراقبة الدولة والتربية والتعليم ولجنة تطوير مكانة المرأة ويشغل اليوم منصب رئيس الكنيست.
· عمل في الماضي مستشارا لوزير الخارجية ومستشارا لشمعون بيرس لشؤون يهود المنفى.
· شغل منصب رئيس الوكالة اليهودية والهستدروت الصهيونية واستقال فور تسلمه هذين المنصبين من عضويته في الكنيست. ثم عاد ودخل الكنيست عام 1999 وأصبح رئيس اللجنة الموجهة لحزب العمل والاحزاب المنضوية معه تحت يافطة اسرائيل واحدة.
يرى بورغ ضرورة تمثيل الفلسطينيين في اسرائيل الداخل ليس فقط في الحكومة وانما أيضا في كافة مؤسسات الدولة. وفي تصريحات صحفية أدلى بها بعد الانتخابات أعرب عن تفهمه لقرار العرب مقاطعة الانتخابات باعتبارها احتجاجا واضحا وصارخا ضد كل من يسلك طريق باراك من حيث التعامل معهم، واحتجاجا صادقا وحقيقيا على الاهمال المستمر منذ عشرات السنين. واعترف بأن الجهاز السياسي في اسرائيل يعزل المواطنين العرب في اسرائيل عن الديموقراطية الإسرائيلية وأنه ينبغي ترميم العلاقات مع العرب واعادة الحوار معهم على اسس جديدة.
عن ترشيحه لرئاسة حزب العمل يقول انه الشخص الذي سيعمل على بناء الجسور في المجتمع الاسرائيلي أهمها الجسور بين العرب واليهود وبين المتدينين والعلمانيين. ويرى أن الوقت قد حان لتقبل العقلية الاسرائيلية لما أسماه بالطراز الجديد من رؤساء الوزراء في إسرائيل أي رئيس وزراء قادم من البنية المدنية وليست العسكرية مثل باراك ورابين بحيث ألا يكون رئيس الوزراء هذا نتاج المعسكرات أو نتاج حقبة الحرب. ويقول بورغ بأنه على قناعة من وجود فرصة جيدة لأن يجسد هو مثل هذا النمط الجديد من القيادة.
يعتقد بورغ أن باراك أراد تحقيق أكثر من هدف واحد حين أعلن استقالته من الحكومة ودعا الى انتخابات مبكرة لاختيار رئيس الوزراء. ووصف النمط الديموقراطي الذي يتبعه باراك بديموقراطية الالتزام الروحي أو ديمقراطية البناء الهرمي في إعطاء الأوامر وليس ديمقراطية الهرم المقلوب القائم على التعاون.
عن باراك يقول انه، أي باراك، لم يحاول خداعه ابدا وأشار الى ان هذه الصفة الايجابية في باراك نادرة في مجال العمل السياسي في اسرائيل وقال ان المفاجأة الكبرى التي تلقاها من باراك كانت التزامه المطلق الذي لا يصدق بالسلام الا ان خطأ باراك كان في التعامل مع كافة القضايا من باب وجود خيارين فقط، إما الأبيض او الأسود، ولا وجود للأمور الوسط.
عن نتنياهو يقول أنه في الحقيقة معقد جدا وبصورة استثنائية، وأنه رجل مثقف جدا ومثير للانطباع بعدة طرق. ويضيف: "هنالك فيروس في برمجة نتنياهو وعلى عكس أخطاء باراك، التي أعتقد أنها قابلة للإصلاح، فإن سقطة نتنياهو ملفتة للنظر وضرورية . لأنها عائدة لإحساسه بالهوية المنغلقة، نموذج عقلية ماسادا، وهي عائدة لنظرته الى العالم. أعتقد أن هذه النظرة قديمة وغير جديرة ولا تعبر عن المجتمع الإسرائيلي.
عن أوجه الشبه بين باراك ونتنياهو يقول ان كلاهما متفردان من صنف الذئاب المتوحشة. ويضيف: "في حالات معينة قد تكون هذه ميزة جيدة ولكن في حالات أخرى كثيرة فهي مشكلة لأن الذئاب وحوش برية تعض ولكنها أيضا تختزن الخوف والنوايا. أعتقد أن علينا البحث عن نوع آخر من القيادة وهي القيادة المشتركة والمسؤولة، قيادة تنبذ السلطة وتوزع المسؤولية وتشجع المجتمع وتتمتع بدرجة كبيرة من الفاعلية بقدر الإمكان.
عن نفسه يقول: "إنني اقرأ الأدب الحديث واستفيد من التقنية الحديثة وأحب كل ما هو متحرك وحيوي واختلف عن الأشخاص الذين لا يملكون حس الفكاهة. أفضل الدخول بهدوء الى مكتب رئيس الوزراء وعلى الشخص الذي يجلس فيه ان يكون قادرا على احترام أبعاد الحياة الإنسانية واعتقد أنني اجمع بين اليهودية القديمة وأحاسيس الشباب الإسرائيلي."
ذات ليلة جمع أطفاله وزوجته ياعيل للحديث عن قراره ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء فسأله أحد أطفاله: لماذا؟ فرد بأن الحياة الإنسانية تتطلب ذلك وطالما استطاع أن ينقذ روحا إسرائيلية او إسماعيلية فعليه القيام بذلك أما إذا لم يستطع فعندها سيتحول الى نصف قاتل والى نصف مذنب .
تعلم من شمعون بيرس أهمية إتقان فن الكلام ويقول: "كنت دوما قريبا من بيرس الذي كان يقول لي أن الكلمات هي التي أسست السياسة والديموقراطية، فيها نكتب الاتفاقيات وبها نعبر عن رأينا وبها يمكنك ان تقنع وان تقتنع وبها تخلق الثقافة. وبالتالي فهي الحجر الأساس في الديمقراطية وغيابها يجر وراءه القتل وتدمير الإمكانيات ويؤسس للدكتاتورية.
يكن للعرب احتراما يعود، كما قال في لقاء مع هآرتس في 22 كانون الأول 2000 الى حقيقة أنهم أنقذوا والدته خلال أحداث الخليل عام 1929 إضافة ألى أنه ينتمي الى تيار متعدد القبلية، إذ في داخله أكثر من انتماء وأكثر من قبيلة. فهو يرى نفسه يهوديا واوروبيا شرقيا ويهوديا ألمانيا ومتدينا متزمتا ومعارضا للمتزمتين في الآن ذاته.
يرى نفسه في وسط المركز في اسرائيل ولكن ليس بالتعريف السياسي الحالي حيث يقف المركز في الوسط بين اليمين واليسار إذ أن اليمين حسب رأيه لا يعرف ماهيته، واليسار لم يعد يعرفها كذلك. فاليمين، كما قال، يفترض انه المعسكر الوحيد الذي يعرف كيف يصنع السلام، فيما اليسار يعتقد أنه المعسكر الوحيد الذي يستطيع الذهاب الى الحرب.
وعن قضية القدس ومفاوضات كامب ديفيد قال بورغ أن باراك أزاح كل الستائر التي تحيط بنظرية السلام ووضع موضوع القدس على الطاولة وصدم الجميع: اليسار واليمين، الاسرائيليين والفلسطينيين، واليهود والمسلمين. ويتساءل: هل ما فعله باراك كان صحيحا وهل كانت النية لوضع حد للصراع حتى ولو بثمن كالقدس مبررة؟ ويجيب: "لا أعتقد ذلك. من حيث المبدأ، يجب ألا تدخل في مفاعل ذري دون أن تكون لديك وسائل حماية، والقدس مفاعل نووي، وهي مسألة شائكة جدا بصورة غير طبيعية، لنا ولهم." ويستطرد حول القدس فيقول: "حتى يومنا هذا لا أعرف ما قاله باراك في كامب ديفيد وما الذي تخلى عنه وما الذي لم يتخل عنه ولكني أعرف أنه في كامب ديفيد قد مس العهد الذي يتعلق بالقدس وهذا مشروع في الحياة السياسية ولكن بالشكل المناسب وبعملية هادئة وتدريجية حيث يتم التعامل معها بأسلوب معمق. لا يمكن أن تؤكد نفس العهد لعقود في المنافسات والسباقات وأن تقسم في الاحتفالات بالحائط الغربي ثم تذهب الى قمة في أمريكا كي تقول: الى هنا."
ويقول: أعتقد أننا تركنا المسيرة اليهودية لليمين والمتدينين، لم نتعامل بشكل كاف مع مسألة الهوية أو مع الاتصالات المعقدة بين الهوية اليهودية والاسرائيلية والسلام. نحن نسمى يهودا، لأننا ننحدر من قبيلة يهوذا، وننحدر من مملكة يهودا التي وجدت في المناطق المرتفعة ما بين الخليل والقدس، وخلال ذات الفترة التي قمنا نحن (قبائل الشرق) ببناء مملكتنا وأمجادنا وحضارتنا فوق الجبل، استقرت قبائل الغرب الفلسطينية في المناطق الساحلية السفلى، ولكن الآن بعد 3500 عام سننتقل لأول مرة في تاريخنا الى تل أبيب، الى أراضي الفلسطينيين، في ذات الوقت، فإن الفلسطينيين الذين اشتق اسمهم من الفلسطينيين القدماء، سينتقلون الى الجبل، الى أراضي يهودا، لذلك فان اتفاق السلام الذي آمل أن نوقعه عاجلا سيذيل بالضرورة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين . من الممكن لأمة أن تقوم بمثل ذلك، لأني طيلة حياتي حاربت من أجل أن نفعل شيئا مثل هذا ولأنني فوق ذلك كله رجل سلام لا أكره شيئا كما ما أكره إراقة الدماء وأعتقد أن على المرء أن يفعل أي شيء لمنع اراقة الدماء. فالسلام لدي أفضل من إراقة الدماء تحت حجج تاريخية ولكن معسكر السلام الذي أخذ على عاتقه اتفاقية لتبادل الاراضي عليه ان يفهم انه على وشك التنازل عن تطلعات عمرها 3500 عام وهذا ليس بسيطا ويشكل ابتعادا عن اسس حضارتنا.
ويضيف: أعتقد أن أفضل نموذج للحل هو ما وضع رؤوس اقلامه حاييم رامون وشمعون بيرس، وهو القيام باعادة انتشار ثالثة، والاعتراف بدولة فلسطينية على حوالي 60-70 بالمائة من الضفة وفي المقابل ضم تجمعات صهيون والقدس واريئيل، باتفاقية دولية. وعندما يكون هنالك 70 بالمائة من الاراضي عائدة للدولة الفلسطينية مع تواصل جغرافي وقدرة داخلية على الوجود بكرامة، وحوالي 10 بالمائة من المناطق في ايدينا، مع ترك ما تبقى من المساحة، وبضمنها الاماكن المقدسة في القدس، ليحدد مصيرها لاحقا. آمنت في الماضي وما زلت كذلك ان دولة فلسطينية هي الحل، لكني اليوم ألاحظ انه يجب أن يتحقق هذا الحل عبر اتفاقية مؤقتة، وليس عبر حل نهائي لأننا بحاجة للوقت للتعامل مع القسَم الاسرائيلي كما يحتاج الفلسطينيون أيضا الى وقت كي يتعاطوا مع قسَمِهم. إن ترك مساحة 20 بالمائة سيمكننا من البدء في اعادة الثقة بعد حقبة الاشهر الاخيرة، وسيقودنا لمواجهة تحد صعب للوصول الى نهاية الصراع في وقت مناسب أكثر وباسلوب مناسب أكثر.
عن الرئيس عرفات يقول: "إنه خذلان كبير، ولكنه أيضا الأمل الوحيد، ورغم أن باراك قام بأخطاء تكتيكية معينة، فإنني أعتبر عرفات مسؤولا عن العنف في انتفاضة الأقصى إذ قابل ببرودة زيارة شارون غير الموفقة الى جبل الهيكل ليضحي بمائتين وخمسين فلسطينيا على حساب القدس قبل أن يعود الى طاولة المفاوضات. وكأن اسحاقا واحدا تمت التضحية به غير كاف، وكأننا نحتاج الى مائتين وخمسين اسماعيليا ضحايا، لكن على كل حال لا يوجد بديل عن عرفات، وكل الامكانيات الأخرى أكثر خطرا واحباطا.
بنيامين بن اليعازر (فؤاد)
ولد عام 1936 في العراق وهاجر الى اسرائيل عام 1950.
متزوج وأب لخمسة اولاد.
تخرج من مدرسة القيادة والاركان ومن كلية الامن القومي.
يتكلم العربية والعبرية والانجليزية.
خدم في الجيش الاسرائيلي بين الأعوام 1954-1984 في مهام مختلفة بدأها في لواء جولاني لمدة عشر سنوات.
في عام 1967 عين قائد كتيبة.
في عام 1970 أرسل من قبل وزارة الدفاع الى سنغافورة للعمل ملحقا عسكريا في السفارة الاسرائيلية.
في حرب تشرين 1973 كان نائبا لقائد المنطقة الجنوبية.
تولى منصب قائد لواء المنطقة الحدودية مع لبنان من عام 1974 ولغاية العام 1976 وكان من اوائل الذين دخلوا لبنان عام 1976 وأصبح مسؤول الارتباط مع الميليشيات اللبنانية وباتت مهمته الإشراف على بناء ما سمي بالجدار الطيب ومن ثم الإشراف على إقامة مليشيا جيش لبنان الجنوبي.
عين عام 1978 حاكما عسكريا للضفة الغربية وفي خلال فترته تعرض رؤساء بلديات رام الله المرحوم كريم خلف والبيرة ابراهيم الطويل ونابلس بسام الشكعة لثلاث محاولات اغتيال عام 1980 على ايدي التنظيم اليهودي الارهابي السري الذي تأسس في وقت مبكر من تلك السنة لضرب رموز العمل الوطني الفلسطيني في الأرض المحتلة. وفي العام 1982 انهى خدمته في الجيش برتبة عميد ثم عاد وعمل منسقا لنشاطات الحكومة الاسرائيلية في الاراضي المحتلة عام 1983-1984 الى أن فاز في عضوية الكنيست في الانتخابات التي جرت سنة 1984.
شغل عدة مناصب برلمانية منها العضوية في لجنة الكنيست ولجنة الخارجية والامن، ولجنة العمل والرفاه، وشغل منصب وزير الاسكان في حكومة اسحق رابين 1992 – 1996 وفي حكومة باراك شغل منصب نائب رئيس الحكومة ووزير البناء ووزير الاتصالات. وكان من أوائل المسؤولين الاسرائيليين الذينزاروا مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس بعد التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993. رشح نفسه مؤخرا لرئاسة حزب العمل وأعلن عن نيته خوض الانتخابات الداخلية على زعامة الحزب ممثلا عن جناح الصقور في الحزب ولكن فرصه لا تبدو مشجعة بسبب المعارضة الداخلية التي سيواجهها من أعضاء كثيرين في الحزب يرون في سياسته تطابقا غير مفهوم مع الكثير من مواقف الليكود السياسية وخاصة تحريضه لحكومة باراك بوقف التفاوض مع الفلسطينيين طالما استمرت العمليات المسلحة وطالما واصل الفلسطينيون اطلاق النار على الأهداف الاسرائيلية.
شلومو بن عامي
ولد عام 1943 في المغرب وهاجرت عائلته الى فلسطين عام 1955.
متزوج واب لثلاثة أولاد ويقيم في كفار سابا.
مؤرخ يتكلم اللغات العبرية والانجليزية والاسبانية والفرنسية.
خدم في الجيش في لواء جولاني 1962-1965.
درس البكالوريوس في موضوع التاريخ والادب العبري في جامعة تل ابيب ثم أكمل دراسة التاريخ في نفس الجامعة ثم حصل على لقب الدكتوراه في التاريخ من جامعة اكسفورد.
عمل مدرسا لمادة التاريخ في جامعة تل ابيب بين السنوات 1974-1977 ومن ثم منسقا في كلية الامن القومي.
بين العامين 1980-1982 عمل كزميل بحث في جامعة اوكسفورد.
بين الأعوام 1987 -1991 كان سفيرا لاسرائيل في اسبانيا وشارك في تشرين أول 1991 في الوفد الاسرائيلي لمؤتمر السلام في مدريد وترأس الوفد الاسرائيلي لمحادثات السلام متعددة الاطراف حول موضوع اللاجئين في الشرق الاوسط.
فاز بالمكانة الأولى في الانتخابات التمهيدية داخل حزب العمل قبل الانتخابات العامة التي جرت عام 1996 التي أدخلته الكنيست لأول مرة. وشغل عدة مناصب برلمانية منها رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية وعضو لجنة الخارجية والأمن ولجنة التربية والتعليم.
خدم في حكومة باراك وزيرا للأمن الداخلي (الشرطة) وفيما بعد تسلم بالإضافة الى ذلك حقيبة وزارة الخارجية في تشرين الثاني الماضي. واقترب كثيرا من باراك في الشهور الأخيرة لحكومته مما عرضه لانتقادات شديدة. وشارك في مفاوضات ستوكهولم مع ابو العلاء عام 2000 ومن ثم في مفاوضات كامب ديفيد ثم أصبح رئيسا للوفد الاسرائيلي الى مفاوضات طابا مع السلطة الوطنية الفلسطينية. ويطرح كثيرون من داخل حزب العمل بن عامي كمرشح للتنافس على زعامة الحزب إلا أنه أعلن أنه لن يتنافس، حتى الآن في حين قالت مصادره أنه سيتنافس على رئاسة الحزب إذا جرت انتخابات خلال ثمانية شهور. وهو يعد الآن للقيام باتصالات شعبية معتمدا على البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي طرحه سابقا. ويحمله المواطنون العرب في اسرائيل مسؤولية اساسية في استشهاد ثلاثة عشر مواطنا في تشرين أول 2000 فور اندلاع انتفاضة الأقصى باعتباره الوزير المسؤول عن حقيبة الشرطة أو الأمن الداخلي. ولكنه بالمقابل حاول تبرئة نفسه بالقول أنه فكر في عزل اللواء اليك رون قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الاسرائيلية بسبب الأحداث التي عصفت بالجليل والمثلث ولكنه عدل عن رأيه خشية أن يتوجه الأخير الى المحكمة العليا للطعن بقرار العزل.
افرايم سنيه
ولد عام 1944 في تل أبيب.
متزوج وأب لولدين ويسكن في هرتسليا.
والده موشيه سنيه كان من أبرز قيادات الشيوعيين اليهود في فلسطين.
تخرج من كلية الطب في جامعة تل ابيب وعمل طبيبا باطنيا.
يتقن العبرية والانجليزية والعربية والروسية والالمانية القديمة.
خدم في القوات النظامية في صفوف لواء ناحل بين 1962-1964 ثم خدم طبيبا في لواء المظليين وقائدا للشريط الحدودي المحتل في الجنوب اللبناني. ثم عمل رئيسا للإدارة المدنية في الحكم العسكري بالضفة الغربية بعد أن حاز على رتبة عميد في الجيش.
دخل الكنيست عام 1992 وأصبح عضوا في اللجنة الفرعية لشؤون أجهزة الاستخبارات. ثم أصبح وزيرا للصحة في حكومة رابين لفترة من الوقت وبعد أن شكل باراك الحكومة بعد انتخابات 1999 أصبح نائبا لوزير الدفاع وكان يطمح في أن يصبح وزيرا للدفاع في عهد باراك على أمل أن يقرر رئيس الوزراء تعيين وزير متفرغ للدفاع.
دالية ايتسيك
من مواليد القدس لعائلة يهودية هاجرت من العراق. متزوجة وام لثلاثة. حاصلة على البكالوريوس في الادب والتاريخ من الجامعة العبرية ودرست الحقوق. كما حصلت على شهادة التعليم من كلية أفرات للمعلمات وعملت بين سنوات 1973-1988 في مجال التعليم وتولت رئاسة نقابة المعلمين في القدس.
في الفترة بين 1988-1991 كانت عضوا في مجلس ادارة سلطة البث (الإذاعة والتلفزيون).
1989-1990 كانت نائبة لرئيس بلدية القدس تيدي كوليك وعضوا في المجلس البلدي.
كانت من كبار الموالين لشمعون بيرس خلال فترة التناحر التي شهدها الحزب بينه وبين اسحق رابين ودخلت الكنيست في انتخابات 1992 وتولت رئاسة لجنة التربية والتعليم كما كانت عضوا في لجنة المالية، وفي لجنة تطوير مكانة المرأة. وبعد تشكيل باراك حكومته عام 1999 تولت حقيبة البيئة وصارت من المقربين لباراك ووقفت تدافع عنه أمام سيل من الانتقادات التي تعرض داخل الحزب وخارجه وأصبحت رئيسة طاقم حزب العمل الاعلامي او ما عرف باسم فريق ردود الافعال، ورئيسة للجنة العلوم والتكنولوجيا، اضافة الى عضوية لجنة التعليم.
ياعل (يولي ) تمير
من مواليد عام 1954 وهي أم لابنتين.
حصلت على البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة العبرية في القدس، وحصلت على الماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة، وعلى لقب الدكتوراة في موضوع العلوم السياسية من جامعة اكسفورد.
كانت زميلة بحث في الفلسفة في معهد شالوم هيرتمان للدراسات اليهودية في القدس، وزميلة بحث في مركز دراسة المهن في جامعة هارفارد، وزميلة بحث فى آداب المهنة فى جامعة برنستون، وبروفسور فى دائرة الفلسفة وكلية التعليم في جامعة تل ابيب.
خدمت في سلاح الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي من 1972-1974 وسرحت من الخدمة برتبة ملازم اول.
كانت من بين المؤسسين لحركة السلام الان وهي عضو في لوبي النساء، وعضو في ادارة المركز للديموقراطية، وكذلك في ادارة صندوق القدس، ورئيسة جمعية حقوق المواطن الاسرائيلي.
منذ عام 1995 اصبحت نشطة في حزب العمل ثم في قائمة اسرائيل واحدة وشغلت منصب وزيرة الهجرة والاستيعاب في حكومة باراك وتعتبر صديقة حميمة لأسرته.
ابراهام شوحط (بايغا)
ولد عام 1936 في فلسطين.
متزوج وأب لثلاثة ويقيم في تل ابيب.
حصل على البكالوريوس في الهندسة من معهد التخنيون في حيفا.
خدم في الجيش الاسرائيلي في اطار لواء ناحل المظلي.
كان رئيسا لمجلس ادارة شركة مباني الصناعة (مبني هتعسياه) ورئيسا للجنة مدن التطوير في مركز السلطات المحلية .
كان رئيسا لبلدية عراد في النقب وعضو مجلس ادارة الصناعات الجوية.
دخل الكنيست في انتخابات عام 1988 وكان رئيسا للجنة المالية ولجنة الاقتصاد وعضو في لجنة الداخلية وجودة البيئة، وفي لجنة مراقبة الدولة.
شغل منصب وزير المالية في حكومة اسحق رابين من عام 1992 الى 1996 ومن ثم عاد الى نفس المنصب بعد تولي باراك رئاسة الحكومة في انتخابات 1999. وكان عام 1993 رئيسا للوفد الاسرائيلي الذي أنجز اتفاق باريس الاقتصادي بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.
يوسي بيلين
ولد عام 1948 في إسرائيل. متزوج وله ولدان.
حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والأدب العبري من جامعة تل أبيب ومنها حصل أيضا على الماجستير وبعدها على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية.
عمل صحفيا في جريدة دافار اليومية بين الأعوام 1969-1977.
كان محاضرا للعلوم السياسية في جامعة تل أبيب بين عام 1972-1985.
عضو كنيست منذ 1988 في حزب العمل وكان عضوا في عدة لجان منها لجنة الدستور والقانون والعدل، ولجنة الخارجية والأمن، ولجنة تطوير مكانة المرأة.
بين الأعوام 1977-1984 كان متحدثا باسم حزب العمل ومن ثم سكرتيرا للحكومة حتى عام 1986 وبعدها أصبح مديرا عاما لوزارة الخارجية حتى عام 1988 ثم عمل نائب وزير المالية حتى عام 1990.
كان نائبا لوزير الخارجية شمعون بيرس بين الأعوام 1992-1995 ولعب دورا هاما في الطاقم الاسرائيلي الذي اعد اتفاقات اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993. وكان رون بونداك ويائير هيرشفيلد اللذين أجريا الاتصالات الاولى مع أحمد قريع (ابو العلاء) مقربين جدا منه. وارتبط أسمه بما سمي بوثيقة (ابو مازن) للحل النهائي وهي الوثيقة التي نفى محمود عباس (ابو مازن) وجودها مشيرا الى انها لم تتجاوز دائرة النقاش ولم يتم بلورتها لرؤية المشتركة.
عمل وزيرا للاقتصاد والتخطيط عام 1995 ثم وزيرا بلا حقيبة في ديوان رئيس الوزراء عام 1996. قبل عام استقال من عضويته في الكنيست لإفساح المجال أمام غيره من أعضاء حزب العمل للدخول الى البرلمان.
أصبح وزيرا للعدل في حكومة باراك التي شكلت عام 1999 وكان من بين البارزين في اسرائيل الذين نادوا بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني المحتل.
عرف عنه أنه لا يطمح للمنصب رقم 1 في اسرائيل كما عرف عنه شجاعته في طرح آراء جريئة ومثيرة للجدل بالنسبة للمجتمع الاسرائيلي وهو يحظى باحترام مختلف الاحزاب السياسية على الرغم من آرائه الحمائمية.
ماتان فيلنائي
ولد عام 1944 في القدس. متزوج وأب لثلاثة اولاد ويقيم في ميفاسيرت تسيون(قرب قرية القسطل غربي القدس).
درس الثانوية في القدس.
عام 1970 كان طالبا متفوقا في مدرسة القيادة والاركان التابعة للجيش الاسرائيلي.
عام 1977 حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ العام من جامعة تل ابيب.
عام 1978 كان طالبا في كلية الامن القومي.
عام 1984 كان زميل بحث في مركز الدراسات الدولية في جامعة هارفارد في بوسطن.
عام 1998 كان زميل بحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة جون هوبكينز في واشنطن.
خدم في الجيش الاسرائيلي بين الاعوام 1962-1997.
عام 1978 حصل على رتبة فريق وترأس سلاح المظليين ثم سلاح المشاة.
بين عامي 1982-1984 كان قائدا للفرقة المدرعة في الشمال وأشرف على عملية الجلاء عن بيروت.
بين الاعوام 1985-1989 كان رئيسا لقسم الطاقة البشرية في هيئة الاركان.
بين الاعوام 1989-1994 كان قائدا للمنطقة الجنوبية في فترة الانتفاضة الاولى وأشرف على انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة بعد اتفاقات اوسلو.
عام 1994 أصبح نائبا لرئيس الأركان واضطر للاستقالة من منصبه عام 1997 حين فشل في تولي رئاسة هيئة الأركان وهو المنصب الذي طالما حلم به. وعلى إثر استقالته ساءت علاقته برئيس الأركان الحالي شاؤول موفاز. وانضم بعد ذلك الى حزب العمل وحاز على موقع متقدم في الانتخابات الداخلية ومن ثم في الكنيست الحالية. منذ ذلك الحين وهو يتحسس طريقه نحو القمة وسط محاولات عدة لعرقلة تقدمه بسبب حساسية بعض قيادات الحزب من القادمين الجدد من ذوي الرتب النحاسية الرفيعة في الجيش.
عام 1999 تسلم وزارة الرياضة والعلوم وأصبح مكلفا من قبل رئيس الوزراء في متابعة ملف المواطنين العرب في اسرائيل وكان على اتصال مستمر بالقيادات العربية في اسرائيل قبل الانتخابات في محاولة لإقناعها بالتصويت لصالح باراك في الانتخابات الأخيرة.
رعنان كوهين
ولد عام 1941 في العراق وهاجرت اسرته إلى إسرائيل عام 1951. متزوج وأب لأربعة أولاد ويقيم في رمات جان.
يتقن اللغات العبرية والعربية والإنجليزية. خدم في الجيش الإسرائيلي ضابطا في اللواء المدرع.
حصل على البكالوريوس في التاريخ العام من جامعة تل أبيب وعلى الماجستير في التاريخ من نفس الجامعة وأكمل دراسة الدكتوراه في موضوع الأقلية العربية في إسرائيل.
عضو كنيست منذ عام 1988 وكان عضوا في عدة لجان في الكنيست منذ تلك الفترة وحتى اليوم منها لجنة المالية، والخارجية والأمن، ومراقبة الدولة، كما شغل منصب رئيس كتلة حزب العمل. وعين في أواخر العام الماضي وزيرا للعمل والرفاه الاجتماعي في حكومة باراك.
من نشاطاته الجماهيرية:
- سكرتير حزب العمل منذ عام 1997.
- رئيس الحركة لاستيعاب الجندي المسرح منذ 1990.
- رئيس مكتب الانتخابات لحزب العمل بين الأعوام 1986-1992.
- رئيس قسم العرب والدروز في حزب العمل بين 1975-1986.
- مرشد في حركة الشبيبة العاملة والمتعلمة وسكرتير حركة الشبيبة الفتية التابعة لحزب العمل في بني براك بين 1961-1970.
له عدة كتابات ومقالات عن العرب في إسرائيل والمجتمع والسياسة في الوسط العربي.