على غرار النموذج الأميركي المُحافظ، طوّرت نخب اليمين الجديد في إسرائيل من أساليبها في إطار مساعيها لخلق هيمنة بديلة داخل المجتمع الإسرائيلي، وكان من بين هذه الأساليب تأسيس ودعم مراكز الأبحاث (Think Tank) التي تعمل على إعادة إنتاج الخطاب وتُقدّم التصورات والأوراق والنشرات والتوصيات للنخب السياسية والأحزاب وغيرها من ضمن مهام أخرى كثيرة.
شهد الأسبوع الفائت تصعيداً في تصريحات صادرة عن مسؤولين إسرائيليين تتوعّد إيران بضربة وشيكة لكبح برنامجها النووي وصدّ سياستها الإقليمية، بدءاً برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، وليس انتهاء برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان"). وقد أعلن غالانت، في نهاية الأسبوع الفائت، مثلاً، أنّ "الأخطار التي تواجه دولة إسرائيل تزداد، وقد يتعيّن عليها قريباً القيام بواجبها في كل ما يتعلق بحماية نفسها، وحماية مستقبل الشعب اليهودي".
تأسس موقع "ميدا" اليميني في العام 2012 بمبادرة الشخصية اليمينية المعروفة ران باراتس، والذي كان قد شغل في السابق منصب المتحدث باسم زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية بنيامين نتنياهو، ويُعرّف مؤسّسه الموقع بأنه مجلة إخبارية وفكرية يومية تهدف إلى إتاحة وتوفير الآراء والمواقف والمعلومات للجمهور الإسرائيلي، تحديداً تلك التي لا يتم تناولها، أو غير الشائعة، في الخطاب الإعلامي السائد الذي تُقدّمه بشكل رئيس وسائل الإعلام الإسرائيلية.
عرض بحث جديد أجراه معهد الأبحاث والمعلومات في الكنيست فجوات واضحة في نسب توزيع الطلاب الذين يدرسون في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، من حيث المجموعة الاجتماعية والاقتصادية التي ينتمون إليها. وهو ما يظهر في نوع الشهادة ونوع المؤسسة الأكاديمية. وتتطرق هذه المعلومات إلى صورة الوضع في العام 2022، وهي تشكل تحديثاً لمعلومات – لم تختلف تقريباً – طرحها المعهد في أبحاث سابقة له.
الصفحة 96 من 859