يمكن القول إن العقبة الأساس التي تقف في وجه رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة هو التماسك الشديد بين الليكود وحلفائه من اليمين الاستيطاني، بما فيهم كتلتا اليهود الحريديم، وعدم قدرته على التفاوض مع كل واحدة من الكتل الخمس على انفراد. ومن دون تفكيك هذا التكتل، لن يكون بمقدوره تشكيل حكومة ذات أغلبية ثابتة قادرة على العمل.
لا تزال التصريحات التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي في نهاية الأسبوع الماضي، وحذّر فيها من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية في الفترة القريبة بسبب التغييرات في منطقة الشرق الأوسط، مما يتطلب من الجيش التجهز للحرب بسرعة، تثير مزيداً من التحليلات.
- تطالعون في صفحة الملف الخاص لهذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" (ص 6) تغطية خاصة استثنائية لشكل تعامل الإعلام الإسرائيلي مع نبأ وفاة الرئيس السابق للمحكمة الإسرائيلية العليا مئير شمغار، الذي شفّ عن جانب مثير من جوانب تشييد الأساطير في ممارسة الكلام واللغة بالنسق الإسرائيلي المتبّع، وهو جانب تحويلها إلى سرديّة راسخة في الوعي الجمعي، تجاهر بأنها تمتلك الحقيقة بقوتها الخارقة بالرغم من أنها تجافي الواقع ولا تمت بأي صلة إليه.
أفادت آخر الأنباء المتعلقة بمساعي تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن كلاً من المُكلف بتأليفها بيني غانتس، رئيس تحالف "أزرق أبيض"، ورئيس الحكومة الانتقالية بنيامين نتنياهو، متمترسان في موقفيهما بشأن شكل الحكومة المقبلة، في أول لقاء جمعهما للتفاوض مساء الأحد، وكذا الأمر في اجتماع وفدي الكتلتين الأول، الذي سبق لقاء غانتس ونتنياهو.
الصفحة 342 من 882